السفير الدكتور جواد الهنداوي ||
رئيس المركز العربي الاوربي للسياسات وتعزيز القدرات / في ٢٠٢٣/٤/١٨ .
العرب و المنطقة على موعد في قمّة الرياض ،بتاريخ ٢٠٢٣/٥/١٩ ، وستكون مُختلفة عن باقي القمّم ، مُتحرّرة من اجواء التوتّر ، ورصيدها تفاهم وتعاون عربي وبنسبة ٨٠٪ ، وتفاهم اقليمي ، وبنسبة ٩٥٪ . وقد تكون حالة نادرة ان يحظى العرب وتحظى المنطقة بهذه الاجواء ، و اسرائيل و العالم يعيشان في دوامّة تفكّك وحرب وازمات و تهديدات باستخدام النووي .
هي اذاً فرصة للعرب وللمنطقة بالحفاظ على هذا الانجاز ، وتعزيزه ، وتعميمه ، والعمل ، من الآن ، على خمد النيران المشتعلة في السودان ، وقبل موعد القمّة . وقد لا يُغيب عن الجامعة العربية دورها المطلوب و مبادرتها للتواصل بين اطراف النزاع ، و بالتنسيق مع الدولة ( الرئيس الحالى للقمة العربية وهي الجزائر ،وكذلك مع المملكة العربية السعودية والتي ستستضيف القمة وسترأس دورة القمة القادمة ) .
وفي مقال سابق ، ٢٠٢٣/٤/٤ ، وتحت عنوان ( قمّة الرياض القادمة: قمّة المصالحة العربية و الشرق الاوسط الجديد و التوقعّات السارة ) ، منشور في صحيفة الحوار الاكترونية ،بالتاريخ المذكور ، اعربنا عن أملنا ان توجّه المملكة ، وبالتنسيق مع الجامعة العربية ، دعوة الى تركيا و ايران لحضور القمة ، كضيوف شرف .
الحضور الاقليمي في القمة سيعزّز مسار التفاهم و التعاون العربي الاقليمي .
ملفّان عربيان شغلا دبلوماسيّة المملكة خلال شهر نسيان الجاري ، وقبيل انعقاد القمة ، وهما الملف السوري و الملف الفلسطيني . و هدف المملكة ،بطبيعة الحال ،هو ان تكون القمّة ،قمّة " لّمْ الشمل " وقمّة حلول . ولم تتوقف المملكة عن جهودها في مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في القمّة ، رغم الاستثناء القطري و المغربي .
وصلَ السيد محمود عباس ،رئيس السلطة الفلسطينية ،يوم امس ،الاثنين ، جدّة ،بدعوة من ولي عهد المملكة محمد بن سلمان ، ويصل اليوم الثلاثاء السيد اسماعيل هنية و الوفد المرافق له ،الرياض . بالتأكيد ،تسعى المملكة ،قبل كل شئ ،توحيد الموقف الفلسطيني و اتمام المصالحة بين الشقيقيّن . وقد تكون المصالحة الفلسطينية ،هي خطوة اولى ،في جهود المملكة ، في مسار الملف الفلسطيني .
تنتظر المملكة جهود كبيرة كي تفلح في ايجاد صيغة توافق وعمل مشترك بين السلطة الفلسطينية ، وهذه ماضية في التنسيق والتعاون الامني مع إسرائيل ، و فصائل المقاومة ،والتي هي في حرب مع اسرائيل . الساحة الفلسطينية في الضفة و في غزّة تشهد ،يوماً بعد يوم ، تصعيد بين المقاومة و إسرائيل ، و مناوشات بين المقاومة ( عرين الاسود ) و قوات السلطة الفلسطينية ، وخاصة في جنين .
هل في نيّة المملكة التشاور مع الفلسطينين ( سلطة و مقاومة ) ،من اجل اعادة طرح مبادرة السلام العربية ،التي طرحتها المملكة عام ٢٠٠٢ في قمّة بيروت ، ظنناً منها ( من المملكة )بوصول اسرائيل الى حالة من الضعف و انسداد المخارج و الحلول ، مما يجعلها توافق اليوم على ما رفضتهُ في الامس ؟ .
زيارة السيد زياد نخالة ،امين عام حركة الجهاد الاسلامي ، الى بغداد ،قبل ثلاثة ايام ، تأتي هي الاخرى ،في اطار تعزيز الدعم العربي للمقاومة الفلسطينية ، و رسالة واضحة لاسرائيل عن موقف العراق الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني .
الزيارات الفلسطينية ( سلطة و مقاومة ) للمملكة و للعراق ، وفي هذا الظرف ، تؤكد على مسار جديد و فاعل بين العرب و القضيّة الفلسطينية ، و تؤكد على وحدة الساحات ؛ لم تعدْ وجهة زيارات قادة حماس و الجهاد ايران فقط ، وانما اصبحت المملكة و العراق و سوريا ، وهذا ما يعزّز البعد العربي و الاسلامي او البعد العربي و الاقليمي للقضية الفلسطينية . هذا المسار الجديد و الفاعل ، والمقترن بشرق اوسط جديد ،قوامه التعاون العربي الاقليمي ( السعودية ايران ) ، هو مبعثٌ لرسالة قويّة لاسرائيل و لامريكا ،فحواها ؛ لا خيار للمنطقة غير خيار السلام والتعاون واحترام ارادة الشعوب ، وخاصة ارادة الشعب الفلسطيني .
الواح طينية،
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha