متابعة ـ عمار الجادر ||
من بين جميع دول العالم، شذت امريكا والكيان الاسرائيلي، عندما اعلنا وبشكل يائس وبائس عن قلقهما من الزيارة التي قام بها الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى سوريا، بل ان امريكا ذهبت الى ابعد من ذلك، عندما اعتبرت الزيارة "ينبغي أن تكون مبعث قلق شديد للعالم"، وهو ما جعل المراقبين يتوقفون امام اسباب قلق الثنائي "الامريكي الاسرائيلي"، من الزيارة ومن التقارب العربي السوري والعربي الايراني.
"مبعث القلق" الامريكي من زيارة رئيسي، كشف عنه نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتل، بقوله ان ايران وسوريا "تزعزعان استقرار المنطقة"!، وهو ما يجعل امريكا، وفق فيدانت باتل، "لا تسعى إلى تطبيع العلاقات مع السلطات السورية، كما انها لا تدعم تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية، ولا تدعم تطبيع دول أخرى للعلاقات مع دمشق، بما في ذلك شركاؤنا وحلفاؤنا". إلا ان ما خفي على باتل هذا، هو انه حتى حلفاء امريكا في المنطقة، باتوا يدركون ان ما يقصده المسؤولون الامريكي بـ"أمن واستقرار المنطقة"، هو أمن وستقرار "إسرائيل" حصرا دون غيرها، وإلا فإن امريكا لا تقيم وزنا لا لأمن ولا لاستقرار أي من دول المنطقة.
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، لم يترك هذا القلق الامريكي على "إسرائيل" دون رد، فقال ان من الطبيعي ان تغضب امريكا، بعد ان كسرت إيران ومحور المقاومة قرنها في سورية وكل المنطقة، وليس امامها من خيار سوى ان تنهي وجودها العدواني في سوريا.
قلق امريكا من زيارة رئيسي إلى دمشق، هو قلق في محله، لان الزيارة جاءت لتؤكد لدول وشعوب المنطقة، فشل مخطط تسويق الكيان الاسرائيلي كصديق لها، وتسويق ايران كعدو لها، وهو بالضبط هدف الحرب الكونية التي فرضت على سوريا على مدى اكثر من عقد، بقيادة امريكا والكيان الاسرائيلي.
صمود سوريا ومحور المقاومة، لم يفشل المخطط الامريكي فحسب، بل عدّل بوصلة سياسة الدول العربية، التي انحرفت بسبب الضغط الامريكي، وايقنت هذه الدول بإن خيار تفتيت سوريا كان خيارا خاطئا، كما كان خيار معاداة ايران كذلك، لذلك شهدنا تلك الاستدارة القوية لهذه الدول نحو سوريا وايران، وهي إستدارة، غيرت العديد من معادلات المنطقة، ومنها هرولة بعض الانظمة العربية نحو التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وهذا بالضبط هو ما أثار غضب الامريكي واثار حفيظة "الإسرائيلي".
من حق ايران وسوريا ان تحتفلا بالنصر، بعد ان انتصرتا في الحرب المركبة، العسكرية والاقتصادية والاعلامية والنفسية والطائفية، التي شنتها امريكا على سوريا، ولهما الحق في ان تحتفلا بالنصر في معركة عزل سوريا سياسيا، بعد ان بات المسؤولون العرب يتسابقون على زيارتها ومحاولة اقناعها بالعودة الى الجامعة العربية.
أما محاولات الحكومة التركية اقناع ايران وروسيا، للتوسط لدى الاسد، من ان اجل ان يقبل باللقاء مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، قبل موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، بعد ان كان الاخير من اكبر داعمي الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة السورية، فهي دليل إضافي على حق ايران وسوريا ان تحتفلا بالنصر، الذي تعمد بدماء الايرانيين والسوريين.
مصدر : نقلا عن العالم
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha