محمد صادق الهاشمي ||
7-5-2023
1- ضرورة بناء اعلام الدولة ومغادرة اعلام السلطة وهذا لايتم الا بتحرير الاعلام من سلطة الاحزاب سيما ان اغلب القنوات الفضائية الشيعية حكرا على الاحزاب ولم تنتم الى الجمهور الشيعي بل حتى الاعلام الحكومي يعتبر اعلام جهوي وليس اعلام دولة وان كان في طريقه للتحسن كثيرا .
هذه السلبية انتهت بنا اننا لم نقنع الفرد والمجتمع بحجم المنجزات التي تحققت لان الاعلام يحتل مساحات واسعة في الدفاع عن المشروع الحزبي والجهة ولم يعضد بناء الدولة من خلال الحديث عن الاعمار والخدمات ولم يوضح للامة ما تم انجازه , بل غابت كل المشاريع والمنجزات في خضم الحديث الاعلامي الحزبي وفي خضم تهم الفساد والهجومات القاسية من الاعلام المضاد . وعليه لابد من اعلام اسمه اعلام الدولة ولابد من برنامج مفروض على القنوات وكل الجهات الرسمية وغيرها للحديث عن المنجزات السياسية والامنية والاعمار والخدمات قدر الامكان .
2- لابد من العمل على تنشئة الكودار المثقفة المهنية والمتخصصة التي تساهم من خلال وسائل الاعلام بدعم النهضة الشعبية وتعيد الجمهور الى الايمان بالعملية السياسية وتعيد العلاقة بين الجمهور والطبقة السياسية وبين الجمهور والعملية السياسية , وللاسف اننا نمتلك وسائل اعلام بلا اعلاميين الا عدد قليل وبملاحظة دقيقة للاعلام وجدنا عشرات القنوات الاعلامية ولكن منذ (2003) الى الان نجد غياب الاعلاميين الموثرين والقادرين على صناعة الخطاب الشعبي النهضوي التنموي القادر ايضا على بث الوعي الا عدد مبارك لايفي بكل متطلبات الاعلام .
والاهم في الامر اننا لم ننوع ادوات الاعلام الموثر لاننا لانمارس الدور الاعلامي وفق الدراسات على سبيل المثال ان الاحصئات الرسمية تقول ان نسب الشباب في العراق اكثر من غيرهم وان هولاء يتلقون معلوماتهم من السوشيل ميدا بنسبة 70 تقريبا وللاسف ان هذه الادوات بيد غيرنا .
3- القنوات بما انها موزعة على الاحزاب لذا فهي متحزبة في خطابها وتركت القطاعات الشعبية وربما فرقت الجمهور الى محاور تنتمي الى الاحزاب ولا تنتمي الى المشروع الاسلامي والعملية السياسية ولكن للانصاف هناك تحسن كبير ولكن يحتاج الى برنامج اكثر رسوخا للانتقال بالاعلام من اعلام الحزب الى اعلام الدولة .
4- بعض الاستطلاعات الرصينة تقول : قد فقدت القنوات تاثيرها وخطابها على الجمهور العام وبقي تاثيرها محصورا وحكرا على الجمهور الحزبي وهذا هو السبب الجوهري في اخفاق الاعلام وفشله في اقناع الجمهور للمشاركة في الانتخابات باستثناء الجمهور الحزبي. بل للاسف ان الجمهور غير الحزبي الى الان تلاصق افكاره الترسبات السلبية عن الاحزاب والحكومة مهما قدمت ولم تنظر الى المنجزات مطلقا , لان الاعلام صناعة وعلم وليس كثرة وسائل لا تمتلك اي جديد وتطور وتنوع بل الضروري ان تشكل لجان علمية متخصصة تعقد الموتمرات العلمية البحثية التي تعالج الاخفاق وتضع الاستراتيجيات الاعلامية الجدية التي تعالج الخلل فليس الحل في الكثرة للقنوات بل في نوع القنوات وفي عمق وملامسة واقتراب الاعلام من مشاعر الجمهور.
5- الجمهور لابد ان يشاهد ويستمع الى المثقفين في الاعلام والمفكرين والاكاديميين والمتخصصين الذي يهتمون بمعاناته وهمومه ويعملون على توعيته وهذا الخطاب لايوجد في اغلب القنوات وان وجد بقدر معين فهو يجب ان ياتي من وسائل الاعلام الشعبية والتي لاتنتمي الى الاحزاب لانها فقدت اثرها وتاثيرها بل قفزت ظاهرة الشعبوية والاسترضاء والبيع والشراء للشخصيات والجهات على حساب اعلام الدولة .
6- وبعد ما ذكرناه من حقنا ان نطرح السوال التالي لماذا الاعلام المعادي يتمكن دوما من مهاجمة الحشد الشعبي ويطلق عليه((مليشيات )) ويهاجم دور ايران المشرف ويطلق عليه ((تدخل )) ويهاجم كل المشاريع الاسلامية ويحولها الى سلبيات والموسف ان هذه القنوات المعادية توثر في الوسط الشيعي بقدر كبير الىحد انهت اي امل في الامة واي قناعة بان الجهات السياسية تتجه الى بناء الدولة .
7- لكن للانصاف الى جانب السلبيات نقول مايلي :
أ- بحمد الله الجمهور في اغلبه مع الحشد والمقاومة
ب- الجمهور يقف بالضد من المشروع الامريكي وضد التطبيع ويمتلك الوعي الراسخ ضد مخططات الغرب
ت- الجمهور لايفرط بعمليته السياسية مهما انتقدها وقد شاهدنا كيف انتمي الى الاطار في لحظات حاسمة كادت ان تفقد الامة بوصلتها والعملية السياسية وجودها
ث- تمسك الشعب العراقي باسلامه وقيمه
مع هذا كله نحتاج الى اعادة ثقة الامة بالكثير من المنجزات واهم منجز هو ان شيعة العراق على راس الهرم الحكومي ومع هذا نحتاج الى اعلام مبرمج يقوده المفكرون والمتخصصون لنمارس (( جهاد التبيين )) وهذا لايتم الا من خلال انهاء الروتين الاعلامي الى النموذج الموثر.
خلاصة القول اننا بحاجة الى برامج جديدة تلائم الامة والشباب وكوادر جديدة واساليب متطورة وخطاب جديد .
انتهى
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha