محمد صادق الهاشمي ||
م. مركز العراق للدراسات
كَثُرَ الحديث عن التحركات الصهوينة - الأمريكية في العالم والعراق بنحوٍ خاصّّ وعن خطرها حدًّا كبيرًا؛فهي تجد السير الى خلقِ مجتمعٍ هابطٍ يؤمنُ بالشيطان ويكون دينًا بديلًا عن الإسلام وعن كل الأديان،ولا نريد الرجوع الى تلك الأحاديث فما عاد سرًّا ولا جديدًا في الأمر .
الجديد في الكارثة هو أنّ موقع وزارة الخارجية الأمريكية ينشرُ خبرًا (عن عزمه تمويل الجامعات العراقية لتشجيع الطلاب على الشذوذ الجنسي ورصد أموال لدعم المثليين في العراق)[١] والأمر ليس جديدًا فقد رفعت من قبلُ سفارات منها بريطانيا وكندا وممثلية الاتحاد الاوربي (أعلام الشواذ المثليين ) في سماء بغداد عام ٢٠١٧.
كلامنا موجَّه الى الآباء والأبناء والمؤمنين والكُتّاب والمثقفين وحَمَلة الأقلام الإسلامية فقط وليس لغيرهم فهم أَعرف بتكليفهم،وإلى الأحزاب والحوزات أقول:
١-أن السفارة الأمريكية ودول اخرى ساعية بجد نحو مسخ القيم الإسلامية ومنح الجيل الإسلامي الحاضر والقادم ثقافة الانحراف وجعل (المثلية) واقعًا مفروضًا يتم تسريبه وجعله يتسرّب بحرب ناعمة كالسرطان في جسم المجتمع العراقي،ومن هنا تتضاعف المسؤولية،ويُضاف على عاتقكم الجهد الكبير لتربية الأبناء ورفض المشاريع الغربية الخطيرة من طمس الهويّة الثقافيّة للمجتمع، ومحاربة قِيَمِه الأخلاقيّة الثابتة.
ولا ننسى عندما وجّهت صحيفةُ "واشنطن پوست" سؤالها للمرجعيّة الدينيّة في النجف الأشرف: ما هو أكبر خطر وتهديد لمستقبل العراق؟ كان جوابها: ((خطر طمس هويّته الثقافيّة التي من أهم ركائزها هو الدين الإسلامي الحنيف))[٢]
وقال ممثل المرجعية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة (٣٠ /٨ /٢٠١٩): إننا نشهد في هذه الايام تزايد الحملات على شبابنا لطمس هويتهم الثقافية و الأخلاقية والدينية، داعيا الى ضرورة التصدى لهذه الحملات والعمل على حفظ هوية الشباب وعموم المجتمع.
٢- أنّ أمريكا والغرب عمومًا بعد أن عجزوا من مواجهة العقيدة الإسلامية وعجزوا في خلق انتصارات لهم عسكرية وأمنية في عالمنا وبلداننا وبعد هزيمتهم في إيران ولبنان والعراق وسوريا واليمن وفلسطين،وبعد عجزهم عن خلق تجربة التطبيع لأنّهم وجدوا الشعوب رافضة للكيان الصهيوني،فإنّهم عادوا للإمساك بالأجيال الجديدة عبر برامج (الشذوذ الجنسي) و(الجندر) وغيرها، إنّه بحق غزو جديد وخطير وعليكم تقع مهمة مواجهته من خلال تحصين أولادكم.
٣- يبدو أنّ أمريكا مهّدت الأمر بسلسلة اطروحات وعمليات وبرامج سرّية منذ عام 2003, وأوجدت ثغرات كبيرة داخل المجتمع العراقي جعلها تستمرىء الطرح لمشروع المثلية والشذوذ علنًا،وأنّها تعتقد أنّ الشعب العراقي فقد حصاناته لذا لا بُدَّ أن ترى أمريكا الجد في المواجهة بمختلف الوسائل والآليات.
هذه المعركة لاسلاح فيها من البنادق والخنادق والسواتر؛ بل فيها الإعلام والأقلام والإيمان والوعي العميق والبصيرة النافذة.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha