عدنان علامه ||
/ عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أمس الأحد، إن أوكرانيا تعهدت بعدم إستخدام القنابل العنقودية في روسيا.
وأوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي، أنه تم أخذ تعهدات خطية من أوكرانيا بعدم استخدام القنابل العنقودية داخل الأراضي الروسية.
وفي وقت سابق أمس، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن لشبكة "سي إن إن"، إن واشنطن وحلفاءها في الناتو سيواصلون تزويد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاجها لإنهاء الحرب مع روسيا.
وبتاريخ 08 تموز/ يوليو 2023 أعلنت الولايات المتحدة أنها ملتزمة بتلبية الطلب الأوكراني لإرسال القنابل العنقودية المثيرة للجدل. وقد برر بايدن موافقته على تزويد أَوكرانيا بالقنابل المحظورة لأن "الذخيرة تنفذ من الأوكرانيين".
حاولت إيجاد اي سبب منطقي للمحامي اللامع سوليفان لموافقته على خرق رئيسه بايدن المعاهدات الدولية المتعلقة بحظر القنابل العنقودية ولتقريب الموضوع اكثر فحظر القنابل العنقودية كحظر المواد المخدرة؛ يمنع استعمالها، شراءها، بيعها، نقلها والإتجار بها.
فتوجهت إلى تحليل شخصية جيك؛ فإلى جانب محاباته لرئيسه؛ فسوليفان واسع الحيلة بإيجاد المخارج والحلول منذ مرحلة شبابه فأنه يؤمن بعظمة أمريكا واستثنائيتها. وقد إخترت لكم نبذة قصيرة عن حياته لتتيقنوا بأن العقيدة السياسية هي التي تؤثر في الأقوال والأفعال وليست ال
فقد وُلد سوليفان في مدينة فيرمونت، وانتقل في الصف الرابع إلى مينيسوتا. حقّقت له موهبته واندفاعه النجاح في سن مبكرة، وكان في المدرسة الثانوية رئيس مجلس الطلاب، ورئيس تحرير صحيفة المدرسة. وتتذكر صديقته سارة أنه كان مفتوناً أيام مراهقته بشكل غير عادي بخطاب “المجتمع العظيم” الذي ألقاه ليندون جونسون في جامعة ميشيغان. من الملائم إذن أن يشابه سوليفان بشكل لافت للنظر “أفضل وأذكى” الذين عيّنهم جون إف كينيدي واحتفظت بهم إدارة ليندون جونسون، ومثله كمثل محلّلي مؤسسة راند الفكرية الذين أحضرهم وزير الدفاع آنذاك روبرت ماكنمارا إلى البنتاغون، إذ سرعان ما مثّل جيك "الجانب المظلم" من التدخل الديمقراطي، ومثله كمثل هؤلاء الخبيثين الماكرين الذين أداروا وخطّطوا لحرب فيتنام، إذ إنه سيخطّط ويهلّل ويدير الحروب التي لم يفكر قط في أنه سيتحضر لها يوماً، ولا تبدو أنها قد خطرت بباله.
فالنظرية والحجج والتحليل هي ما يبرع بها جيك ويعرفها جيداً، إذ كان بطلاً في المناظرة في الثانوية وفي جامعة ييل، واحتل المركز الثاني في بطولة العالم للمناظرات لاحقاً في منحة رودس في جامعة أكسفورد، ثم عاد إلى جامعة ييل ليدرس في كلية الحقوق، وتخرج في عام 2003.
لا يغرنكم ذلك الوجه الطفولي فهو يخفي خلفه مخالب حديدية تحت القفازات المخملية. فهو ورئيسه يؤمنان بإستمرار الحرب في أوكرانيا مهما كان نوع الأسلحة المستعملة ضد روسيا لتحقيق أي نصر مهما صغر حجمه.
وبالتالي فأن الأمور مرشحة للتصعيد على الجبهة الروسية الأوكرانية مع إحتمال كبير أن تنزلق الأمور إلى تفجير المحطة النَووية في زباروجيا؛ وسيعقبه تفجير كافة المحطات النووية التابعة لدول الناتو كأحجار الدومينو. ويحصل ما نخشاه من توسع دائرة الحرب ووضع العالم في دائرة المصير المجهول.
وإن غدََا لناظره قريب
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha