التقارير

عاشوراء في ذاكرة عراقية

1076 2023-07-27

د.أمل الأسدي ||

 

وفي ليلة العاشر تبقی أبواب منازلنا مفتحة،وكأنها ترفض النوم، حزينة، مشنوقة الآه، فلايحق لها أن تصرخ عاليا: وا حسيناه

ومن قبل عشرة أيام قد فُتحت (القاصة) واستخرجت أمي المبلغ المجموع علی مدار العام، ستطبخ  في يوم العباس (عليه السلام)، ويوم القاسم سنوزع  عصير الرمان الطبيعي، وفي ليلة العاشر تسهر أمي لتعد (القيمة الكظماوية) ونبقی- نحن الأطفال- مستيقظين،نتجول من بيت  إلی بيت، والكل مستيقظ، يسلم ويصلي علی الحسين وعلی علي بن الحسين وعلی قمر العشيرة وعلی أنصار الحسين.

أمي تقطِّع البصل الی شرائح فتدمع عيناها وكذلك عيوننا، ومع ذلك لانفارقها، فقد كانت تحكي لنا قصصا قديمة، قصصا من زمنٍ كانت فيه المواكب تجوب شوراع الكاظمية، والتشابيه كأنها حقيقة في شارع( باب المراد)ونحن نستمع بدهشة،كيف تكون المواكب والتشابيه؟! وهل سنراها في يوم من الأيام؟

وهكذا نبقی نسأل ونستمع حتی يأخذنا النوم  فجرا، فننام بضع ساعات ونستيقظ علی صوت عبد الزهرة الكعبي ورائحة الحطب، وطرقات الباب، فقد أتمّ جيراننا طبخ(الهريسة) والآن يوزعونها.

ولن ننظف المنزل الآن، سننتظر إلی ما بعد الظهر، وتقلب أمي بعض القدور علی وجوهها كنوع من إظهار الحزن  علی أبي عبد الله الحسين، مازلتُ أشعر أن هذه الساعات طويلة وثقيلةوحزينة، وجميلة أيضا؛ لأنها في ذكر أهل البيت!!

قدر(التمن عنبر بالزعفران )علی النار(يتهدر)ورائحته زكية مختلفة، والقيمة الكظماوية صارت جاهزة(مدروخة تماما) وصوت(ياحسين بضمايرنا)منخفض جدا في داخل البيت،ووجيراننا المسيحية تأتي لتخلط القدر وتطلب(المراد) وأمي تدعو:ربي،لاتگطع لنا عادة،كل سنة وكل عام نطبخ!

نغرف الطعام في صحون(الفرفوري) الأنيقة ونوزعه علی الجيران، ونملأ القدور للأقارب والأصحاب أيضا،والكل يردد: سبحان الله،أكل ابو عبد الله غير شكل طعمه!!

مضت الأيام وكبرنا ياسيدي الحسين، وكبرت معنا محبتنا وكبر تعلقنا بك، ولن نبتعد عنك حتی وإن كانت دموعنا نتيجة همومنا وويلات الدنيا وقسوتها؛ وليست بسبب البصل كما كنّا في الصغر!!

كبرنا وعرفنا أنك النور الذي يخفف عنا أعباء الحياة، كبرنا وعرفنا أنك هوية العراق ومن يقف في وجهك مصيره مزابل التأريخ!!

كبرنا وعرفنا أن أبا الفصل العباس بابك الذي تؤتی منه!!

كبرنا  وعرفنا أن أموال معاوية مازالت تركض  وتعمل!!

كبرنا ومازلنا نشكر الله علی نعمة الحسين

السلام علی الحسين وعلی علي بن الحسين وعلی أنصار الحسين وعلی قطيع الكفين،الكافل أبي الفضل العباس.

 يظهر في الصورة خالي المرحوم عبد الحسين غني عبيدة

موكب جمهور  الكاظمية

خمسينيات الكاظمية

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك