التقارير

حذر و يقظة من عمليات لداعش في العراق ولبنان .


السفير الدكتور جواد الهنداوي ||

 

               رئيس المركز العربي الاوربي للسياسات

         و تعزيز القدرات / بروكسل / في  ٢٠٢٣/٨/١٧   .

    

              ما اكتّبه هي توقّعات وليست معلومات ، و ادعوا الله عّزَ وجلْ ،ان تُخيب الظنون ، و ما الافصاح عن هذه التوقعّات الاّ للحيطة و للحذر ، ولاستباق القدر ،و الوقاية خيرٌ من العلاج .

           عادَ تنظيم داعش و بقوة فاستهدف قبل ايام قلائل ، في دير الزور ،في سوريّة ، مركبة ناقلة جنود من الجيش العربي السوري ، و ارتقى اكثر من ثلاثين شهيد و جريح . وضربَ في الامس في مزار في مدينة شيراز الايرانية . و أعتقد بأننا في موسم نشاط داعشي في جغرافية دول محور المقاومة ( سوريّة ،لبنان ،العراق )، نشاط يتزامن مع نشاط عسكري امريكي -اسرائيلي محموم في المنطقة ، حيث تحشدات بريّة و بحريّة و جويّة للجيش الامريكي ،وعلى الحدود السورية العراقية الاردنيّة ، و السورية التركية ، و الغرض إمّا هجوم على لبنان وهذا هو السيناريو الاكثر احتمالاً ، و إمّا على سوريا ، ولا يمكن ،في حالة الاعتداء ،فصل جبهة عن أُخرى .

          ولامريكا و ربيبتها اسرائيل ،الآن ،مصالح في الحرب رغم حرب اوكرانيا و رغم قلّة الاحتياطي من خزين العتاد و السلاح لدى امريكا و اسرائيل ، و رغم تهّرأ الجبهة الداخلية في اسرائيل ، ولعلَ العلاج لهذا التهرّأ هو الهروب الى الحرب .

       فقدت اسرائيل قوة الردع وفقدت ايضاً كثير من عناصر قوتها و تفوقّها ، و ادركت اسرائيل ان عقارب الساعة تدور و تطحنها ، و تمضي السنون وتتعاظم قوة حزب الله وفي جميع الصنوف العسكرية و الميدانية ، ويستعيد الجيش العربي السوري عافيته وقدراته القتالية والميدانية ، و يتراكم يوماً بعد يوم الدعم الايراني المُميّز في السلاح والمسيرات والتقنية والصواريخ الدقيقة .

    محور المقاومة ( سوريّة ،اليمن ، حزب الله ،الحشد الشعبي ) ،ليس بغافلٍ عن ما تحيكه اسرائيل و بدعم امريكا ، ولم يتوقف حزب الله عن تحذير اسرائيل و امريكا من مخاطر اقدامهما على شّنْ حرب ، وما اعلان حزب الله قبل يوميّن ، وفي الصوت والصورة ، وبمناسبة ذكرى انتصار حرب تموز عام ٢٠٠٦ ، عن امتلاكه لسلاح جديد مضاد للمدّرعات الاّ استشرافاً منه بخطر حرب يعدّوها امريكا و اسرائيل ، كذلك ،تندرج تصريحات السيد عبد الملك الحوثي في ذات سياق التحذير والتهديد لامريكا .

     ماذا عن العراق و ماذا عن إيران ؟

 امريكا ،والتي لم تعلن عن ترحيب ،رئيس مجلس الوزراء ،السيد محمد شياع السوداني لزيارتها ، دعت وزير الدفاع العراقي لزيارة واشنطن واللقاء بنظيره ،امّرٌ يدّلُ على اهتمام امريكي بالجانب الميداني و العسكري في العراق ، وفي هذا الظرف والوقت . ولم تتوقف امريكا في زيادة عديد جنودها في قاعدة او في " مستعمرة " عين الاسد ، كما يصفها السياسي العراقي عزّت الشابندر ،في تغريدة له اليوم عن حجم التحشيد العسكري الامريكي على الحدود بين سوريّة و العراق .

         بالتأكيد تسعى امريكا الى تحييد العراق او الجيش العراقي ،في حال هجوم اسرائيلي امريكي على لبنان وسوريّة ، ولكن لا تضمن امريكا نجاح مسعاها وخططها في تحييد الحشد الشعبي و فصائل المقاومة الاخرى ،و التي قاتلت الى جانب قوات الجيش العربي السوري ضّدَ داعش والمجاميع الارهابية الاخرى .

      و لا يمكن عزل ارتفاع سعر صرف الدولار في العراق ،رغم جهود الحكومة ، عن ما يجري ميدانياً من ارهاصات حرب مُحتملة في المنطقة .

      ماذا عن إيران ؟

     تخشى ما تخشاه امريكا وربيبتها اسرائيل هو موقف و دور ايران ،بأعتبارها العمود الفقري لمحور المقاومة . ايران ،اليوم ،حلّت محل الاتحاد السوفيتي ،تجاه العرب ( سوريا ،لبنان ،اليمن ،الحشد الشعبي ، فصائل المقاومة الفلسطينية ، الجزائر ) ، في الدعم و التسليح . بل و اكثر من ما كان عليه دور الاتحاد السوفيتي ! دور الاتحاد السوفيتي كان خجولاً و محدوداً بسلاح لا يتفوق على اسرائيل ،و لا يمكن ان يساهم في دحر اسرائيل  .الاتحاد السوفيتي ،ونحن نكتب عن فترة النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي ، زّوَدَ العرب ،حينها ، بسلاح دفاعي ، ولم يسمحْ لهم بأقتناء سلاح هجومي !

إيران اليوم تزّودُ فصائل المقاومة بصواريخ دقيقة و بخبرات و بتمويل ، وتسعى الى دحر  اسرائيل ، وطرد امريكا من المنطقة ، وهذا ما تعلنه ايران رسمياً وتُقدِمْ عليه ميدانياً . لكن ،إيران لا توصد باب السياسة مع أمريكا ( الشيطان الاكبر ) ، ولا امريكا تغلق نوافذ التواصل لا مع ايران ، ولا مع حزب الله في لبنان ،وبشكل غير مباشر .

   قبل ايام ،أُفرِجَ عن اموال ايرانية مُجّمدة في كوريا الجنوبية و في العراق ، و اعلنت ايران ذلك ،كما اعلنت عن قُربَ افراجها عن خمسة سجناء امريكين ، و تمتْ هذه الصفقات بوساطة قطرية و عُمانيّة .

 الغريب في الامر هو أن تتزامن هذه الافراجات ،و التي هي مؤشرات ايجابية وحالمة بالتهدئة ، و تخفيف التوتّر ،في وقت تتصاعد و تتفاقم فيه حدّة  الاستعداد الميداني العسكري ، على الحدود السورية اللبنانية العراقية .

    هل تحاول امريكا تحييد إيران ، في حال قيام اسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية محدودة في جنوب لبنان ،ذات اهداف محدودة ؟

 هذا ما تفكّر به امريكا ،كما اعتقد ، و تأمل من ايران الحياد ، وقد يكون بعد الحياد ، حّلْ مستديم للملف النووي الايراني ، ومسار في رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة .

  وبالتأكيد ، لن تسمحْ إيران ، لا لامريكا و لا لاسرائيل بشّنْ حربٍ وجودّية ضّدَ حزب الله او ضّدَ سوريّة ،وأمريكا تعرف وتدرك ذلك جيداً .

 نشاط داعش ،اليوم ،في سوريّة و في ايران ، و ربما ،لاسامح الله ، غداً في العراق وفي لبنان ،ما هو الاّ تمهيد و تزامن مع الحملة العسكرية الامريكية الاسرائيلية ، عندما يهّمُ الامبرياليون و تجّار الموت الذهاب الى الصيد يصطحبون كلابهم ،دواعشهم و عملائهم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك