التقارير

مالذي يمنع العراق من الانضمام الى منظمة شنغهاي و منظمة بريكس؟!


الدكتور السفير جواد الهنداوي ||

                                   

 رئيس المركز العربي الاوربي للسياسات وتعزيز القدرات /بروكسل / في ٢٠٢٣/٨/٢٢ .

 

          يحضرُ التساؤل ،هذه المرّة و بقوة ،عن سبب او اسباب عدم انضمام العراق الى هذه المنظمات الدولية ،و المُهّمة على كافة الصُعد ، والتي تلتقي و مصالح العراق بمشتركات جغرافية ( آسيا ) ، اقتصادية ،تنمويّة ، وحتى سياسيّة ،حيث سيكون الانضمام دليلاً على انفتاح العراق على كافة الدول والمنظمات و المحاور . وتأسسّت بريكس ،عام ٢٠٠٦ ، وأستراتيجيتها كانت ولا تزال هي دعم الدول النامية ، والدفاع عن السلام العالمي 

      إنعقاد قمة بريكس ، من يوم ٢٢ ولغاية يوم ٢٥ /٨ ، في مدينة جوهانسبرغ ، في جنوب افريقيا ، هو المناسبة في تناول الموضوع ،عنوان المقال . يجتمع  قادة دول المنظمة ( الصين ، روسيا ،الهند ،جنوب افريقيا ، البرازيل ) ، وفي أجندتهم ،هذه المرّة ، أسئلة  ذات بُعد استراتيجي . فما هي ؟ 

    ماهي المعايير التي تتبناها المنظمة للبت في طلبات الانضمام ،والتي تتزايد ، سنة بعد اخرى ؟ 

  هل ينبغي التركيز على البعد الاقتصادي للمنظمة ، دون الانجرار خلف الابعاد العقائدية و السياسيّة ؟ 

 النقاش في هذه المحاور ، والتي طرحناها بصيغة اسئلة ، سيقود الى تعزيز كيان وتأثير المنظمة و تفاديها لخلافات تؤدي الى عرقلة توسّع المنظمة وجمودها وتفككّها .

  قيادة الصين للمنظمة ، و بالتعاون مع روسيا ، يعطيها بعداً عقائديا ، وهويّة محورية آسيويّة ، و البعض لا يتردّدْ في رؤية مستقبلية للمنظمة كحلف آسيوي مقابل حلف الناتو الغربي . ولكن مشاركة الهند والبرازيل وجنوب افريقيا ، و بعضوية فاعلة ، وبأعتبارها دول مؤسسة ( بأستثناء جنوب افريقيا  والتي انضمت لاحقاً ، في عام ٢٠١٠ ، بعد تأسيس المنظمة عام ٢٠٠٦ ) ، يخفّف قليلاً وطأة البعد العقائدي للمنظمة ، و يمنح المنظمة صفة التدويل و الانفتاح على جميع بلدان العالم بأستثناء امريكا و بريطانيا و فرنسا ( إن لم نقل دول الناتو ) . وهذا الاستثناء وردَ صراحة ،على لسان نائب وزير خارجية روسيا ، سركي ريا بكوف ، حيث ابلغت الخارجية الروسية سلطات دولة جنوب افريقيا بعدم موافقتها على توجيه دعوة للرئيس الفرنسي ماكرون للمشاركة في المؤتمر ،بالرغم من اعلان فرنسا ، ومنذ شهر حزيران الماضي ،عن رغبة الرئيس ماكرون المشاركة في افتتاح قمة بريكس ، و اضافت الخارجية الروسية بان روسيا لا ترحّب بحضور دول ،وصفتها ،غير الصديقة لروسيا ، وفي مقدمتهم امريكا و بريطانيا و فرنسا . وتجدر الاشارة بأنَّ موقف الصين جاء متطابقاً مع الموقف الروسي ، حيث عبرّ الرئيس الصيني بقبول حضور وفد فرنسي صغير للمشاركة ( انظر بخصوص هذه المواقف ،صحيفة رأي اليوم الالكترونية ،الصادرة في ٢٠٢٣/٨/٢٢ ) . 

 ما يهمّنا هو عديد الدول العربية ،التي تقدمّت بطلباتها ومنذ مُدّة ،للأنضمام الى منظمة بريكس ؛ المملكة العربية السعودية ، ومصر ، و الامارات ، والبحرين ، والجزائر ، والسلطة الفلسطينية.

ومن المتوقع ان توافق المنظمة ،في مؤتمرها الحالي ،على الموافقة بأنضمام  الامارات والسعودية و مصر ، و الامارات  هي اصلاً  عضواً في بنك التنمية الجديد  ،وهو البنك الذي تأسس من قبل ولخدمة منظمة بريكس ، ويُحسبْ له ان يكون منافساً لصندوق النقد الدولي ، والبنك الدولي في تمويل مشاريع التمنية .

لا أروم الخوض كثيراً في المنافع الاقتصادية و التنمويّة التي ستُتاح الى الدول الساعية للانضمام ،ولدول المنظمة ، و احاول أن اجد تفسيراً او سبباً لعدم تقدّم العراق ،حتى الآن بطلب رسمي للانضمام الى منظمة شنغهاي او / و منظمة بريكس . 

لم نغفلْ اهمية الانضمام الى منظمة شنغهاي ، خلال عملنا في وزارة الخارجية ، وكنت حينها رئيساً لدائرة آسيا ،وتقدّمنا ،اكثر من مرّة ،  بتقرير موسّع يدعو الى الانضمام ، في عام ٢٠٠٨ وكذلك في عام ٢٠١٥ ، وحضرنا اكثر من اجتماع دولي ،بدعوة من المنظمة ، وبهدف تعزيز الثقة وتبادل المعلومات بين دول غرب و وسط اسيا ، لمكافحة الارهاب و تجارة المخدرات والتمهيد لانضمام الدول الى المنظمة ، ولكن للاسف لم تُسفر التقارير عن نتائج ملموسة ، لا عن الانضمام و لا عن اسباب رفض او تريث بالانضمام . ولا أظّنُ دور لوزارة الخارجية ، غير مُشّجع للأنضمام ، و أعزي الامر الى تلكأ و عدم اهتمام و عدم معرفة في اهمية الموضوع ، في مفصل من مفاصل التواصل البيروقراطي الاداري ، وهذا التلكأ وعدم الاهتمام او حتى اللامبالاة ،لمسناه في مواقف استراتيجية اخرى ،مهمّة للعراق من النواحي السياسية و الاقتصادية ،مثل الاتفاقية الاستراتيجية بين الاتحاد الاوربي و العراق . 

 العراق يمتلك كل المقومات الاساسية للانضمام ، وسيلاقي كل الدعم و الترحيب من قبل الدول الاعضاء ،وخاصة الصين و روسيا ، و انضمام العراق سيكرّس سياسة العراق بالانفتاح على كل المحاور وعلى كل الدول ، وسيعزّز ثقة المواطن بسياسة العراق الحياديّة ، وعدم ارتهانه بالسياسة والشروط الامريكية .

ناهيك عن حجم الدعم الاقتصادي والتنموي الذي سيحظى به العراق عند نيله لعضوية المنظمة .

اعتقدُ طلب دولة البحرين وطلب السلطة الفلسطينية بالانضمام سيشجعان العراق على الاقدام و على التفكير بالانضمام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سالم البدر
2023-08-25
تحياتي د. جواد الهنداوي نعم كلامك حقيقي، الاصل ليس ان العراق لايملك المقومات او المشاريع العملاقه المزعمه في جميع المجالات والبني يسيل لها لعاب الحكومات والشركات في منظومه بركس، بل هو متابعه الحكومه بجديه غير متناهيه وبقوه وببرنامج حقيقي قوي ، وليس فقط بالحضور الى اجتماع هنا او هناك او الانتظار للموافقه، يجب ان نبذل جهو كبيره وجباره في هذا المجال، واتمنى من جنابكم العزيز المواصله معي اذا اردت الخوض في هذا المجال بتفصيل اكثر. اخوك سالم البدر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك