عدنان علامه ||
/ عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
حوار خاص لوكالة "فارس"
قال المحلل علامه: "التفاوض فن تتقنه إيران فهي ربحت كل المفاوضات التي اجرتها وكما تبرع في إستعمال خطوات تكتيكية تفيد إستراتيجيتها.
وأشار المحلل السياسي اللبناني عدنان علامه في حواره مع وكالة أنباء فارس إلى الاتفاق الإيراني الأمريكي في الافراج عن الارصدة المجمدة، وقال: "وصلت المفاوضات بين إيران وأمريكا إلى خواتيمها السعيدة وتم الإفراج عن سجناء من الطرفين والإفراج عن 10 مليارات دولار من الأموال المحتجزة في العراق وكوريا الجنوبية".
وعلق على نتيجة المفاوضات الثنائية بين طهران وواشنطن قائلا: "ولكن هذه النتيجة هي ثمرة جهود طويلة ومضنية وحتى للأطراف الوسيطة وتخللها ضغوط متبادلة، فالتفاوض فن تتقنه إيران وتبرع فيه فهي ربحت كل المفاوضات التي اجرتها وهي تنطلق من قوة الحق الذي لا يمكن التنازل عنه".
واردف يقول: "أما أمريكا فقد انطلقت من قوة الباطل لفرض سطوتها وهيمنتها على البلاد التي تلبيي جميع طلباتها. فأمريكا تفرض العقوبات بالقوة على من يعارض سياستها؛ وهذه العقوبات على إيران وغيرها من البلدان تتعارض مع القانون الدولي".
وأردف الكاتب اللبناني: "حين التفاوض يضع كل طرف سقف أعلى يأمل بتحقيقه وسقف أدنى لا يمكن القبول بأقل منه، ومن خلال المناقشات الصعبة والشاقة يتم التوصل إلى حلول وسط بعد أخذ ورد ومشادات كلامية صعبة لتبيان الحق ورفض الباطل، وإيران تجيد الضرب على الوتر الحساس في الوقت المناسب كما تبرع في إستعمال خطوات تكتيكية تفيد إستراتيجيتها ويجب ان لا ننقص من قدرة أمريكا في التفاوض التي تنطلق من غطرستها وسطوتها وكبريائها وغروروها، وخلال بدء المفاوضات حاولت امريكا توسعة مروحة الملفات ليشمل الملف النووي ولكن إيران أصرت على أن تقتصر المفاوضات على عنوان واحد فقط الإفراج عن السجناء لدى الطرفين مقابل الأفراج عن 10 مليار دولار محتجزة بأوامر أمريكية في مصارف العراق وكوريا الجنوبية".
ومضى عدنان علامه موضحا:" لكن أمريكا ناورت في آلية تسليم إيران أموالها المستحقة لتمر عبر المصارف السويسرية إلى وجهتها قبل الاخيرة في قطر وهي تريد أن تظهر بأنها لم تتنازل عن العقوبات وهذه الأموال هي لتغطية شراء كافة المواد غير الخاضعة للعقوبات الأمريكية الجائرة، وفي المقابل رفضت إيران الإفراج عن السجناء إلا بعد التأكد من وصول الأموال إلى المصارف الإيرانية في قطر التي كان لها الدور الأكبر في الوساطة بعد الدور التمهيدي لسلطنة عُمَان، وقدمت إيران مبادرات حسن نية للتأكيد على جديتها في إنهاء الملف بالإفراج عن السجناء الامريكيين المتهمين بالتجسس لدى إيران، فأطلقت إيران أواخر العام الماضي سراح اب وإبنه من آل نمازي ويحملان جنسية مزدوجة بسبب وضع الأب الصحي الذي أجرى عملية جراحية في الإمارات بعد الإفراج عنه في إيران، وقد أقدمت إيران على إصدار قرارات قضائية حكمت على السجناء الأمريكيين بالإقامة الجبرية لتسهيل عملية التبادل؛ بينما لم تصدر أمريكا أي قرار تطميني بالمقابل".
يُشار إلى أنه بموجب الاتفاق الذي أُعلن يوم الخميس، 10 أغسطس أطلقت إيران سراح 5 أميركيين في مقابل إطلاق سراح 5 إيرانيين مسجونين في الولايات المتحدة، إلى جانب رفع التجميد عن نحو 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية.
وكان محافظ البنك المركزي الإيراني، محمد رضا فرزين، قد أعلن نجاح إيران في الإفراج عن جميع أموالها المجمّدة لدى كوريا الجنوبية، وذلك بموجب الاتفاق الأخير مع الولايات المتحدة.
27 آب/ أغسطس 2023
https://telegram.me/buratha