د. إسماعيل النجار ||
إتُخِذَ القرار فأُسرِجَت الخَيل وسُلَّت السيوف من أغمادها ونامَ السلام على كَتِف الحرب،
الريح تَصفِر في الصحراء وتُزيلُ طبقات الرمال المتراكمة فوق الجمر، الذي بات بصيصه ينقشِع في ظُلمَة الليل الحالك،
أميركا أرادتها نِزال ونحنُ أسيادهُ لا نمتهنُ في الحياة سِوَىَ الكرامة والحياة الكريمة، أرادوها حرباً على الحدود بين بغداد وعاصمة الياسمين قالوا لهم رجال الله نحنُ لكم بالمرصاد،
المسألَة ليسَت شِعر ولا حكايا عُربان، إنما هي وقيعه صعبة إن حصلت قالها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إن معبر البوكمال لن يُقفَل جازماً إستمرار تدفُق الحياة فيه مهما كان الثمن، وإنَّ أي محاولة للعب بالنار على الحدود من الجهتين فأنها ستُحَوِّل إلمنطقة إلى ساحة حرب لا أحد يضمن إطار نارها ولا شعاع إمتدادها،
الولايات المتحدة الأميركية حاولت وستحاول دائماً لأنها دولة قوية وقادرة ومُصَمِمَة على النجاح في تنفيذ مخططاتها، والحرب معها ليست نزهة إنما مِحوَر المقاومَة لن يستسلم لها ولن يعطيها إعطاء الذليل ولا يقر لها إقرار العبيد،
لذلك سيحاول أفرقاء المحوَر المقاوم الإستفادة من نقاط ضعف العدو في المنطقة المتنازع فيها واستخدام فائض التجربة والقوة بوجه الجيش الأميركي وتوجيه ضربات مُوجِعَه لقواته المتمركزة شرق الفرات حتى إجبار قيادته على إتخاذ قرار بترك المنطقة والإنسحاب منها،
الأميركي بطبيعته لا يمكن أن يستسلم أو يفاوض إلا عندما يصبح عدد نعوشه فوق ما تتحمل طاقته بالكامل،
بكل الأحوال واشنطن دأبها تخريب وتدمير الدوَل ونهب الخيرات والثروات واليوم سوريا إحدى ضحاياها ويعمل الأعداء على تشديد الطوق لمحاصرتها وتضييق الخناق عليها بكل الوسائل تارةً عبر لبنان وتارةً عبر الاردن وأخيراً على حدود العراق،
نحن نصدق أن أمريكا تريد اغلاق المعابر بين سوريا والعراق، ونُصدِق أيضاً أن محوَر المقاومَة سيمنعها وبالقوة العسكرية مهما بلغت التكلفه،
لكن ما لا نصدقه ان الأعراب أصحاب كرامة وشهامة ونخوة، هؤلاء قومٌ مُصابون بمرض الجهل والتعصب والخِسَة والعمالة، كبيرهم تاجر وصغيرهم فاجر،
لكن لَن يترَك القرار لهم ولا زمام الناقة بأيديهم فأرض العرب للعرب وفلسطين ستعود لأهلها فَمَن أستطاب الشهادة لا يخيفه الموت ولا جَور السلطان،
أميركا ستخسر المعركة في البوكمال إن تجرأت بالوكالة أم بالاصالة لأن مَن ينتظر نحرها قومٌ طلقوا الحياة الدنيا واشتروا بشهادتهم الآخرة ستتعرفون عليهم ما إن تخطئوا بحساباتكم.
بيروت في....
30/8/2023
https://telegram.me/buratha