نعيم الهاشمي الخفاجي ||
استغلت قضية غرق مدينة درنة الليبية من الإعلام التابع لدول الرجعية العربية، بطريقة بشعة، للقول ان ليبيا لو باقية على النظام الملكي او تحت حكم نظام العقيد الأحمق معمر القذافي لما غرقت مدينة درنة، ولما انتشر القتل والسلب في ليبيا.
إن سبب القتل في ليبيا، يعود إلى المجاميع الاخوانية التكفيرية المتوهبة، التي نشرتها دول البداوة والتخلف، من الأهداف الاستراتيجية التي وضعتها دول الاستعمار، وضعوا بكل دولة عربية، مشاكل دينية ومذهبية وقومية، بل وقبلية، دول الاستعمار دمجت قبائل الشرق مع الغرب الليبي بظل وجود صراع قبلي ما بين الشرق والغرب، رغم انها عرب واتباع مذهب ديني واحد، الغاية إيجاد صراع داخلي لابقاء ليبيا دولة فاشلة، بسبب وجود هذا الصراع.
الدول العربية التي رسمت حدودها دول الاستعمار، كل دولة اوجدوا لها مشاكل مستدامة، لتبقى الشعوب تعاني من صراعات داخلية لتبقى دول فاشلة، تسهل مهمة دول الاستعمار من السيطرة عليها، من خلال العملاء والخونة.
درنة، عرفت في عملية إسقاط نظام القذافي من قبل قوات التحالف الأطلسي من خلال دعم مطالبات احتجاجبة ضد القذافي، تحولت إلى صراع مسلح، وصدرت فتاوى من يوسف القرضاوي بقتل القذافي وحمل السلاح ضده، بين ليلة وضحاها وإذا بأحد قيادات القاعدة عبدالحكيم بلحاج تتبعه آلاف العناصر المتطرفة يدخلون طرابلس بدعم من القوات الجوية للناتو بشكل عام وطيران فرنسا بحقبة ساركوزي بشكل خاص، عبدالحكيم بلحاج من رؤوس القاعدة في افغانستان، تم القبض عليه في أفغانستان وايداعه بسجن غوانتانامو.
مدينة درنة الليبية، باتت حديث العالم، بسبب اجتياحها من قبل إعصار دانيال المدمر، الذي تسبب بمقتل آلاف الأرواح ودفنها تحت الأنقاض، وما زال البحر يلفظ الجثث للأطفال والنساء ليومنا هذا.
العقيد الأخضر بنى مدينة درنة في أرض منخفضة، السد بناه بمنطقة تقع أعلى من المدينة، وبذلك أصبح سد القائد الذي اقامه سبب لحدوث كارثة غرق مدينة درنة، لم يكن سد رصين، بل تآكل منذ ثمانينيات القرن الماضي.
العقيد قائد الجماهيرية الليبية العظمى، عمل حروب وقام في احتلال دول مثل تشاد يوميا ينصب حسين حبري رئيس، وفي اليوم الثاني يغير رأيه ويقوم في دعم خصمه إدريس دبي، صرف مئات مليارات الدولارات التي كانت تأتي من إنتاج النفط الليبي، لعمل حروب في تشاد، وعمل ضوضاء بالقارة الأفريقية والتآمر على السودان ومصر، اتبع نفس اسلوب صدام الجرذ في صرف مليارات، لشراء الموالين والعملاء له من داخل ليبيا وخارجها، أصبح المعارض العربي بالدول العربية التي يختلف معها العقيد القذافي، هدف للعقيد لكي يبعث اليه لكي يقابل قائد الجماهيرية الليبية العظمى، الذي يقابل الأخ العقيد قائد الثورة يحصل على هدية مائة ألف دولار، دكتور القذافي الخاص عراقي من الموصل سني المذهب، اسمه علاء، يقول هذا الطبيب، ذات مرة القذافي استقبل وفد من المعارضة العراقية بينهم شيخ شيعي من أهالي كربلاء من منظمة العمل الاسلامي ، وهذا الدكتور المصلاوي واسمه دكتور علاء ولأسباب طائفية اوصل للقذافي ان هذا الشيخ المعمم فارسي وأنه ليس عربي وحرمه من المبلغ، وينقل بحديثه طبيب القذافي العراقي المصلاوي أن العقيد سألهم انت من اي العشائر العربية ….الخ رغم أن الشيخ …. عراقي، أكثر من عراقية دكتور القذافي البعثي الطائفي الذي افترى على الشيخ ….. لكونه شيعي، تجدون كلام هذا الدكتور باليوتيوب بالصورة والصوت، تستطيعون تتابعون الكلام وتجدون صدق كلامي.
خلال وجودي بالغرب مدة ثلاثين عاما، جمعتني ظروف العمل والدراسة مع أصدقاء ليبيين، هاربين من بطش واجرام العقيد القذافي، درستني دكتورة ليبية إحدى مواد الإعلام، وكانت أستاذة مهذبة، في حديث لها معي، جمعت إجرام العقيد الأخضر الأحمق المجنون بالقول، ابتلينا بالاحمق القذافي مثل ما انتم ابتليتم بصدام المجرم، كلاهما من نفس الطينة.
وجود ابناء الشعب الليبي في اوساط الجاليات العربية بالغرب، وجود مؤثر وواضح، الكثير منهم لاجئين سياسيين، وأصحاب اختصاصات علمية وثقافية، وجدنا كتاب وادباء وفنانين واستاذة جامعات، ابدعوا في الأعمال الأدبية بين أوساط المغتربين العرب والمسلمين في دول أوروبا الغربية بشكل خاص.
القذافي بعد هزيمة الدول القومية والبعثية، اتجه نحو افريقيا، وأصبح العقيد قائد الثورة وزعيم الجماهيرية الليبية العظمى واضاف لنفسه ملك ملوك أفريقيا، ولم يكتفي بذلك بل جمع المسلمين الافارقة ونصب نفسه عليهم إمام للمسلمين، وأتذكر ذات مرة عقد مؤتمر بمدينة سرت طالب في وحدة القارة الافريقية، وعمل جولة في موكب سيارات طاف في عشر دول افريقيا، استقبله ملايين الافارقة، وكان يوزع عليهم ملايين الدولارات، وذات مرة احضر ثلاثة آلاف أفريقي ليعلنوا اسلامهم، ويقوم إمام المسلمين العقيد الأخضر في توزيع مصاحف مع الف دولار لكل شخص منهم.
لولا وقوع صفحة الربيع العربي التي اطاحت بالقذافي، ولو بقي القذافي بالحكم ليومنا هذا، وبظل التحولات الدولية، لأصبح فعلا العقيد القذافي أمام القارة الأفريقية بدون منازع، لكن الربيع العربي عجل نهايته وإنهاء حلم القذافي أن يكون قائد للقارة الأفريقية بأموال وثروات الشعب الليبي.
القذافي المجنون اربك دول العالم، من خلال توزيع المال، المال كان ثمنه، أن ساسه غريبين منهم رئيس وزراء إيطاليا الأسبق سيلفيو برلسكوني، قبلوا ايادي العقيد قائد الثورة، برلسكوني ربطته علاقة حميمية مع العقيد الأخضر.
أربعون عاماً من حكم القذافي لعب أدوار جنونية قام في هيكلة الجيش الليبي والاكتفاء في كتائب القذافي العسكرية، مثل مافعل صدام الجرذ بالجيش العراقي، جعل قوات الحرس الجمهوري اكثر قوة من الجيش العراقي، وكذلك القذافي ارسل جيشه للقتال في تشاد، ومن الطرائف المضحكة، تم أسر اللواء خليفة حفتر من قبل قائد تشادي اسمه حسن، القذافي رفض تبادل الأسرى مع الصليب الاحمر، قالوا له يوجد جنود وبينهم ضابط جنرال ليبي أسير اسمه خليفه حفتر، كان جواب قائد الثورة العقيد القذافي للصليب الاحمر، ماعندنا أسرى، الجبناء ليسوا اسرى، الصليب الأحمر حصل لجوء سياسي إلى حفتر في أمريكا.
العقيد القذافي بكتابه الأخضر حذف كلمات من سور القرآن الكريم، حذف قل هو، وابقى الله احد، الله الصمد، وقال قل موجهة للبشر وهي ليست من القرآن هههههه العقيد طبق تجارب الأيديولوجية قومية ودينية واممية كلها تجارب فاشلة.
من أسقط نظام العقيد القذافي حلف الناتو بشكل عام و ساركوزي رئيس فرنسا بشكل خاص، لايوجد دستور حاكم في ليبيا، لذلك دب الصراع القبلي مابين قبائل الشرق والغرب، سيطرت التنظيمات الاخوانية الوهابية على المشهد السياسي الليبي، دخول أردوغان من جهة ودخول دول الخليج ومصر بالوضع الليبي، دخول القوى العظمى الخمسة بصراع النفوذ في ليبيا، زاد من مسلسلات القتل والاغتيالات بعيدا عن الإعلام بمجتمع قبلي يغلب على نسبة عالية منه التطرف.
نقل لي صديقين مختلفين قصتين، الأول صديق من السماوة لدى هروبه من العراق تجول بعدة بلدان قبل وصوله إلى الدنمارك، يقول رأيت رجل سوداني ومعه زوجته، ورأيت شباب ليبيين يتحرشون بزوجته، وبقي المسكين يدافع عن شرفه، وبقي مرتبك، جائه ليبي يسوق بسيارة أجره ودهسه ومات.
القصة الثانية نقلها لي صديق دكتور اسنان عراقي، أقام سبع سنوات في طرابلس وبنغازي، يقول اذا شخص عربي تكون له علاقة مع امرأة ليبية حتى ولو كانت بنية للزواج يجتمع ابناء المنطقة ويقومون بقتله والدولة لم تقوم بمحاسبتهم.
قصة أخرى ثالثة نتحفظ عن مصدرها، القصة كانت كالتالي، ان عربي حدثت له علاقة مع فتاة من قبيلة القذافي، الفتاة عشقته، وهو ليس له ذنب، ووصل الخبر إلى اهلها، بل هي من أبلغت اهلها انها تعشق شاب عربي، تصوروا بأمر من القذافي يوميا، يأتي مجموعة من الأعراب، يأخذون هذا الشاب العربي المسكين، يأخذوه إلى الصحراء، يعذبوه عشيرة القذافي ويذلوه، ويفعلون به أفاعيل بعقليات جاهلية، لم اذكر اسم الشخص وبلده لا اريد ان اشارك في انتهاك سمعته التي دنسها القذافي وعشيرته.
مجتمع قبلي وسيطرت عليه عصابات إرهابية، نعم موجود اللواء خليفته حفتر عاش في دول غربية، متفهم، له أنصار بالشرق الليبي، لكن أردوغان وقوى دولية أخرى تمنعه من أحكام سيطرته على ليبيا، في عام ٢٠٢٠ كاد يسيطر على العاصمة طرابلس، لكن أردوغان بعث له كتائب من تنظيمات القاعدة وداعش من السوريين لمقاتلته، وانتهت بتراجع قوات حفتر إلى الشرق الليبي.
الشعوب التي لاتحكمها دساتير ويتم إسقاط انظمتها الجائرة، تبقى هذه الشعوب ساحة للصراعات بين القوى السياسية، بسبب عدم وجود دستور ينظم العلاقات ويضمن المساواة، الساحة العربية السنية في الدول العربية باتت يغلب على قواها المعارضة أحزاب ومجاميع نتاج التطرف الآيديولوجي، مهمتهم الذبح والقتل والسبي والابادة، الكثير من الشعوب العربية ضحية حاكم دكتاتور ظالم جائر مثل صدام الجرذ والاحمق معمر القذافي، زعماء مجرمين يدعون أنهم القائد الملهم الاوحد يقتل الشعب لأسباب مذهبية وقومية وقبلية، وصاحب شعارات رنانة، وبعد سقوط الحاكم الجائر تصبح البلدان ساحة للصراعات الدولية بأدوات محلية مثل الوضع العراقي والليبي، في سوريا تصوروا المعارضة المعتدلة عبارة عن مجموعات مسلحة مجرمة تمتهن مهنة الذبح والقتل، الذباح الجولاني وممن هم على شاكلته.
يكفي ما نشاهده اليوم، من إرهاب منظم مدعوم عالميا للفتك في الشعب السوري والعراقي والليبي واليمني ومحاولة إشعال فتيل حرب أهلية في لبنان والجزائر وتونس، لننظر إلى أحداث أرمينيا وأذربيجان حول قره باغ وكيف هناك قوى عظمى تريد الاستفادة من هذا الصراع بل هي استفادت، ودخلت على الخط، الحرية والديمقراطية لا يمكن أن تدعمها وتنشرها دول الاستعمار القديم والحديث، دول استعمارية تسرق ثروات الشعوب الضعيفة.
الحريات في بلداننا تحتاج إلى وجود دساتير حاكمة ومؤسسات دستورية حاكمة، لايمكن لأي شخص ان يتعرض للظلم، بظل وجود مؤسسات محترمة في الدولة، واجب المكاتب الإعلامية بالوضع العراقي للرئاسات الثلاث وخاصة المكتب الاعلامي للسيد رئيس الوزراء، يكون واجبهم عرض مايكتبه المواطنين من مناشدات، لايعقل مؤسسات الدولة العراقية لاتسمع بمظلومية المواطنين، بسبب بقاء قضاة بعثيين اراذل يدامون في مؤسسات الدولة ومنها لجنة التحقق في الأمانة العامة لرئاسة الوزراء بهيئة الفصل السياسي، قضاة منهم بعثيين طائفيين مهتهم استغلال القانون لظلم الناس الشرفاء، القاضي الظالم عندما يصدر قرار رفض يفترض بمكتب رئيس الوزراء الاعلامي إيصال المظلومية إلى رئيس الحكومة للتدخل لرفع الظلم والحيف، اي مواطن عراقي وخاصة من المعارضين لنظام صدام الجرذ يفترض تكون المكاتب الإعلامية إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والبرلمان ورئيس مجلس القضاء الاعلى، مفتوحة لإيصال ذلك إلى الرىاسات الثلاث ورئيس مجلس القضاء الاعلى، كيف يتم كسب المواطنين، هل بغلق الاذان، وإبقاء الظلم، لايعقل ابن اخ صدام الجرذ تم عرض اعترافاته شارك بقتل طلاب سبايكر والمحكمة تصدر قرار بتبرئته، ألم يكن الأولى برئيس مجلس القضاء سماع مظلوميات الناس البسيطة التي لاتتعدى سوى حصول على حقوق بسيطة تسهل عودة المواطن العراقي للعراق وانا واحد منهم، يفترض بالمكاتب الإعلامية للرئاسات الثلاث ورئيس مجلس القضاء يسمعون مناشدات المظلوم وانصافه.
اضحك كثيرا عندما أشاهد المسؤولين بالعراق يتكلمون عن الدستور وانصاف المواطن وأنا كاتب هذه السطور أوصلت صوتي لجميع المسؤولين وقلت لهم اريد العودة لبلدي العراق لكي اكمل ماتبقى من حياتي، لكن هل سمعني احد، بالتأكيد لا، وهذا دليل على وجود الظلم وإهمال المؤسسات الحكومية وإهمال صاحب القرار، واجب المسؤول يكون خادم للمواطن، يسمعون المجرم ابن اخ صدام الجرذ القاتل ولايسمعون مظلومية كاتب السطور نعيم عاتي، الدول التي لاتحكمها دساتير يصبح المواطن الفقير هو المظلوم الأول بالشعب، رغم يوجد بناء بالعراق ولكن متى ماسمع المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني مظلوميات الناس واستجابوا لهم عندها يمكن القول إن الحكومة العراقية تسير نحو طريق الإصلاح الحقيقي.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
26/9/2023
https://telegram.me/buratha
