التقارير

هَل وَقَّعَت طهران إتفاق صلح مع الرياض بتوقيت أمريكا وبِن سلمان؟،


د. إسماعيل النجار ||

 

كُل الدلالات تشير إلى أن السعودية هي صاحبة الحاجة الماسة لعقد إتفاق مصالحة مع إيران وليسَ العكس، بعدما ضاقَت الدنيا من حولها في اليَمَن والعراق وسوريا ولبنان،

إيران تجاوبَت مع الطلب السعودي والمبادرات العراقية والعُمانيَة فوراً ومؤخراً الصين بدون تردد لأن هدفها السامي هو السلام فألقَت بطَوق النجاة لبن سلمان من بكِّين من دون شروط عَلَّهُ يتعالم أصول التعامل مع الجيران ويتقن كيفية مصافحة الشجعان، تَلَقَّفَهُ الأخير وبدأ بتنفيذ خطوات عملانية حثيثة لإعادة العلاقات وفتح السفارات في البلدين،

لكن هذه المصالحة التي حصلت بين رأس القيادة السُنِّيَة في العالم الإسلامي، ورأس القيادة الشيعية لَم تَحُل ضيفاً على باقي الأطراف المتنازعه والمؤيدة لهم ولم تفضي إلى أي تحَسُن في أزمات الأطراف التي تدور فيها نزاعات بينما للطرفين يَداً طائلة فيها،

لا اليَمَن وصَل إلى وقف إطلاق نار دائم ولا سوريا تحسن الوضع فيها لا بَل أصبَح أسوَأ من ذي قبل إقتصادياً وأمنياً وسياسياً، والعراق لا زال يتخبط بين سندان الأكراد ومطرقَة أمريكا، بينما لبنان منهكاً إقتصادياً وغارق في خلافاته المذهبية وأزماته المالية ولا يوجد أي يَد تمتد إليه لإنقاذه من حفرة الإنهيار التاريخي التي وقَعَ فيها، المُلفِت أن شيئاً مآ بدأَ يحصل في اليمن شبيه بما حصلَ بين السعودية والجمهورية الإسلامية وبشكل مفاجئ تَمت دعوَة وفد أنصار الله إلى العاصمة السعودية لمناقشة تفاصيل مبادرة السلام العُمانية، وبعد خمسة أيام من الإجتماعات المتتالية لم يصل الطرفين إلى أي نتيجة تُذكَر سِوَىَ قيام المُسَيَّرات اليمنية منذ يومين بقصف أهداف سعودية داخل أراضي المملكة! في تطَوُر عسكري جديد ربما كانَ عملية ضغط يمنية ورسائل نارية عبر بريد الأبابيل، فلم نستنتج من الذي يحصل إلَّا أمر واحد هُوَ،،، أن واشنطن ساهمَت بإنجاح الإتفاق بين السعودية وإيران لتحييدها فيما لو بدأت بتنفيذ مخططها في سوريا ولبنان، ولتضمن جانب السعودية الجنوبي وباب المندب كانت محاولة استمالة أنصار الله بالمفاوضات في الرياض لتحييدها أيضاً وضمان عدم المساس بطريق الملاحة والتجارة البحري الذي تمر عبرهُ السفن الصهيونية، ولا تفسير غير ذلك لكنه باءَ بالفشل،

وعلى صعيد سوريا ولبنان لا زالت إسرائيل تُمعِن ببلطجتها داخل سوريا وتقصف أهدافاً تقول أنها إيرانية بما يوحي بأن الحرب  بين إيران وإسرائيل من طرف واحد، وبالأمس توغلت دبابات صهيونية داخل الأراضي المحررة من الجولان السوري، 

لبنانياََ المخطط الأميركي يسير على قدمٍ وساق بتشديد الحصار وتسهيل تدفق النازحين السوريين من فئَة الشباب التي تتراوح أعمارهم بين ١٥ و٣٥ سنة، في ظل غياب أي دور للحكومة وصمت مُطبَق لرئيسها الذي نأىَ بنفسهِ عن التدخل بهذا الملف خوفاً على مصالحه الخارجية كما وردَ في بعض وكالات الأنباء،

الجيش اللبناني يُحكِم إغلاق حدود لبنان البحرية بوجه النازحين ويمنعهم من السفر عبر البحر إلى أوروبا ونجحَ بذلك، بينما الحدود البرية فالتة والمعابر الغير شرعية نَشِطَة وعندما تسأل يقولون لك لا يوجد لدينا أي إمكانيات!؟

هنا نحن نسأَل ونتسائَل عن سبب ضبط الحدود البحرية الغربية لجهة الدوَل الأوروبية والعجز عن ضبطها من جهة سوريا شرق وشمال لبنان، والعاقل يفهم...

إذاً الإتفاق الإيراني السعودي جاءَ بالسلام والوئام ولكنه لَم يَحُلَّ ضيفاً عزيزاً على حلفائهما سِوَىَ عليهما بينما حلفاء الطرفين في المنطقة لا زالوا يعيشون الأزمات التي تتسبب بها أميركا والسعودية!

فما هوَ الحَل؟

 

 

بيروت في...

            30/9/2023

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك