التقارير

السيسي يهودي مع سبق الإصرار والترصد..!

3403 2023-10-20

عمار الجادر ||

 

تصريحات السيسي  في المؤتمر الصحفي مع المستشار الألماني، ربما هي الأكثر صراحة ووضوحا في هذا الملف.. يبدو أن الضغوط عليه لم تسمح له حتى بانتقاء الكلمات.

وهو في هذه التصريحات بدا كما لو أنه وزير يهودي في حكومة الحرب الإسرائيلية، إلا أنه يختلف معهم في فكرة التهجير إلى مصر.. لا دفاعا عن الشعب الفلسطيني ولا حرصا على المدنيين بل حرصا على إسرائيل نفسها، وعلى استقراره هو في حكم مصر..

تماما مثلما يختلف الوزراء الإسرائيليون  معا حول فكرة "الاجتياح البري"، لا يفعلون ذلك لا رحمة ولا شفقة بالناس بل تقديرا لمصالحهم هم.

وندَّت من السيسي عبارات خطيرة، من المهم أن نستوعبها جيدا، فمن ذلك مثلا:

1. أنه ألقى باللائمة على إسرائيل التي لم تستطع طوال الفترة الماضية كسر البنية العسكرية لحركات المقاومة، فتحت سيطرتها حصل كل هذا النمو العسكري الذي أنتج لها هذه الكارثة.. فهذا ذنبها، ولا يجب الآن أن تحل مشكلتها على حسابي أنا!

2. من أسباب فشلها هذا أنها لم توافق على إنشاء دولة فلسطينية (هذا حتى الآن أعظم وأقوى اعتراف بأن الدولة الفلسطينية المنشودة مهمتها حماية إسرائيل وسحق المقاومة)، ورفضت كل المبادرات التي عرضت عليها بحل الدولتين.. وبالتالي لم تعد لدينا دولة فلسطينية، وحصلت هذه الكارثة!

3. الآن إسرائيل تفكر في التهجير إلى مصر.. ولكن التهجير إلى مصر سيسبب مشكلات لإسرائيل نفسها، لأنهم سيجدون لأنفسهم مجالا لشن هجمات على إسرائيل.. وهذا سيعود علينا نحن في مصر بالضرر لأن إسرائيل ستضطر لضربهم في مصر، داخل الأراضي المصرية.

4. إذا كانت إسرائيل تفكر في التهجير، فلتنقلهم إلى صحراء النقب حتى تستكمل قضاءها على حماس والجهاد الإسلامي ثم تعيد الفلسطينين إلى غزة مرة أخرى.

5. السيسي في هذا الخطاب لم يهتم أن يضبط مصطلحاته، فقال بكل صراحة: حتى تقضي إسرائيل على (المقاومة).. على (الحركات المسلحة).. وقال أيضا: سيقومون بعمليات (إرهابية) ضد إسرائيل.

وأنا أكتب الآن من الذاكرة، لكن من عاد إلى الخطاب سيرى رجلا صهيونيا تماما، يتكلم عن المقاومة باعتبارها إرهابا، وعن حق إسرائيل في القضاء عليها، وعن لوم إسرائيل في عدم القضاء عليها طوال السنين الماضية.

6. أكَّد بألفاظ ثقيلة، وهو يجز على أسنانه ويزمّ شفتيه، على أن القضية الفلسطينية هي قضية القضايا، وأن عدم حلها يهدد الأمن والاستقرار (طبعا أمن واستقرار الأنظمة) وأن الرأي العام المصري والعربي يتأثر بعضه ببعض.. والخلاصة: على كل العالم أن يعرف أن الأنظمة في خطر لو استمر الحال على ما هو عليه.

7. هدَّد السيسي بأنه في حال تواصل الضغوط عليه للقبول بالتهجير، فإنه سيُخرج الناس بالملايين لرفض هذا الضغط!

تصور يا عزيزي: السيسي أضعف من أن يرفض بالموقف، وأضعف من أن يهدد بوضع الجيش في سيناء، وأضعف من أن يهدد بدعم الفلسطينيين للبقاء.. ولم يجد إلا أن يهدد بإخراج مسيرات مؤيدة له!!

والله يا جماعة الخير هذا الخطاب يستحق أن يدرس ويشرح للناس لبيان حقيقة هذه الأنظمة!! وأنها مجرد وزراء دائمين في النظام الصهيوني.. يتغير نتنياهو وأولمرت وبينيت ويبقى عبد الله والسيسي.. 

لا خلاف بين الطرفين إلا في تقدير المصلحة الصهيونية، وفي الحفاظ على المكتسبات الشخصية، مثل أي وزير في أي حكومة إسرائيلية بالضبط.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو عباس
2023-10-20
احسنت لمشكله هو صاحب حض لم تتناول وسائل الاعلام تحليل خطابه هو اكثر من ما وصفته هو شرطي عنده اسرائيل ولاكن عتبنا على الشعب المصري الذي صدق افلامهم ومسلسلاتهم هم اصحاب قضيه مع اسرائيل لو كان شعب حر لضغطه على النظام العميل لقطع العلاقه وطرد السفير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك