طالب إعلان تاريخي مشترك، بين زعيمي الكنيسة الكاثوليكية بروما، والأرثوذكسية الروسية، المجتمع الدولي، وقف هجرة المسيحيين من الشرق الأوسط ، مشدداً على ضرورة العودة إلى المفاوضات لحل الصراع فيه.
وبثت إذاعة الفاتيكان، مساء الجمعة، الإعلان المشترك، الذي صدر في ختام لقاء بابا الكاثوليك فرنسيس، مع بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل، في مطار خوسيه مارتي، بالعاصمة الكوبية هافانا.
وجاء في الإعلان "ترنو أنظارنا في المقام الأول، إلى تلك المناطق من العالم، ومنها دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تتعرض عائلات وقرى وبلدات إخواننا وأخواتنا في المسيح للإبادة، كما تدمر كنائسهم، وتنهب مقدساتهم بوحشية، وتدنس آثارهم".
وأضاف " نلاحظ مع الأسف، في سوريا، والعراق، ودول الشرق الأوسط الأخرى، الهجرة الجماعية للمسيحيين، من الأرض التي انتشرت منها عقيدتنا، وحيث عاشوا منذ عهد الرسل، جنبا إلى جنب مع الطوائف الدينية الأخرى".
وتابع "لذا فنحن ندعو المجتمع الدولي، إلى التحرك العاجل لمنع طرد المزيد من المسيحيين من الشرق الأوسط، ونرفع صوتنا دفاعاً عن المضطهدين، معربين عن تعاطفنا مع معاناة المؤمنين من الأديان الأخرى، الذين أصبحوا أيضا من ضحايا الحرب الأهلية والفوضى والعنف الإرهابي".
ولفت الإعلان، أنه "في سوريا والعراق، تسبب العنف بحصد أرواح الآلاف، وترك الملايين من الناس بلا مأوى ولا مورد، ولهذا فنحن نحث المجتمع الدولي على توحيد صفوفه لوضع حد للعنف والإرهاب، وفي الوقت نفسه، للمساهمة من خلال الحوار في سرعة إعادة بناء السلم الأهلي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع للكثير من اللاجئين في البلدان المجاورة".
وتطرق الإعلان إلى مسيرة السلام في الشرق الأوسط، فقال "نرفع صلواتنا إلى المسيح، مخلص العالم، من أجل استعادة السلام في البلاد ، بحيث يتعزز التعايش الأخوي بين مختلف قطاعات السكان، والكنائس والأديان الموجودة، مع دعوة واضحة إلى جميع الأطراف التي يمكن أن تكون طرفا في الصراعات لكي تظهر حسن النية والجلوس إلى طاولة المفاوضات"
ووجه الإعلان نداءً لإطلاق سراح مطراني حلب، للروم الأرثوذكس، بولس اليازجي، والسريان الأرثوذكس، يوحنا إبراهيم، المختطفين منذ 2013.
وفي أعقاب اللقاء، غادر فرنسيس هافانا، متوجهاً إلى المكسيك، في زيارة تدوم حتى 18فبراير/شباط الحالي.
ويمثل اللقاء بين بابا الكاثوليك ورأس الكنيسة الأرثوذكسية، من وجهة نظر تاريخية، أول اتصال بين المرجعين منذ 1054 ميلادي، حينما وقع الانشقاق الكبير بين كنائس الشرق والغرب، بسبب اختلاف الفكر الفقهي الديني، فضلاً عن منافسة السلطة الكنسية بين بطريرك القسطنطينية (ممثلا الكنائس الشرقية)، وبين بابا روما في الغرب، الذي أصر على أن يكون الرئيس الأعلى لكافة كنائس الأرض.
وتعد الكنيسة الوطنية الروسية التي يرأسها كيريل، هي الأكبر بين كنائس الأرثوذكسية، حيث يزيد عدد أتباعها على 200 مليون مؤمن، وفق إحصائيات رسمية.
https://telegram.me/buratha