دراسات

المنهجية العدوانية كسلوك لحزب البعث

3047 21:35:00 2012-05-02

المنهجية العدوانية كسلوك لحزب البعث

 

ســـــــــعد الزيــــــــــــــــدي  

  الإنسان اجتماعي بالطبع وهو ينظم نشاطاته الاجتماعية في تكتلات ومؤسسات ،هذه النظم الجماعية من تكتلات ومؤسسات يطلق عليها جمعيات أو أحزاب أو هيئات وهي تحت مسميات ذات مدلول معبر عن كينونتها ،الغرض منها قيادة وتنظيم هذه النشاطات والعمل على إنضاج وبلورة أهدافها وتوجهاتها، وهذا كان على امتداد الساحة العالمية والتاريخ الإنساني فحركات الشعوب التحررية وتجمعات القوى الوطنية والسياسية ذات الأهداف الإنسانية تنتظم في أحزاب سياسية ،وقد تكونت في منطقتنا العربية مثل هذه التنظيمات ،ففي نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين تأسس عدد من الأحزاب والحركات والجمعيات السياسية وكان اغلبها قد ولد من رحم حركة التحرر والصحوة العربية الإسلامية ،وعبر عن أهدافه من خلال شعاراته 0 ومن الطبيعي أن تتحفز القوى المهيمنة على ثروات المنطقة ومقدرات شعوبها من استعمارية وصهيونية وحلفائها من القوى المشبوه داخل المجتمع العربي وتعمل على إجهاض مشاريع التحرر والوقوف في وجه الوعي العقائدي الإسلامي الذي تتسلح به الجماهير المؤمنة بقدرها الإسلام وباختيارها طريق التوعية الفكرية والكفاح المسلح لطلائع الثورة العربية الكبرى من أجل وقف الغزو الصهيوني0ومن الطبيعي أيضا أن تكون ردة فعل هذه القوى المشبوه والمنظرين لها من الحركة الماسونية على هيئة مشاريع مضادة مثل  تأسيس أحزاب ذات استراتيجيات استعمارية صهيونية ويغطى عليها من خلال  تسميات وشعارات مستنسخة من نفس شعارات الجماهير العربية مثل التحرر وتوحيد الصفوف والمشاركة الجماهيرية في إدارة الدولة والعدالة في توزيع الثروات 0فكان قد أوجد الفكر الغربي الماسوني الذي يعمل داخل صفوف المواطن العربي أوجد حزب البعث تأسيساً لعوامل الفرقة والفساد في حركة الثورة العربية وشق صفوف المؤمنين بها ، بل شكل عوامل الردة والتبعية والنكسة والتخلي عن أهداف الثورة العربية ، من خلال جملة طروحات تخريبية مدمرة تتساوى في ظاهرها وباطنها فهي في ظاهرها هامشية وغير واقعية لا تعبر عن فهم عميق لتاريخ المنطقة  ولا قرأه مستقبلية مستندة إلى أدلة علمية مستمد من روح العصر وحالة التطور والتطلع نحو الأفضل  ،بل هي تكريس لإحالة الجمود واحتوى الفكر الإنساني من أجل سهولة السيطرة الفكرية على الأخر وبالتالي تحجيمه ليبقى تابع فكرياً، وفي باطنها هي قتل روح وجسد الصحوة العربية الإسلامية من خلال جملة ممارسات مخابراتية للاستعمار والصهيونية نفذها البعثيون هدفها تكريس التبعية وتفريغ الساحة من القيادات النظالية خصوصا في مشرق الوطن العربي، وكان الترويج للماضي بآلية تجلب الكره والحقد من الشعوب الغربية  ، فأدبيات حزب البعث تعمل على تقليص مساحة الفكر وفرض رؤى دكتاتورية  في العمل الجماهيري وتكييف آليات العمل الجهادي لاحتكار كل الساحة والسيطرة عليها وهو يصر على أنه القادر على قيادة حركة التحرر ميدانياً باستخدام العنف ويدعيه عنف ثوري ، كما يؤكد مشروعية توعية الجماهير بالإكراه لا بالحجة باتجاه قبول شعاراته القومية التي تتمنهج بنفس آليات العمل الثوري نظرياً لا عملياً 0ومن المؤسف تختفي كل هذه السلبيات من التحضيرات الوجستية العدوانية والنوايا المبيتة لاحتواء العمل الجماهيري التحرري وراء يافطة شعارات الوحدة والتحرر والاشتراكية في خدمة الأهداف القومية غير العدائية للدين ، بالرغم من أنه لا يخفي اعتقاده بمرحلية الدين الإسلامي 0إن النظر المتخصص في الأدبيات التي كتبها قادة البعث والتي كانوا يثقفون عليها أنصارهم تكشف بوضوح حالة العداء للفكر الإنساني الحر في الاختيار خصوصا إذا كان الاختيار المنهج الإسلامي كما أن القسرية في أدبيات البعث والابتعاد عن الاستقلالية الشخصية في الانتماء القومي والاعتقاد الديني واستقلالية الوطن كانت واضحة منهجا وممارسات عملية 0وسيد الأدلة هو اعترافات قادة البعث في تلقيهم التعليمات والأموال من المخابرات الغربية والعمل معها وتجنيد العملاء  وزراعتهم في صفوف المنظمات الجماهيرية ،وكما أن البعثين الذين عملوا في صفوف الحركات الجماهيرية كانت برامجهم من قياداتهم المركزية تخلق الأزمات في صفوف القوى الوطنية فتسارع في تفعيل حالة التفكك والتشرذم ودائما يعملون على إجهاض مشاريع البناء الروحي العقادي المستقل ومعاداة التوجهات الإسلامية في صياغة الإستراتيجيات للعمل الجهادي التحرري ويسخرون من الممارسات الجماهيرية للطقوس الدينية ، وكل ذالك من خلال طروحاتهم المشككة والمتهمة للآخرين وأعمالهم التخريبية واغتيالات المناضلين في قيادات الحركات الجماهيرية التي تتقاطع معهم فكرياً كما أن أسلوب التصفيات الجسدية شائع لديهم حتى في صفوف تنظيماتهم وهذا يبعد الجماهير عن أهدافها الرئيسية ويجعلها مشغولة في صراعات جانبية وأزمات مفتعلة 0هذا هو حزب البعث العربي الاشتراكي نتاج الفكر المعادي ،وكما بينا بأن هذا الوصف ليس اجتهادا بل تشخيص تلتقي عليه كل القوى السياسية الوطنية واعترافات قياديين في صفوف البعث 0أن حقيقة حزب البعث كانت مشخصة منذ البدء لدى كل القوى الوطنية المستقلة من إسلامية وراديكالية قبل اعتراف البعثيون أنفسهم بذالك غير أن تشخيص الإسلاميين كان الأدق حتى قال الشهيد الصدر ( لو كان أصبعي بعثيا لقطعته) لأن عملية اختيار الأشخاص وآليات التأسيس والتمويل كانت جميعها موطن ريبة وشك ،أن هذا المنهج والدور المرسومين للعبثيين انكشف بوضوح للقواعد الجماهيرية في العراق من أبناء وطننا وامتنا بعد وصولهم للسلطة عام 1963 بقطار أمريكي كما يعترف بذالك أمين عام القيادة القطرية (علي صالح السعدي)، فكانت انجازات حزب البعث هي المجازر لكل المناضلين  والسجون ،و للشيعة والأكراد المقابر الجماعية والتهجير والتعويق ، كما أن نهب الثروات وتعطيل انجازات ثورة 14 تموز لعام 1958 كان محفز أول معلن للانقلاب العسكري في الثامن من شباط عام 1963 ، غير أن جرائمهم تفاقمت  خلال فترة حكم صدام اللعين من عام 1968 الى 2003  حتى لم تجد مماثل لها في عالم الإنسانية المعاصرة 0

لقد ساعد على تغلل فكر البعث المنحرف في أدارة الصراع العقائدي ووجود البعثين بين صفوف جماهير الأمة هو ضعف وابتعاد المفكر الإسلامي عن التواجود  في ساحة الأيدلوجيات والأدبيات ومعالجة القضايا الفكرية والاقتصادية وعدم مبالاة من قبل كل القوى العلمانية في الساحة العربية 0أن تحذيرنا من تواجد البعثين في أجهزة الدولة خصوصا الأمنية منها مرده هذا الفكر ألظلامي المنحرف الذي لا يؤمن بحق الأخر في الاختيار وبالعيش بحرية والذي يصادر التطلعات الإنسانية نحو الأفضل ويحتكر السلطة ويعمل على تغيب المعارضين ، وهو المرتبط تاريخياً بالقوى المعادية لحركة التحرر والاستقلالية والتي ما انفكت عن محاربتنا ونهب ثرواتنا ،وهذا عين ما فعلته الشعوب قبلنا للخلاص من أثار الحكام والسياسات التي تشابهت أفعالهم وتوجهاتهم مع أفعال وتوجهات سياسة صدام وحزب البعث0وقد يتساءل قليل الخبرة عن مدى جدوى أبعاد البعثيِّن أو العبثيين عن المراكز صنع القرار في الدولة العراقية معلل ذالك بإعلانهم التخلي عن حزب البعث ، غير منتبه إلى مقومات البناء العقائدي الذي هيأته الماسونية في مناهج حزب البعث بآليات مقبولة لدى عدد غير قليل من مفكري العرب الذين عرفوا بعلمانيتهم وتوجهاتهم القومية واعتناقهم للنظرية الاشتراكية ضمن الفهم القومي ، كما أن هؤلاء في تسألهم يتغافلون عن آليات تكوين الشخصية الإنسانية وتأثير الخلفية الثقافية في صنع القرار ودوافع التوجهات الإنسانية 0

أن الذين يصرون جهرةً من هؤلاء يتساءلون عن ماهية أخطاء ومخاطر التوجهات المبنية على أسس قومية استعلائية ،وكأنهم لا يقرؤون تاريخ النازية وهتلر وما جلبته إلى ألمانيا ولا يعون فترة حكم (ستالين)في روسيا ولا يعرفون دوافع حروب ( صدام) التي دمرت المنطقة ،أو حتى التي كان ينوي شنها وهو ما انفك يروج لها منطلقا من شعارات (امة عربية واحدة )تحقق بالسيف 0

وهذه الحقيقة لحزب البعث والمنتمين له  كانت عندما تتضح للمغرر بهم من الشرفاء تتم تصفيتهم على أيدي البعثيين ، ولذالك كان قادة الماسونية  يختارون المنحرفين ممن تربى على عداوة الآخرين نتيجة الظروف  التي ولد وتربى فيها لقيادة حزب البعث مثل (عفلق و صدام ) وهذه نفس الظروف التي أنجبت  (هتلر وموسليني  وستالين) فهم جميعا تتشابه فيهم نزعة رفض الأخر وقد تختلف دوافعها لديهم  0هذا باختصار هو حزب البعث وهذا هو صدام والمريدين لصدام ومرام أسياد صدام المنظرين للفكر البعثي وهذا هو سبب رفضنا للبعثي من العيش بين صفوفنا0

 

                                                                      

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو منتظر
2012-05-14
السلام عليكم ايها الاستاذ الفاضل .. نحن نشكو من بعض البعثيين وافكارهم النجسة داخل دوائرنا وهيمنتهم ومحاولة تبيق اسس وانظمة بعثية حيث انهم كانو عفالقة والبعض فدائيو الملعون صدام فنحن بحاجة ماسة الى تطهير دوائرنا كافة من هذه الفايروسات العينة..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك