دراسات

عبد الكريم قاسم ومجازر آذار / مارس في الموصل 1959م

17047 23:38:00 2007-06-04

بقلم (نبيـل الكرخي) http://nabilalkarkhy.net nabilalkarkhy@yahoo.com

هناك العديد من الادلة التاريخية على تحمل عبد الكريم قاسم للمسؤولية الاولى في المجازر التي تم ارتكابها ضد المدنيين العراقيين في الموصل عقب فشل إنقلاب الشواف في آذار / مارس 1959م ، والغرض من الكشف عن المسؤولية التاريخية لعبد الكريم قاسم عن المجازر المذكورة هو التنبيه على ان فترة حكم قاسم كانت فترة دموية تفتقر للاسس الدستورية والقانونية الصحيحة ، وتفتقر لحكم الشعب لنفسه ، وهي صفات بعيدة عن احلام الشعب وطموحاته. وإذا كانت الانظمة السياسية التي حكمت العراق بعد عبد الكريم قاسم هي اكثر سوءاً وشراً منه بكثير فهذا لا يعني أن نتغافل عن اخطاء الزعيم قاسم وسياسته التي اهلك الكثير من أبناء الشعب وزرعت الحقد والفتنة وطلب الثارات بين الفئات السياسية المختلفة !فمن أجل الموعظة الحسنة خضنا في هذا الموضوع لكي يحذر العراقيون من الاغترار بنموذج عبد الكريم قاسم في الحكم أو الاغترار بفترة حكمه الدموية والعبثية ، والدكتاتورية بإعتراف "سلام عادل" نفسه ! كما سنرى بعد قليل. وهو الوصف الذي يترك الشيوعيين في مأزقٍ لا سيما وهم الذين طالما يشيدون بفترة حكم عبد الكريم قاسم ويتجاهلون تقييم قيادتهم الشيوعية المعاصرة لفترة حكمه الدكتاتورية.

تأسيس المقاومة الشعبية :أسس عبد الكريم قاسم في الاول من آب / اغسطس 1958م ميليشيا مسلحة أطلق عليها اسم "المقاومة الشعبية" وربطها مباشرة بوزارة الدفاع ، أي بنفسه شخصياً[1] ، وقد بلغ عدد المنتمين لها في 21 آب / اغسطس من السنة نفسها الى (11000) شاب وفتاة[2] !

هيمنة الحزب الشيوعي على المقاومة الشعبية :وقد استطاع الحزب الشيوعي نتيجة تمرسه في النضال السري سنوات طويلة أن ينطلق في اعقاب الثورة فيهيمن على المقاومة الشعبية ولجان صيانة الجمهورية هيمنة تامة بحيث كادتا أن تصبحا من تنظيمات الحزب[3] ، وفي صراعه ـ أي الحزب الشيوعي العراقي ـ مع القوى السياسية لعبت "المقاومة الشعبية" دوراً هاماً في محاربة خصوم الحزب ، وعلى الاخص القوميين منهم بعد فشل حركة الموصل في آذار / مارس 1959[4].يقول العميد الركن جاسم العزاوي : (تعاظم نشاط الحزب الشيوعي العراقي وتدخل في امور الجيش وسيطر على المقاومة الشعبية التي كانت في الاساس مقاومة شعبية بكل معنى الكلمة لخدمة الوطن ، وأذكر أن أول شخص سجل اسمه فيها كان المرحوم فؤاد الركابي)[5].لقد اصبحت المقاومة الشعبية جيشاً ثانياً بل وأهم من الجيش الاساسي فسيطرت على كل شيء وتدخلت في كل شيء ، وبدات تستفز الضباط وتقوم بتفتيشهم واعتقالهم بل وتحاول تعمد إهانتهم للتدليل على قوتها[6] !

صراع عبد الكريم قاسم مع القوميين :بدأ الصراع الفعلي بين عبد الكريم قاسم والقوميين منذ اعتقال عبد السلام عارف في 4 / 11 / 1958م[7] ، ثم تقديمه للمحاكمة التي حكمت عليه بتاريخ 5 / 2 / 1959م بالاعدام شنقاً حتى الموت وبطرده من القوات المسلحة[8] ، ورغم عدم تنفيذ حكم الاعدام فقد دفع هذا الاجراء القوميين في العراق الى الاصطدام مع نظام عبد الكريم قاسم. وقد أختلفت ردود فعل القوميين تجاه هذه القضية التي فسروها انها تحرك ضدهم ، فمنهم من استقال من حكومة عبد الكريم قاسم ومنهم من بدأ يتآمر على النظام والتخطيط من أجل تغييره ! فقد استقال محمد مهدي كبة من مجلس السيادة ، وكذلك استقال الوزراء القوميون من الحكومة بتاريخ 6 / 2 / 1959م وهم محمد صديق شنشل وفؤاد الركابي وجابر عمر وناجي طالب بالاضافة الى وزيرين مستقلين هما محمد صالح محمود (تركماني مستقل) وبابا علي الشيخ محمود (كردي مستقل)[9].

وعلى صعيد آخر فقد بدأ مجموعة من الضباط القوميين التآمر لإعداد إنقلاب على عبد الكريم قاسم ، وأبرزهم هم :ـ الزعيم ناظم الطبقجلي ، آمر الفرقة الثانية في كركوك.ـ الرئيس محمود عزيز ، معاون آمر اللواء الخامس في الموصل.ـ المقدم عزيز أحمد شهاب معاون آمر الفرقة الثانية في كركوك.ـ العقيد رفعت الحاج سري ، رئيس الاستخبارات العسكرية.ـ الرئيس عبد الجواد حميد ، آمر للسرية الثانية من الكتيبة الثالثة في اللواء الخامس في الموصل.ـ العقيد عبد الوهاب الشواف ، آمر اللواء الخامس في الموصل[10].وآخرون...

بدأت المعلومات تصل الى عبد الكريم قاسم بوجود تحرك انقلابي ضده ينطلق من الموصل ! وازدادت مصادر المعلومات عن هذا التحرك ضد النظام القائم ، مع الخطورة التي تمثلها الموصل المشهورة بكونها خاضعة لنفوذ قومي وهي مدينة مُحافِظَة أيضاً ، وكانت كذلك موطن ما يتراوح بين ربع وثلث مجموع ضباط الجيش. بالاضافة لقربها من الحدود السورية[11] التي تمثل الجبهة القومية المعادية لنظام عبد الكريم قاسم.

وكان يقدر عدد سكان الموصل بـ (180) ألف نسمة ، بينما كان عدد الحزب الشيوعي فيها نحو (2000) شخص ، بينما هناك تقدير آخر أكثر رجحاناً بأن عددهم هو (400) شخص[12] ، ومهما كان العدد الصحيح بينهما فهو رقم ضئيل قياساً لحجم سكان المدينة.

شعر قاسم والشيوعيون أن نسبة القوى لم تكن في صالحهم داخل الموصل ولذلك قرروا استباق الاعداء بدل أن يضرب هؤلاء في الوقت الملائم لهم ، فأعلنوا عن تجمع لأنصار السلم سيعقد يوم 6 آذار / مارس استهدفوا من خلاله إغراق الموصل بمؤيديهم[13] ، وفي 27 شباط / فبراير أعطى عبد الكريم قاسم موافقته على عقد تجمّع السلام المذكور ، وعمل على ضمان نجاحه بأن وظّف في خدمته كل وسيلة حكومية ممكنة من الاجهزة الامنية والاذاعة الى التلفزيون والسكك الحديد حيث وضع قطاراً خاصاً يعمل الى الموصل بنصف الاجر[14]. وقد تلقى الشيوعيون تعليمات من قيادتهم تقول بأنّه "إذا ما ترددت السلطات فإن عليهم أن يقمعوا بأنفسهم أية مؤامرة ضد الجمهورية بكل ما يمتلكون من قوة ووسائل"[15]. وبدأ الناس في الاحياء القومية والمحافظة في الموصل بإتخاذ تدابير الحماية لأنفسهم كما لو كانوا سيواجهون غزواً. وسرت إشاعات في كل الاتجاهات تقول بأن "مجزرة" ستحصل ! ووصل الرعب بالطبقات المالكة خصوصاً أقصى درجاته[16].

كل هذه الامور جعلت المعارضة تتحرك بأسرع مما كانت تخطط نحو الانقلاب وأرسل العقيد رفعت الحاج سرّي رسالة من بغداد يطلب فيها أن تتم العملية يوم 4 أو 5 آذار / مارس أي قبل مهرجان السلام ، ولكن الرسالة لم تصل الى الموصل أبداً وبدلاً من ذلك وصلت الى الموصل نصيحة بالمراوحة في المكان وذلك من خلال أشخاص مخلصين لعبد الكريم قاسم تسللوا الى الحركة[17].

وفي يوم 5 آذار / مارس بدأ تدفق الحشود الى الموصل وقد وصل عددهم الى (250) الف شخص[18] مؤيد لعبد الكريم قاسم ، وقد سار كل شيء بسلام عدا حادث صغير لا يكاد يذكر. وبقي القوميون والمحافظون في بيوتهم رغبة منهم في عدم دخول المعركة في ظل شروط غير ملائمة[19].وفي يوم 7 آذار / مارس بدأ أنصار السلام بمغادرة الموصل ، وحدثت في هذا اليوم بعض المصادمات والحوادث حيث هجم بعض القوميين على مكتبات ومقاهي لشيوعيين ، وحدث إطلاق نار ووقوع إصابات ، فتدخل الجيش وفرض منع التجول[20].

وفي فجر يوم 8 آذار / مارس بدأ تحرك الشواف وجماعته ، وفي السابعة من صباح هذا اليوم أعلن بيان الثورة من راديو الموصل[21].

وقد واجه تحرك الشواف الفشل منذ بدايته ، ومظاهرها تدل على انها كانت عملاً لم يدرس بنضج وأنها جرت بتسرّع ، فمحطة البث التي قدّمتها الجمهورية العربية المتحدة للمتآمرين كانت على الموجة القصيرة ووصلت متاخرة وفي حالة سيئة ولم تبدأ العمل على الهواء إلا بعد الساعة التاسعة صباحاً ، ولم يكن بيان الانقلاب مصادق عليه من قبل الضباط في بغداد ، ولم يجد تحرك الشواف اي تجاوب خارج مدينة الموصل عدا إنضمام حاميتي عقرة والعمادية اليه ، ولم يحرك رفعت الحاج سري وناظم الطبقجلي أصبعاًُ لتأييد الشواف فقد كانا مراقَبَين من قبل عبد الكريم قاسم واتباعه الشيوعيين ، ثم أجبر الطبقجلي على الاعلان عن تأييده لحكومة عبد الكريم قاسم في الساعة الخامسة عصراً ، وتجاهلت الجمهورية العربية المتحدة تعهدها بإرسال المغاوير أو بتقديم الغطاء الجوي للمتمردين[22]. وزعم جمال عبد الناصر بعد ذلك ان الفشل السريع لتحرك الشواف هو الذي منع وصول المساعدات اليهم من الجمهورية العربية المتحدة[23] ! وكأن إرسال الطائرات او قوة المغاوير المحمولة جواً تحتاج ألى أيام ! وفي تقديرنا فإنَّ جمال عبد الناصر اراد أن يتبين حقيقة الموقف وإمكانية نجاح تحرك الشواف فعلاً قبل ان يتورط بدعمه !

"وفي هذه الاثناء وجّه رؤساء الاتحادات والمنظمات التي يرعاها الشيوعيون ـ الاتحاد العام للطلاب وإتحاد جمعيات الفلاحين وأنصار السلم ورابطة الدفاع عن حقوق المرأة ...إلخ ـ نداء الى "المواطنين الشجعان" في كل مكان للاستعداد للقضاء على "الخيانة" في مهدها ولـ "سحق" كل من حاول "تدمير" وجود الجمهورية أو معارضة "أبن الشعب البارّ عبد الكريم قاسم" ، ودعوا كذلك "الزعيم المخلص" الى تعبئة الجماهير وتسليحها. ونظراً لأن قاسم كان يشك في إخلاص معظم الضباط فإنه لم يكن يملك مصدر دعم آخر ، الامر الذي جعله يستجيب جزئياً لهذه الدعوة واطلق يد قوات المقاومة الشعبية ، ولكنه استمر في منع الذخيرة عنها. ومنح الشيوعيين وعشرات الآلاف من مؤيديهم في الوقت نفسه حق السيطرة على شوارع بغداد وغيرها من المدن. وهذا ما استكمل شلّ القوميين والمحافظين"[24].

ولم يسيطر المتمردون إلا على الوضع في الموصل ، وحتى في الموصل فقد كانت هناك عناصر كثيرة موالية لعبد الكريم قاسم عملت على إخماد الثورة في نفس يوم إنطلاقها ، ولذلك نجد حنا بطاطو يقول :"فقد كان بإستطاعة المتمردين أن يشعروا مع هبوط ليل 8 آذار / مارس بالقدر المشؤوم الذي يواجهونه"[25]. وقد بلغ سوء حال المتمردين في اليوم التالي لتحركهم ، أن قائد الحركة عبد الوهاب الشواف قد قتل في صبيحة اليوم التالي لتمرده[26] ، كما أنَّ جنوداً من فوج الهندسة في الموصل مسلحين بالعصي والقضبان الحديد اقتحموا السجن العسكري في معسكر الحجرية ففتحوه عنوة[27] ! رغم افتقارهم للسلاح العسكري !! واطلقوا سراح الضباط وكل المعتقلين الشيوعيين[28]! كما ان مطار الموصل العسكري أصبح موالياً لعبد الكريم قاسم والطائرتان اللتان انطلقتا منه وقصفتا وزارة الدفاع في بغداد عند عودتهما وجدتا المطار تحت سيطرة انصار عبد الكريم قاسم فألقي القبض على الطيارين[29] ! وكذلك فقد أعلن كثير من رجال المدفعية والمشاة في معسكر الغزلاني انحيازهم الى جهة عبد الكريم قاسم وبدأوا يظهرون تأييده[30]. وتبعت ذلك صدامات دموية[31].

ورغم أن تمرد الشواف لم يستمر اكثر من يوم واحد[32] ، فقد بدأت حشود الميليشيات المؤيدة لعبد الكريم قاسم بدخول مدينة الموصل ، وهذه الميليشيات مكونة بالاضافة الى المقاومة الشعبية التي يترأسها عبد الكريم قاسم نفسه من "حشود اليزيديين وقبائل البرزاني الكردية والفلاحين الآراميين الآتين من تلكيف من الريف الى مدينة الموصل استجابة لنداءات بغداد ورموا بانفسهم في المعمعة. وسارت عناصر من الكتيبة الثالثة بقيادة الملازم الثاني الشيوعي غازي جميل وهاشم قاسم الى ترسانة السلاح ووزعتها على الشيوعيين وأبناء الشعب"[33] !

والظاهر ان هناك تحركاً شعبياً مؤيداً لتمرد الشواف ، فقد ذكر حنا بطاطو أن الاحداث وصلت الى حد الحرب الاهلية[34] ! وهو أمر مبالغ فيه نظراً لفجائية تمرد الشواف وعدم التحضير له لفترة معتد بها ، وعدم وصول المساعدات العسكرية من الجمهورية العربية المتحدة ، فلم يكن بالامكان تسليح عددا كبير من الاهالي بهذه السرعة ، كما ان تمرد القوات العسكرية في الموصل في اليوم التالي لتحرك الشواف ومقتل الشواف نفسه في اليوم التالي لتحركه ، كلها عوامل تؤيد عدم إمكانية حدوث تحرك شعبي كبير مؤيد للشواف. لذلك فإن ردة الفعل من قبل أنصار عبد الكريم قاسم ضد المدنيين من أبناء الموصل بتهمة إنتمائهم السياسي هي ردة فعل وحشية وغير مبررة على الاطلاق ! فالخلاف السياسي وحتى الإصطدام العسكري لا يجوز ان يتطور ليشمل الابرياء من المدنيين مهما كانت عقيدتهم السياسية.

وقد فتحت سيطرة الميليشيات القاسمية غير المنضبطة على مدينة الموصل الباب الى حصول هجمات على مدنيين أبرياء "بدافع الكراهية الشخصية أو إنطلاقاً من رغبة بالثأر أو بسبب نزاعات عائلية"[35]، "وكانت عمليات الانتقام العاجلة التي لجأ إليها الجنود والجموع المسلحة في لحظات غضبهم الوحشي ـ في جزء كبير منها ـ سداداً لحساب النزيف الرهيب الذي عانوا طويلاً منه". "وكان للعنف أن يسيطر ثلاثة أيام أخرى ولم يبق مدى لم يذهب إليه"[36] !

"وعمدما وصل الزعيم حسن عبود إبراهيم ، الشيوعي والآمر الجديد لحامية المدينة ، الى الموصل مساء 10 آذار (مارس) وجد الاضطراب في ذروته ، والجيش يقتل ويسلب بمساعدة الناس الذين قدموا من ضواحي المدينة"[37].

وانتقلت عمليات الانتقام ضد المدنيين الى تطور آخر بتشكيل الميليشيات للمحاكم المحلية ، وأصبح احد مراكز الشرطة مقر لقيادة الميليشيات ومقرلـ "محكمة الشعب" في الوقت نفسه[38]. وأخذوا في إعدام المدنيين بتهمة الانتماء للاحزاب القومية.

واتهم مهدي حميد (قائد المقاومة الشعبية في الموصل) بعد إنقلاب 8 شباط / فبراير 1963م وأثناء محاكمته ، أتهم عبد الكريم قاسم بأنه أصدر يومها أوامره بـ "إبادة كل من أظهر مقاومة أو حمل السلاح ضد الحكومة" وأن هذا شجّع الاعمال المتهورة والافعال الانتقامية وادّعى كذلك أن قاسم أشار في لحظة معينة وعبر قائد الحامية الى أنه " لا حاجة الى إرسال مثل هذا العدد الكبير من المعتقلين الى بغداد ، فماذا سنفعل بهم هنا ؟ تخلصوا منهم هناك في الموصل"[39]. ورغم ان كلام مهدي حميد هذا قد صدر منه في موضع الدفاع عن نفسه ومحاولته إنقاذ نفسه من الاعدام في أثناء محاكمة البعثييين العفالقة له بعد إنقلابهم سنة 1963م وبعد مقتل عبد الكريم قاسم نفسه ، ولكن هناك شواهد عديدة تؤيد صحة كلامه ابرزها أن عبد الكريم قاسم لم يحاسب أبداً من قام بالافعال الاجرامية في مجزرة الموصل ولم ينطق بأي إدانة بحقهم ولم يشكل اي لجنة تحقيقية في الموضوع على اقل تقدير ! بل على العكس فقد كانت هناك مكافآة لمن ساهم في تلك المجازر ! فبعد فترة قصيرة من احداث الموصل دعا عبد الكريم قاسم مهدي حميد وقادة شيوعيي الموصل الى بغداد واطرى إخلاصهم وقدم لهم مسدسات هدية وقدم منحة للحزب الشيوعي قيمتها 1500 دينار. كما انه قبل مهدي حميد مجدداً في الجيش ورفعه الى رتبة رئيس وأسند إليه قيادة قوات المقاومة الشعبية في كل الجزء الشمالي من البلاد[40].وهناك إعدامات قد حدثت بحق المدنيين حتى بعد أن هدأت الاضطرابات كلها في الموصل ، مثل حادثة إعدام (17) شخص في الدملماجة[41] ! مما يدل على إن الذين قاموا بالمجازر هم جزء من المنظومة الامنية الحاكمة.

عدد ضحايا مجازر الموصل آذار / مارس 1959م :يقول حنا بطاطو : "واختلفت كثيراً أعداد الضحايا في تلك الايام ، ووصلت في بعض التقديرات الى (5000) ضحية ، ولكن المتفق عليه الآن أن العدد كان في حدود المئات وليس الآلاف"[42] !

شهادة صحيفة "إتحاد الشعب" الشيوعية :علقت صحيفة "إتحاد الشعب" لسان حال الحزب الشيوعي العراقي ، على أحداث الموصل الدامية في عددها الصادر في 13 / 3 / 1959 بالقول : (علقت وسحبت جثث المجرمين القتلة في مدن الموصل وقراها وانجلت المعركة فإذا بالعشرات من المجرمين الشرسين العتاة مدنيين وعسكريين صرعى في دورهم أو على قارعة الطريق في الموصل وتلعفر وعقرة وزاخو وفي كل زاوية)[43].

وفي مقال آخر بتاريخ 16 / 3 / 1959م نقرا فيه : (لنا من الاعمال البطولية في الموصل خبرة وافرة في سحق الخونة .. إنَّ مؤامرة الموصل وسحقها وسحل جثث الخونة في الشوارع ستكون درساً قاسياً للمتآمرين وضربة بوجه دعاة القومية) ، وهكذا تحول الصراع السياسي الى صراع دموي رهيب واسع النطاق[44] !

مذكرة الحزب الشيوعي لعبد الكريم قاسم في 11 آب / اغسطس 1958م :وقد ذكر د. عبدالفتاح علي البوتاني (من كلية الاداب/ جامعة دهوك) مذكرة ارسلها الحزب الشيوعي الى عبد الكريم قاسم بتاريخ 11 آب / أغسطس 1959م ، وقد جاء فيها : (هذه هي الظروف التي تعيش فيها منظماتنا الديمقراطية اليوم في الوقت الذي اكدتم مراراً ولازلتم تؤكدون وتثمنون الدور البطولي الذي قامت به من اجل صيانة الجمهورية ودعم مسيرتها الظافرة وخاصة الدور المجيد الذي قامت به في احباط مؤامرة الشواف وانقاذ الجمهورية وجماهير الشعب من تلك الشراذم الفوضوية المتعطشة للدماء والتدمير. ان هذه المنظمات اثبتت اخلاصها باستجابتها السريعة لندائكم من اذاعة الجمهورية العراقية على اثر اعلان العصيان المشؤوم في الموصل، اذ نفذت بابداع وتفان ونكران ذات ما جاء في ندائكم بالقضاء على تلك الشراذم، كما وانها قامت بدور فعال في انقاذ ارواح المئات من المواطنين وصيانة ممتلكاتهم بعد ان فقد الامن في مديتنا عدة ايام، وكانت هي وافراد جيشنا المقدام الحصن المنيع الذي تحطمت امامه تلك المؤامرة الدنيئة)[45]. والمذكرة تكشف بوضوح أن تحرك الميليشيات التي ارتكبت مجازر الموصل في شهر آذار / مارس 1959م إنما كان بأوامر صريحة من عبد الكريم قاسم نفسه.

شهادة نعمان ماهر الكنعاني :قال نعمان ماهر الكنعاني السكرتير السابق لعبد الكريم قاسم في شؤون الصحافة وهو يتحدث عن عبد الكريم قاسم: (كانت نزعته ضد القومية العربية واضحة وضد مدينة الموصل بالذات ، لذلك نراه قد استباح المدينة عند حدوث حركة الشواف فيها في آذار 1959م)[46].

شهادة منير رزوق :قال منير رزوق في كتابه (مؤامرة عبد الناصر) المطبوع سنة 1959م في بغداد : (وكان للاكراد من رجال القبائل الدور الكبير في إخماد حركة الموصل ، حيث ظهر خمسة آلاف رجل كردي مسلح قدموا من مختلف النواحي والقرى الكردية وعسكروا على تل نينوى قرب الموصل حيث وضعوا أنفسهم تحت تصرف السلطات الحكومية ، وبالفعل نزل ألف منهم الى شوارع الموصل واشتركوا في مقاتلة القائمين بالحركة حتى تم اخمادها وبقي افراد العشائر الكردية يشتركون مع قوات الجيش وافراد المقاومة الشعبية يجوبون شوارع الموصل لمدة اسبوع حتى تم انسحابهم استجابة لنداء الحاكم العسكري العام اللواء احمد صالح العبدي)[47].

شهادة عدنان جليميران :أما عدنان جليميران عضو اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الموصل أثناء حركة الشواف فقد أعترف بتاريخ 28 آذار / مارس 1963م بما يلي : (في رأيي ان أبرز الجرائم التي نتحمل نحن الشيوعيين مسؤوليتها الكاملة مجزرة الموصل ومذبحة كركوك ، ففي الموصل كانت لدى الحزب أوامر قاطعة باتة من القيادة بإبادة القوميين حالما يتحركون ، وبعد ثورة الشواف اندفعنا لتصفية القوميين واقمنا المحاكم البروليتارية التي شكلت بالجملة حيث كان كل شيوعي على رأس محكمة تحاكم وتقتل وتعلق جثثهم ، وكنا نحن الشيوعيين أبطال مجزرة الدلماجة التي راح ضحيتها سبعة عشر شخصاً انتزعناهم من الموقف بعد ان انتهى كل شيء في الموصل ، وهناك في موقع الدلماجة فتحت النار عليهم)[48].

الثمن الذي طلبه الحزب الشيوعي لمجازره في الموصل :"وبإنتهاء مسلسل العنف في الموصل بالشكل الذي أنتهى إليه أصبح مؤكداً لقيادة الحزب الشيوعي بأن الوقت قد حان لقطف الثمار واستلام الجائزة من شخص الزعيم بالذات. مما شجع (سلام عادل) لتوجيه رسالة الى زعيم الجمهورية بتاريخ 31 / 3 / 1959م طالبه فيها بعلاقات أوثق مما هي عليه بين الجانبين".. "وبلغت حملة الحزب الشيوعي العراقي نصابها الرسمي في النداء الذي وجهته اللجنة المركزية في 29 نيسان / ابريل 1959م ونشر في إتحاد الشعب وطالبت فيه بالمشاركة في الحكم محددة حصتها باربعة حقائب وزارية بضمنها وزارة الداخلية"[49].غير انَّ عبد الكريم قاسم لم يعطهم الثمن الذي ارادوه مقابل تلك المجازر ، لقد كان هو قائد تلك المجازر والشيوعيون مجرد أدوات فاعلة في الساحة ، وكان الزعيم يدرك جيداً أنَّ مشاركة الشيوعيين في الحكم ستؤدي في النهاية الى تسلطهم عليه وإزاحته بدعم من القوى العظمى الشيوعية السوفيتية أو الشيوعية الصينية ، لذلك فقد كان حريصاً على تحجيم الحزب الشيوعي "وقص جناحيه" ، فلا هو يقضي عليه ولا هو يتركه ليطير بحريته في الفضاء العراقي.

وفي الرسالة الاخيرة التي تركها سلام عادل ، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي ، قبل إعدامه ـ تم الاعلان الرسمي عن إعدامه يوم 7 آذار / مارس 1963م ، أي بعد 4 سنوات من تاريخ بداية مجازر الموصل ـ حمَّل عبد الكريم قاسم مسؤولية إنقلاب 8 شباط / فبراير 1963م المشؤوم واتهمه بالاستسلام للـ "قوى السوداء" ، ووصفه بالدكتاتور ، فقال : (إنَّ السبب الرئيسي الذي أدى الى سيطرة الانقلابيين على الحكم هو العزلة التي أصابت تدريجياً دكتاتورية قاسم عن الشعب وعن القوى الوطنية. ولكن الانقلاب الرجعي الراهن يبدأ بعزلة أشد من تلك العزلة التي أنتهت اليها دكتاتورية قاسم)[50] ! مع ان الشيوعيين اليوم يمجدون عبد الكريم قاسم ويغضون النظر عن تقييم سلام عادل لفترة حكمه المشؤومة ودكتاتوريته الواضحة التي جلبت الويلات على الشعب العراقي.

وهكذا انقلب شركاء مجازر الموصل الى خصوم ، يحاول كل منهم أن ينفرد بالسلطة التي من أجلها أراقوا سويةً دماء الابرياء بغير حساب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الهوامش:

[1] العراق ، حنا بطاطو ـ ج3 ص159 ، نقلاً عن قانون المقاومة الشعبية رقم 3 للعام 1958 المنشور في جريدة "الوقائع العراقية" العدد 4 في 4 آب 1958م.[2] المصدر السابق ـ ج3 ص159 و160.[3] ثورة 14 تموز 1958 في العراق ، ليث عبد الحسن الزبيدي ـ ص405.[4] المصدر السابق ـ ص405 و406.[5] ثورة 14 تموز ، مذكرات العميد الركن المتقاعد جاسم كاظم العزاوي ـ ص215.[6] المصدر السابق ـ ص217.[7] ثورة 14 تموز 1958 في العراق ، ليث عبد الحسن الزبيدي ـ ص358.[8] المصدر السابق ـ ص358.[9] ثورة 14 تموز ، مذكرات العميد الركن المتقاعد جاسم كاظم العزاوي ـ ص210 و211.[10] العراق ، حنا بطاطو ـ ج3 ص184.[11] المصدر السابق ـ ج3 ص186.[12] المصدر السابق ـ ج3 ص186.[13] المصدر السابق ـ ج3 ص190.[14] المصدر السابق ـ ج3 ص191.[15] المصدر السابق ـ ج3 ص192.[16] المصدر السابق.[17] المصدر السابق.[18] المصدر السابق.[19] المصدر السابق.[20] المصدر السابق ـ ج3 ص193.[21] المصدر السابق ـ ج3 ص193.[22] المصدر السابق ـ ج3 ص194.[23] ثورة 14 تموز 1958 في العراق ، ليث عبد الحسن الزبيدي ـ هامش ص370.[24] العراق ، حنا بطاطو ـ ج3 ص195.[25] المصدر السابق ـ ج3 ص195.[26] المصدر السابق.[27] المصدر السابق.[28] المصدر السابق.[29] ثورة 14 تموز ، مذكرات العميد الركن المتقاعد جاسم كاظم العزاوي ـ ص223.[30] العراق ، حنا بطاطو ـ ج3 ص195.[31] المصدر السابق.[32] ثورة 14 تموز ، مذكرات العميد الركن المتقاعد جاسم كاظم العزاوي ـ ص223.[33] العراق ، حنا بطاطو ـ ج3 ص195.[34] المصدر السابق ـ ج3 ص196.[35] المصدر السابق.[36] المصدر السابق ـ ج3 ص197.[37] المصدر السابق ـ ج3 ص198.[38] المصدر السابق.[39] المصدر السابق ـ ج3 ص199.[40] المصدر السابق.[41] المصدر السابق ـ ج3 ص198 و199.[42] المصدر السابق ـ ج3 ص200.[43] صفحات من تاريخ العراق السياسي الحديث ، الحركة الماركسية ، صلاح الخرسان ـ ص91.[44] ثورة 14 تموز ، مذكرات العميد الركن المتقاعد جاسم كاظم العزاوي ـ ص229.[45] موقع : (الصوت الآخر) في شبكة الانترنيت العالمية من خلال الرابط (http://www.sotakhr.com/index.php?id=2671)[46] ثورة 14 تموز 1958 في العراق ، ليث عبد الحسن الزبيدي ـ هامش ص340.[47] المصدر السابق ـ هامش ص370.[48] المصدر السابق ـ هامش ص372.[49] صفحات من تاريخ العراق السياسي الحديث ، الحركة الماركسية ، صلاح الخرسان ـ ص91.[50] المصدر السابق ـ ص105- 111.

المصادر المطبوعة:1. ثورة 14 تموز 1958 في العراق ، ليث عبد الحسن الزبيدي ، منشزرات مكتبة اليقظة العربية الطبعة الثانية 1981م.2. صفحات من تاريخ العراق السياسي الحديث / الحركة الماركسية (1920- 1990)م ، صلاح الخرسان ، مؤسسة العارف للمطبوعات ، بيروت لبنان ، الطبعة الاولى 2001م.3. العراق ، حنا بطاطو ، ترجمة عفيف الرزّاز ، منشورات فرصاد ، قم المقدسة- إيران ، الطبعة الاولى 2006م.4. ثورة 14 تموز ، مذكرات العميد الركن المتقاعد جاسم كاظم العزاوي ، شركة المعرفة للنشر والتوزيع ، بغداد 1990م.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صادق الجبوري
2013-02-26
حقيقة مجازر الشيوعيين لم تنحصر في الموصل وحدها بل شملت كل مدن وقصبات العراق ولمدينة الكاظمية المقدسة بصمات كبرى سوداء بتاريخ حزب لا يختلف دمويته عن حزب البعث المنحل فتم شنق وسحل الكثير من ابناء مدينة الكاظمية على يد جلاوزة اتباع ذاك الحزب الماركسي الذي سقطت نظريته بعقر دارها فلا ادري لما البعض ممن يدعون له الانتماء متمسكين بافكار قد هدمت الاتحاد السوفيتي ثاني اكبر قطب مع الولايات المتحدة الامريكية .
عمرو بن بحر
2010-06-30
سوف يظل اسم الزعيم قاسم خالدا في اذهان الفقراء والمعدمين الى يوم الدين...وسوف تظل صورته مستقرة في وجدانهم جيلا بعد جيل.. اين هي ممتلكات عبدالكريم..اين بيته...اين سياراته وعقاراته...اين امواله؟....كلا لم يكن يملك شيئا من ذلك.. ولم يك شيوعيا...ولم يك قوميا على طريقة القوميين...ولكنه كان ابو الضعفاء والمستضعفين
صلاح الدين الايوبي
2010-04-30
لقد تنازل الزعيم الشهيد عن حقه في القصاص من مدبري مؤامرة التمرد والاطاحه بحكمه وشخصه كعادته امتثالا لمبدأ ( عفى الله عما سلف ) و( الرحمه فوق القانون ) . ولكنه لم يتنازل عن ارض العراق . اتدري ايها الاخ نبيل بان مخطط الجمهورية العربيه المتحدة انذاك هو سلخ ( متصرفية لواء الموصل ) عن العراق والحاقه بالقسم الشمالي (سوريا )من الجمهورية العربيه المتحدة ، الامر الذى لم يسكت عليه العراق ولا الشهيد ، لذلك زحفت قوى الشعب العراقي لقبر المؤامرة في مهدها قبل حصولها .
صلاح الدين الا يوبي
2010-04-29
الاخ الكرخي يجب ان يستذكر بان الزعيم الشهيد كان قد اعطى الفرصة للشيو عيين كونهم يمثلون الطبقات الكادحة والفقبرة الا انهم تمادوا اثتاء وبعد احداث الموصل مما حدا به الى تحجيم دورهم فخرجواعليه بمظاهرات ( الاهوج الاعوج 0 ابو اذان ) كانت اذناه متباعدتان من الاعلى رحمه الله 0
قبس الحلي
2008-02-27
ان مؤمرات العربان لن تنتهي في العراق وخصوصا ان جمال عبد الناصر يكره العراق بسبب مواقف الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم الحكيمة النابعة من فطرتة وفراسته الصحيحة حول اعوجاج منهج العرب التاريخي عندما انتهج انجاسها في مؤامرة السقيفة المشؤومة ضد التوصيات التي اوصى بها الرسول محمد ص لكي تكن امة صحيحة كبقية الامم لكن ارادوها ارادلها امة معوجه الى يومنا هدا وهم يبعثون كل يوم ارهابيها لقتلنا
never again
2007-12-20
Dear Mr Alkarkhy: I appreciate very much your article, never mind I agree with or not. Are you willing to document the horrible killing and the orchestrated extermination of the Iraqi Shia and the Kurd by the regime of Saddam and the new Pan Arab (kawmachia guys) against them. please analysis are very much needed. thanks,
بديع السعيدي
2007-12-17
يجب ان نكون منصفين مع الرجل الذي خدم العراق خدمة جليله يستحق عليها الترحم على روحه التي بذلها من اجل العراق بكل دقيقة -فلو تمعنا جيدا بثورة الشواف لوجدنا ان هنالك دول معروفة انذاك هي التي ساندت ودفعت الشواف بان يقوم بثورته التي تريد للعراق ان يكون تابعا لقرارات وسياسات دول المنطقة وخاصة مصر التي ارادت الهيمنه على العرب وليس العراق فحسب -لذا قام عبد الكريم باخماد ثورتهم المشؤومة خدمة للعراق لكي لايصبح دولة ليس لها قرار كما كان سابقا في زمن الحكم الملكي كان العراق مستقل بالاسم ولكنه مسير بالفعل
بديع السعيدي
2007-12-17
تسمية دكتاتوري واطلاقها على عبد الكريم قاسم هذه كلمة مبطنه اتخذت لتشويه صورة الرجل باعين الجماهير -حقيقة الامر ان كل من الذين ابعدهم عبد الكريم من سدة الحكم كالشيوعيين الذين يريدون العراق تبع الى الاتحاد السوفيتي او الصين او ضربهم للبعثيين او القوميين الذين يريدون العراق دولة تابعة الى مصر جمال عبد الناصر بينما الرجل يريد ان يكون العراق دولة مستقله تستنبط اهدافها واستراتيجيتها بنفسها لهذا السبب ابعدهم عن الحكم لانه يعرف جيدا مخططاتهم التي يريدون ان يجعلوا العراق دولة تابعة وليست دولة مستقلة
بديع السعيدي
2007-12-17
الاخ الكرخي ان عبد الكريم قاسم دموي ودكتاتور ويريد الاحتفاظ بالسلطه لو افترضنا جدلا ان هذا الشئ صحيح كما ذكرت -هل من المعقول بان شخص مثل عبد الكريم الذي يريد السلطة كما ذكرت لايملك بيتا له ولعائلته او اخواته وانه رئيس الجمهوريه وكل شئ باستطاعته ان يناله وببساطه -فعندما استشهد عبد الكريم وجدو بداخل بدلته العسكريه 350 فلسا فقط وباستطاعته ان يجعل من بنوك العراق تحت تصرفه لو اراد -فاذا كان الشخص يحب السلطه والتسلط كما ذكرت فلماذا يحبها اذا لايريد ان يستخدمها لمصلحته كما فعل غيره ممن بعده مغاسلهم ذهب
ابو ليث العراقي
2007-12-15
الاخ نبيل الكرخي المحترم جهد قيم ولاكنه تجاوز كثيرا على شخص الشهيد عبد الكريم قاسم وجعلته رجل دموى امثال صدام وستالين وانا اخالفك الرأي واعتقد ان العراقين على العموم بنفس هذا الرأي شخصية عبد الكريم قاسم يشهد لها العدو قبل الصديق بانها شخصيه وطنيه جاء من اجل العراق وحكم العراق من اجل الشعب لامن اجل الكرسي وهو الوحيد الذي انفرد بذلك من دون حكام العراق كافه ويكفيه فخرا ان العراقيين تحتفضون في صوره في بيوتهم حتى هذه الساعه.. لانه ابو الفقراء وتعلم ان جل الشعب العراقي من الفقراء اخوك ابو ليث العراقي
نبيـل الكرخي
2007-11-30
بسم الله الرحمن الرحيم يبدو ان الاخ مصطفى حقي لا يفرق بين الناس البسطاء وبين الميليشيات المسلحة التي كان عبد الكريم قاسم يقودها والتي تتحمل المسؤولية معه في ارتكاب جرائم آذار 1959 ضد المدنيين الابرياء في الموصل. وأما الشهادات التي ظن الاخ المذكور انها من اناس مغرضين فليست هي كذلك ، وعلى أقل تقدير ليست شهادة د. عبدالفتاح علي البوتاني (من كلية الاداب/ جامعة دهوك) هي من صنف الشادات المغرضة ولا الرسالة التي تركها سلام عادل قبل القاء القبض عليه واعدامه. فلنكن أكثر انصافاً في اعطاء كل ذي حق حقه.
مصطفى حقي
2007-11-23
اولا يجب التفريق بين السلوك الذي انتهجه عبد الكريم قاسم وبين ردود الافعال الشعبية التي قام بها الناس البسطاء والتي لا يمكن ان تخلو من الاخطاء في مثل تلك الظروف المعقدة (حادثة الموصل 59) أما إتهام الحزب الشيوعي العراقي بانه كان متعمداً في وقوع خسائر في الارواح فذلك فيه تجني على الحزب الشيوعي العراقي ادعو الاخ العزيز نبيل الى تبني الحيادية في مقاله ثم ان الشهادات قد تكون من اناس مغرضين وبالتاي فانهم لا يمثلون الحزب الشيوعي وانصح الاخ نبيل بالاطلاع على كتاب "عقود من تاريخ الحزب الشيوغي العراقي ج2"
محمود احمد
2007-09-27
الموضوع ليس ماجرى بل لما جرى واستمر يجري في العراق طوال هذه السنين والى يومنا هذا والملاحضة الاساس هي ان كل ما جرى بسبب وجود الزعيم الاوحد والقائد الملهم والحزب المنصور وجميع هذه الالقاب لاتزال تستعمل لحد الان وما جرى في المصل تكرر في الشمال وفي الوسط والجنوب واخيرا في الفلوجة على يد المحتل واعوانة وما يجري الان في كربلاء والنجف والناصرية والموصل كلها اعمال تكرار بالكاربون لما جرى في 1959 ولن نتخلص من هذا الكابوس الا بالخلاص من القائد الملهم والزعية الاوحد وولي الامر المطلق الصلاحيات
ابو دانية
2007-08-24
بسم الله الرحمن الرحيم لم يدم حكم الزعيم سوى 4 سنوات جرى بالعراق من عمل يوازي 40 عام واي عراقي يتكلم بالطيب ورحمه لشهيد عبد الكريم وجاء بعده حكم عارفي وبعث قاتل ولم نرى عمل ماعمل بسنة واحد من حكم الزعيم وينسب الزعيم الى الشوعيه بسبب ابعاد الصبغة الطائفية التي تزعمها ان احفادهم دائما يبتلون بنا ويقولون ايرانين هم روافظ اي ابعاد الشعي العراقي من من هذه الكلمة والله انهم احفاد هند ويزيد وبقى الزعيم شامخا" بوجه اي عدوان كلامي عليه .
نبيـل الكرخي
2007-07-21
بسم الله الرحمن الرحيم من المؤسف ان يستهين الاخ ابو حسين بدماء العراقيين الابرياء الذين سقطوا ضحايا الجرائم التي ارتكبها قاسم. واذكرك يا اخ ابو حسين بأن سلام عادل سكرتير الحزب الشيوعي قد وصف قاسم بالدكتاتور ، وأن الصحف الشيوعية تحدثت بتباهي عما ارتكبته من مجازر تجاه الابرياء الآمنين. نحن تحدثنا في هذا المقال عن جزئية واحدة من جزئيات انحرافات عبد الكريم قاسم ، وهناك امور ارتكبها قاسم تقوده نحو الكفر ابرزها تشريعه قانون مساواة النساء والرجال بالميراث وهو خلاف صريح القرآن وتحدي للشريعة المقدسة.
أبو حسين
2007-07-10
يبدو أن كاتب المقال قام بتزويق مقالته بالشهادات والوثائق ليظهر مصداقية لمقاله ولكن تلك الأدلة لم تظهر أي شيء جديد أو سري فالتآمر علني وواضح وردود الأفعال عليها وعمليات القتل طبيعية في ظل الإحتقان السياسي ومحاولة التآمر الخارجي ولكن الكاتب أراد أن يدس شيئا في داخل مقالته دسا حيث لم يستطع أن يهيء له أي دليل وكان هو الغاية الأساسية من كتابة المقال وهو أن يحمل الزعيم قاسم مسؤولية كل ما حدث لغرض رسم صورة سيئة إجرامية للزعيم قاسم تبعد عنه الصورة الجيدة الموجودة في أذهان العراقيين.
نبيـل الكرخي
2007-06-29
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ارجو من الاخ عبد الحسين ان يكون أكثر موضوعياً ، فالمقال يتحدث عن حادثة تأريخية بعينها ، وطلبه بأن أذكر جرائم البعث الكافر فيها غير مناسب وغير متلائم مع المقال وهدفه ، وإذا أراد الاخ عبد الحسين ان يطلع على جرائم البعث من خلال كتاباتنا فعليه أن يراجع موقع الرابطة العالمية للدفاع عن الشيعة حيث ذكرنا في الفقرة الخاصة بالعراق الشيء الكثير من جرائم البعث الكافر. وموقع الرابطة هو : http://shiaunion.com وكما قيل في المثل: لكل مقام مقال. مع التقدير والاحترام.
عبد الحسين مر
2007-06-25
ردا علىتعليق السيد الكرخي . ان سوء حزب ما وهو رأي شخصي له لايبررتحريف وانكار وقائع تاريخية مازالت في الذاكرة العراقية والتي استمع اليها حتى الاطفال بما تم تناقله سرا رغم كل مابذله نظام البعث من امكانيات وماسخر له من اقلام ماجورة يعرفها كل عراقي من اجل تحريف وتزوير الحقائق وتبرير انقلاب 1963 الدموي ومااعقبه من مجزرة رهيبة يعرفها القاصي والداني بكل عمليات القتل والتمثيل بالجثث والاغتصاب والقمع والتي مازالت مستمرة لحد هذه اللحظة والغريب ان لايشير الكرخي لهذا الحزب نهائيا لريما كتب مفالته قبل السقوط
نبيـل الكرخي
2007-06-25
بسم الله الرحمن الرحيم لقد بيّنت في هذا البحث أن حركة الشواف كانت حركة سريعة الفشل ولم تصمد أكثر من 24 ساعة ، ولذلك فإن ما تلا الحركة من قمع استهدف المدنيين تحت أي عنوان كان هو أمر غير مبرر ويتحمل مسؤوليته عبد الكريم قاسم بصورة مباشرة. ولا يتوهم أحد أن هذا البحث يدافع عن القوميين الذين يماثلون الشيوعيين في السوء والشر. لكننا في هذا البحث ندافع عن قيمة الانسان الذي يجب أن لا يتعرض لمجازر تحت أي ذريعةٍ كانت. وكان يجدر بالزعيم قاسم أن يعتقل المذنبين ويقدمهم لمحاكمات عادلة ، ولكن أنّى له ذلك.
نبيـل الكرخي
2007-06-25
بسم الله الرحمن الرحيم ارجو من الاخوة الذين ينتقدون مقالي أن يلاحظوا أن المصادر التي اعتمدتها هي خليط من مصادر القوميين والشيوعيين وغيرهم ، وأهم أركان البحث معتمدة على مصادر شيوعية مثل صحيفة اتحاد الشعب وغيرها. وكذلك اعتمدت مصادر مطبوعة مسيئة للقوميين مثل كتاب منير رزوق المذكور في البحث والمطبوع سنة 1959م. وكذلك اعتراف سلام عادل سكرتير الحزب الشيوعي بدكتاتورية عبد الكريم قاسم. فأرجو قراءة البحث بموضوعية بعيداً عن التشتجات الفكرية.
عب الحسين مر
2007-06-24
مرحا للاخ الكرخي لانه استطاع تمرير مقالة كان معظم شهاداتها اخذت تحت التعذيب القاسي انتزعها محققون بعثيون يمثلون قمة الاجرام والقتل ولااعرف كيف حصل على تللك الاعترافات وما يسميها بشهادات هل هي من كتب النظام البعثي المجرم ام من المحققين انفسهم
ابو هاني الشمري
2007-06-10
يبدو ان الاخ الكرخي كتب المقال برؤيا مقلوبه للحقائق،فانقلاب الشواف من الموصل ووجود التيار البعثي(القومي) المتنامي والدعم من (مصر عبد الناصر) لهم هو عملية لازاحة عبد الكريم وتولي زمام السلطة للبعثيين( وهو ماعملوه فيما بعد) فكانت ردّة قاسم السريعة على التآمر وبمساعدة المقاومة الشعبية والاكراد هي ردّ لوأد هذه المؤامرة.والدليل على أن المستهدفين لم يكونوا أهل الموصل بل البعثيين هو عدد القتلى(بالمئات)حسب التقارير وهو عدد قليل نسبة الى عدد القوميين في الموصل آنذاك لاكما يروج له القوميون باعلامهم.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك