دراسات

في معنى انتصار إيران وهزيمة السعودية

2970 08:42:00 2013-11-27

 

يجمع المراقبون في الغرب والشرق على أن الإتفاق المبدئي حول الملف النووي الإيراني مع مجموعة (5+1) هو انتصار تاريخي واستراتيجي كبير لإيران وحلفائها في محور المقاومة، تماما كما بشر به سيد المقاومة قبل أيام، وهو إنتصار كذلك لأمريكا وحلفائها الأوروبيين الذين إختاروا منطق البراغماتية وتغليب لغة المصالح على لغة التآمر وأسلوب المقامرة، لكنه في نفس الوقت هزيمة قاسية بطعم المرارة للسعودية وإسرائيل الخاسرين الكبيرين في المنطقة.. بمعنى، أن ما حصل في جنيف، هو انتصار لمنطقة القانون والأخلاق على منطق الجهل والإرهاب، وبمعنى أكثر لباقة، هو إنتصار لمنطق الدبلوماسية والحلول السياسية السلمية، وهزيمة لمنطق التطرف والقوة القائم على الحروب والعدوان.

الإتفاق رعاية إلهية لإرادة شعبية..

في رسالة التهنئة التي وجهها لقائد الثورة الاسلامية والشعب الايراني، بمناسبة المكتسبات الحاسمة التي تحققت في الاتفاق المبدئي بين ايران ومجموعة “5+1″، قال الرئيس ‘حسين روحاني’: “إن النجاح النووي ثمرة الرعاية الالهية وتوجيهات القائد ودعم الشعب”، وهي ذات المعاني التي ركز عليها الإمام ‘خامنئي’ في رده على رسالة ‘روحاني’.. فماذا يعني مثل هذا الكلام؟…

هذا معناه، أن إيران دولة إسلامية عقلانية وحداثية تتصرف بمنطق الوسطية والإعتدال البناء، وتعمل من خلال رؤية ذات بعدين: بعد دنيوي بنظرة آنية وأخرى مستقبلية، يهتم بشؤون الناس ومصالحهم ويسعى إلى تحقيق الأمن وإقامة العدل وتوفير حد أدنى من الرفاهية للمواطنين في الحياة الدنيا.. وبعد أخروي غيبي، يعمل على بناء المجتمع المؤمن القوي انطلاقا من منظومة ‘مكارم الأخلاق’ التي وضعا الرسول الأعظم (صلعم) لأمته وطورها الإمام ‘علي’ (ع) فيما أصبح يعرف عند الشيعة بـ”الفلسفة النبوية”، انطلاقا من حديث شريف روي عن النبي (صلعم) يقول فيه: (أنا مدينة العلم وعلي بابها).

النموذج الإسلامي بين إيران و السعودية..

التركيز على مفهوم “الرعاية الإلهية” من قبل أعلى سلطة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يحمل دلالات كبيرة ذات بعد روحي إيماني وشرعي، بما تعنيه “الشريعة” من عدل وحكمة ورحمة تؤمن مصالح العباد في المعاش وتضمن لهم الخلاص في المعاد.. هذه ليست من طبيعة “الدولة الدينية” كما يحلو للبعض تسميتها قياسا بالتجربة الكنسية في العصر الوسيط بأوروبا، إذ لا مجال للمقارنة مع وجود الفارق، لأنه بالنسبة للجمهورية الإيرانية الإسلامية الأمر يتعلق بـ”دولة مدنية” بامتياز لكن بمرجعية دينية عليا تراقب العمل السياسي وتخضعه لميزان الشريعة، بحيث تسمو الثوابت الدينية والمبادىء الأخلاقية على الإكراهات السياسية الظرفية.

وحيث أن الأمر كذلك، فلا وجود لتعارض بين الدين والسياسة في النموذج الإيراني، لأن الدين لا يتدخل في الشأن السياسي إلا لجهة تعديل الخلل إن وجد أو تصويب المسار في حال دعت الضرورة ذلك، وبذلك تعمل الدولة بمرونة ونجاعة من خلال مؤسسات قوية ومستقلة عن بعضها البعض، بتكامل في عملها، وتنسيق في سياساتها وفق منهج البراغماتية العقلانية لكن بضوابط أخلاقية.

وحيث أن طبيعة الدولة الإسلامية الإيرانية تقتضي الإهتمام بالشأن الدنيوي والشأن الأخروي، فإنها تعتمد في تحقيق ذلك على استراتيجيتين متوازيتين، الأولى ترسم الخطوط العامة لماهية المصالح المادية الدنيوية التي تهم كل فئات شعبها باختلاف أعراقهم ومعتقداتهم ومشاربهم وتوجهاتهم الفكرية، والثانية تؤسس للخلاص الروحي في الآخرة بالنسبة للمؤمنين بأن الدين رسالة إنسانية تقوم على المحبة والإحترام والتعاون والتضامن والعمل الصالح الذي يفيد الناس، فتعمل على ضمان الأمن الروحي لمواطنيها والسلم الأهلي لمجتمعاتها بتنوعها.

ووفق التجربة الإيرانية، الأمر لا يتعلق برؤية طوباوية للدولة، بالمفهوم الأفلاطوني لـ’المدينة الفاضلة’، بل برؤية إسلامية حداثية منطقية و واقعية أثبتت صلابتها وحققت نجاحات باهرة مكنت من جعل إيران دولة قوية محترمة، تحتل مكانة متميزة بين الأقوياء، وأصبح لها كلمة مسموعة في السياسة الخارجية، ودور إقليمي بناء في حفظ الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، مع التمسك بالثوابت الدينية والمبادىء الأخلاقية والإنسانية التي تقوم عليها.

هذين الإستراتيجيتين هما المحددتان للدور الإيراني الإقليمي والدولي، في إطار من الإستقلالية وعدم التبعية أو الخضوع لأية قوة دولية مهما كان شأنها. ومن قراءة السياسة الخارجية الإيرانية، يتبين أن الجمهورية الإسلامية تعادي أمريكا، وعلاقاتها مع الدول الأوروبية تكاد تكون جامدة، في حين تنسج علاقة صداقة جيدة مع روسيا والصين والهند ودول البريكس وغيرها من دول العالم الثالث من منطلق تبادل المصالح، وبهذا المعنى، لا تعتبر إيران تابعة للمحور الروسي بالمطلق، بل تشق لنفسها طريقا خاصا تطمح لأن يجعلها هي وحلفائها في المنطقة محورا قويا مستقلا ضمن وعاء “المقاومة” للهيمنة الأمريكية الأطلسية على المنطقة وللإحتلال الصهيوني لفلسطين، وتدعم حركات التحرير والمقاومة في المنطقة وتدافع عن الشعوب المستضعفة ضد الظلم والطغيان والإستبداد.

وفي المقابل، نجد في منطقتنا العربية مشيخة تعتعبر نفسها “دولة” وتسمى نفسها “السعودية” باسم العائلة التي تحكمها في سابقة لم يعرف لها التاريخ مثيلا، وتُسوّق لنفسها على أنها “دولة إسلامية”، في حين يجمع المُختصّون في علم الإجتماع السياسي، أن الأمر يتعلق بـ”دولة دينية” بامتياز بالمفهوم الكنسي الضيق للكلمة، بسبب تداخل الديني في السياسي من خلال تحالف فقهاء الوهابية مع آل سعود، ما أنتج مشيخة قروسطية تيوقراطية إستبدادية فاشلة لا علاقة لها بالإسلام ولا بدولة المؤسسات الحديثة، حيث يسمو السياسي على الديني ويُستغلُّ الدين في السياسة أبشع إستغلال. “مشيخة” أو على الأصح “مزرعة” تُدار بعقلية القبيلة بعيدا عن منطق المؤسسات، وتُساس بمنطق الضغائن والأحقاد في غياب المشاركة الشعبية من خلال الآليات الديمقراطية التي تمكن المواطن من المساهمة في رسم سياسات بلاده الداخلية والخارجية.

 “المشيخة” السعودية باجماع الخبراء، تعتبر “دولة” لا عقلانية، واهنة، وبالتالي، عنيفة، ظالمة وفاسدة، بسبب ارتكازها على العصبيات الجاهلية والعلاقات العشائرية وعلى بنية عتيقة للشخصية الحاكمة المستبدة، لا تعمل من خلال رؤية لا دنيوية ولا أخروية، ولا تضمن حرية ولا عيشا كريما لمواطنيها برغم الخيرات التي حباها الله بها، ولا تعمل على خلاص المؤمنين فيها، بل تضمن للمغفلين منهم رحلة سريعة إلى أصل الجحيم بسبب تشجيعها للإرهاب والفساد في الأرض، وبالتالي لا يجمعها بالإسلام السمح الجميل رابط يذكر، ولا علاقة لها بسنة النبي الأعظم (صلعم) الذي وضع الأسس المتينة لمكارم الأخلاق، إلا الخير والإحسان.

أفول الزمن العربي وانبعاث الزمن الإسلامي الجميل..

اليوم لا حاجة لنا لإستدعاء نظريات ابن خلدون أو غيره من الفقهاء والمؤرخين والفلاسفة لنفهم معنى الدولة الإسلامية وسياسات الحكم، وسنكتفي بالإنطلاق من الواقع الذي هو المحك الحقيقي للتجارب الإنسانية.

هناك إذن واقع اليوم يقول لنا، أن التجربة الإسلامية الإيرانية الجديدة نجحت نجاحا منقطع النظير وفرضت نفسها كأنموذج راق في المنظومة السياسية العالمية، في حين أن التجربة الإسلامية السعودية رغم قدمها فشلت في ذلك فشلا ذريعا.. لماذا؟..

لأن الأمر ببساطة يتعلق تحديدا بـ”العناية الإلهية” التي نعتقد كمؤمنين أنها وحدها القادرة على تغيير الواقع الذي ننطلق منه في حال نجحنا في فهم من نكون ولماذا وماذا نريد وما المطلوب منا عمله أخلاقيا وشرعيا في التجربة الأرضية؟ ومن ثم تسلحنا بمكارم الأخلاق وأخذنا بالأسباب الموجبة للنجاح.. هذه هي المعادلة الصحيحة التي أغفلناها وأضعنا الوقت والجهد في نقاشات فكرية غير منتجة حول “العلمانية” و “الإسلام” و “الدولة المدنية” و “الدولة الدينية” وما إلى ذلك.. فوصلنا إلى حائط مسدود لم يعد النفاذ منه ممكنا إلا بالرجوع إلى الوراء والإقتتال إنتصارا لهذا الخيار أو ذاك، في حين أن رحمة الله وسعت كل شيىء.

عندما تخلى العرب عن المشروع الحضاري الإسلامي واستبدلوه بالمشروع القومي العروبي أذلهم الله، وذهب بريحهم، وحولهم إلى أمة تضحك من جهلها الأمم… وفي المقابل، عندما تمسكت إيران بالمشروع الحضاري الإسلامي، أعزها الله، ونصرها على أعدائها، وأعلى من كلمتها، وحقق لها المجد والتقدم، فأصبحت أمة محترمة تساهم في ركب العلم والحداثة بين أرقى الأمم..

اليوم دار الزمن دورته وعاد كما كان أول مرة، وأصبحت إيران الإسلامية دولة عظمى بفضل حكمة وبصيرة قيادتها، ومثابرة وشجاعة وصبر شعبها، وما حققه علمائها الأبرار من تقدم أبهر العالم في كل مجالات التنمية، والتي لن يتسع هذا المقال لجرد بعض من أوجهها الكثيرة المشرقة..

إيران اليوم أعادت الزمن الجميل لدْنيا المسلمين، ذاك الزمن المجيد الذي نقرأ عنه في كتب التاريخ ونفتخر به في مجالسنا، أيام وهب الإيمان للمسلمين إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، من حدود الصين إلى جنوب فرنسا مرورا بآسيا ودول المشرق وإفريقيا..

أيام أضاءت أنوار المعرفة الإسلامية عتمات الظل في عقول أوروبا المظلمة في العصر الوسيط انطلاقا من جامعات الأندلس فبريطانيا، ثم انتشر العلم كالنار في الهشيم إلى بقية الدول الغربية، فأخرجها من عصر الظلمات إلى عصر الأنوار المشرقية، وأنقذها من الجهل والمرض والفقر والتخلف، وأصبح العالم على ما هو عليه اليوم من تقدم تجاوز حاجز الحداثة إلى ما بعد الحداثة..

هذا العالم الذي يعود الفضل في تقدمه وحداثته إلى الأنوار المشرقية، عاد مرغما اليوم ليعترف لإيران الإسلامية بهذا الفضل من خلال الإعتراف بحقها كاملا غير منقوص في العلم والمعرفة والتكنولوجيا باعتبارها ملكا للبشرية وحقا للإنسانية جمعاء، والإقرار بدورها الرائد كأمة عظمى تساهم في النهضة والحضارة والسلم والإستقرار العالميين..

فرحم الله كوكبة العلماء الأفاضل الكرام البررة الذين كان لهم الفضل في تغيير مجرى التاريخ ووجه الحضارة الإنسانية، وكلهم، باستثناء ‘ابن البيطار’ و ‘ابن رشد’ الأمازيغ، و ‘ابن خلدون’ و ‘ابن بطوطة’ العرب وآخرون يُعدّون على أصابع اليد، كانوا من أصل فارسي، كالبخاري، ومسلم، والترمذي، وابو داود، والنسائي، وابن ماجة، وجابر بن حيان، والرازي، والبيروني، والخوارزمي، وابن الهيثم، والكندي، والفرابي، وابن سينا، وابن مسكويه، وابن فاتك، وابن هندو، وابن مسرة، وابن حزم، وابن طفيل، وغيرهم كثير…

وصولا إلى علماء اليوم، منهم من استشهد في سبيل نهضة الأمة غدرا على يد الصهاينة، ومنهم من لا زال يعمل ليل نهار من أجل التطور والنهضة ومقارعة الدول العظمى في ميادين العلوم والمعرفة، وآخرون يجتهدون في كراسي التحصيل ليكملوا المسيرة.. هؤلاء هم من قررت إيران بموجب الإتفاق النووي الأخير تحويل مبلغ 400 مليون أورو كمنح لتغطية تكاليفهم الدراسية في الخارج، ما يبرز أهمية العلوم ومكانتها في السياسة الإيرانية العقلانية الرشيدة.. وهذا هو معنى “الجهاد” القرآني الحقيقي الذي أوصانا تعالى بجهاد الناس به (وجاهدهم به جهادا كبيرا)، ما يعني، بدل الجهد في مجال العلم والمعرفة والعمل الصالح لعمار الأرض من أجل سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، وهو بخلاف “جهاد الإرهاب” الذي هو درب “الشيطان” الذي يعني قتل النفس التي حرم الله واستباحة المال والعرض والسعي في فساد الأرض وخرابها.

هؤلاء هم علماء الأمة الأبرار الذين تصفهم الديانة الوهابية بالكفر لأنهم من أصل فارسي بالرغم من أنهم آمنوا برسالة ‘إقرا’ التي جاء بها محمد بن عبد الله (صلعم) فصنعوا أعظم حضارة عرفها التاريخ. كما وتعتبر الوهابية اليوم كل من يخالفها العقيدة والنهج كافر يستباح دمه وماله وعرضه حتى لو كان سنّيًا من أتباع إحدى المذاهب الأربعة الكبرى. لأن ما يميز العقيدة الوهابية التلمودية وفق الثابت من الوقائع هو تكفيرها للتفكير وتشجيعها للجهل، والتحريض على القتل والذبح وأكل القلوب التي في الصدور ونبش القبور.. كما أن سنة هذا النبي الوهابي الدجال المدعو ‘محمد بن عبد الوهاب (له من الله ما يستحق) تعتبر كل المسلمين الشيعة أتباع سنة المصطفى (صلعم) كفارا، لا لشيىء إلا لأنهم من محبي أهل البيت الأطهار الذين قال فيهم الله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) الأحزاب: 33.

سُئل رجل كان يشهد على آخر بالكفر عند الأمير فقال: “إنه خارجي، معتزلي، ناصبي، حروري، جبري، شيعي رافضي، يشتم علي بن الخطاب، وعمر بن أبي قحافة، وعثمان بن أبي طالب، وأبا بكر بن عفان، ويشتم الحجاج الذي هو والي الكوفة لأبي سفيان، وحارب الحسين بن معاوية يوم القطايف (أي يوم الطف أو يوم الطائف)، فقال له الأمير: قاتلك الله ما أدري على أي شيء أحسدك أعلى علمك بالأنساب أو بالأديان أم المقالات؟”..

وهذا هو حال أتباع الوهابية اليوم، يساقون كالنعاج من قبل فقهاء جهلة إلى حضيرة حكام لا يملكون من العلم إلا ما له علاقة بعشق النساء وفنون النكاح وترويد الجواري والغلمان.. وها هو ملك الإنسانية المْعظّم، خادع الحرمين الشريفين، لا يملك من المؤهلات العلمية سوى شهادة الميلاد وشهادة القسم الثالث إبتدائي بدرجة راسب جدا، ولا يفهم من مصطلح الأمن القومي العربي إلا ما له علاقة بتأمين عرشه من الزوال، ومن التنمية إلا النهب والسلب والفساد، ومن السياسة إلا فنون الظلم والإستبداد، ومن الإستراتيجيا إلا ما تنصح به واشنطن، ومن المؤامرات إلا ما يمليه عليه أبناء عمومته في تل أبيب.. ومع ذلك يُصرُّ على أن يكون زعيم المسلمين السنة في العالم، والسنة منه ومن جهله براء.

المشروع الحضاري بين الإسلام و العروبة..

الإتفاق الغربي الإيراني الذي يتجاوز الملف النووي إلى الأمن الإقليمي ودور إيران كفاعل سياسي وحضاري في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، هو إعتراف تاريخي غير مسبوق بالمشروع الحضاري الإسلامي الذي حملت شعلته الجمهورية العربية الإسلامية منذ الثورة الشعبية المجيدة عام 1979 بقيادة الإمام ‘الخميني’ (رحمه الله)، وقام بعده وريث سره الإمام ‘خامنئي’ بحمل الأمانة ليصل بها رغم عقود من المؤامرات والأزمات والتحمل والصبر على الحصار والمعاناة إلى بر الأمان، حتى أصبحت إيران اليوم ممثلة للعالم الإسلامي، رمزا للعزة والكرامة والإنتصارات، وأنموذجا باهرا للدولة الحديثة القوية المستقلة العادلة.

وقد لا نبالغ إذا قلنا في المقابل، أن المشروع الحضاري العربي كما روج له دعاة ورواد القومية العربية الأوائل قد سقط، لأنه كان مشروعا عاطفيا لا عقلانيا، وصنما لا حياة فيه، فتحول بالمحصلة إلى تاريخ من الأزمات البينيّة بين الحكومات العربية، ما انعكس فشلا ذريعا في كل مجالات التنمية، وتحول إلى إخفاقات في كل الرهانات السياسية، وأصبحنا كلما أردنا وصف حالة الشعوب العربية اليوم نستعمل مفردات من قاموس الفقر والجهل والمرض والتخلف.. هذا تحصيل حاصل يشهد به واقع العرب اليوم، ولن تُغيّره “العناية الإلهية” من السماء ما لم يُغيّر العرب ما بأنفسهم في الأرض..

قبل حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، كنا نقول من باب التنذّر كلما اجتمع العرب في مؤتمر قومي: “إتّفق العرب على أن لا يتّفقوا”.. أما بعده، فلم يعد أحد على امتداد العالم العربي مهتم بمؤتمرات العرب اصلا سواء اجتمعوا أو لم يجتمعوا، بعد أن أكتشف المواطن العربي خسّتهم ونذالتهم وخيانتهم وعمالتهم.. إلى هذا الحد كفر المواطن العربي بالسياسة وألقى إلى مزبلة الأيام بكل خطابات الوحدة التي روّجت لها الأنظمة الرسمية الجاثمة على صدور شعوبها كالقدر المحتوم، وبكل شعارات النهضة التي رفعتها الأحزاب التقدمية التي تاجرت بالمبادىء الجميلة وباعتها في سوق النخاسة السياسية ثم تحولت بقدرة قادر إلى أبواق للسلطة تعتاش على فتات موائدها.. وأصبح خطاب المثقف لا يختلف في شيىء عن خطاب المهرّج، الجميع يتحدث عن اللا معنى، عن أزمة الثقافة وثقافة الأزمة، عن سياسة اللا سياسة، عن الهوية المفقودة، عن الأمل الذي تحول إلى يأس، والحلم الذي أصبح سرابا، عن السلطة التي ابتعدت عن واقع الناس، عن الحقيقة المفقودة، وعن القيمة الضائعة في متاهات التهويمات التي بدأت في العقود الأخيرة تبشر بها جماعات “الإسلام السياسي، مُستغلّة هذا الفراغ الفظيع، فلم تجد من حل لمعظلات الأمة غير إلغاء التاريخ والجغرافيا والوجود، والتمرد على سنة الله في التطور من خلال القول بضرورة العودة إلى زمن الجاهلية الأولى لنبدأ الرحلة من جديد في حضن ما أصبح يروج له زورا وبهتانا بوعاء “الجماعة”، في استحضار لتجربة الرسول (صلعم) في فجر الإسلام كما أوّلها المتأسلمون الإنتهازيون، متناسين عن جهل دون شك، أن الرسول (صلعم) لم يبعثه الله ليقيم “جماعة”، بل ليؤسس “أمــة”، كانت أحسن أمة أخرجت للناس بشهادة القرآن..

هذا معناه أن العرب لا يملكون رؤية، ولا بوصلة، ولا سياسة منتجة للفكر، ولا مشروع للنهضة، عاشوا حياتهم على الشعارات الجوفاء، غرباء منسلخين عن الواقع ينتظرون في محطة الزمن، لا هم من أهل الدنيا ليعمروها ويقيمو لهم جنة في الأرض قبل جنة السماء كما صنع أجدادهم في الأندلس فيستمتعوا فيها بما صنعت عقولهم وأيديهم، ولا هم من أهل الآخرة المخلصين بعد أن قبلوا بذلهم واستسلموا لضعفهم وتحولوا إلى عالة على الأمم والمجتمعات المتحضرة، يعيشون على الريع فلا ينتجون فكرا ولا علما ولا تكنولوجيا ولا القمح الذي يأكلون.. ومع ذلك ما زالوا ينتظرون على رصيف التاريخ أن يبعث الله فيهم ‘عمر’ من قبره ليحقق لهم العدل، وأن يأتيهم بـ’صلاح الدين’ من رفات الزمن ليحرر لهم القدس التي باعها ملوك الزيت لليهود.. وعندما تُحمّلهم مسؤولية ما هم فيه من ذل وهوان يقولون لك “إنما نحن مستضعفون”، والله تعالى يقول في مثل هؤلاء: “إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا) النساء: 97.

ما وصل إليه الوضع في العالم العربي اليوم يثير الشفقة حتى لا نقول التقزز والإشمئزاز.. ومرد ذلك، أن الأزمة التي عصفت بعالمنا العربي هي أزمة شاملة، من السياسة إلى الإقتصاد إلى الثقافة إلى التنمية وغيرها من مجالات الإدارة والإجتماع، فتحولنا إلى أمة تقتات على المساعدات وتعتمد في حياتها على الغرب في كل شيىء، من قلم الرصاص إلى البندقية مرورا بكل الأدوات والتجهيزات والتقنيات الحديثة.. أمة تعيش على هامش الحضارة وخارج التاريخ..

ثم يحدثونك عن الغزو الثقافي الغربي، والنفود الإسلامي الشيعي، وعن الخصوصية الإسلامية السنية التي تلغى الوجود المسيحي في المشرق، والهوية العربية التي تلغي الكردي والأمازيغي والدرزي وغيرهم من القوميات، وعن القومية الفارسية التي تعادي العرب وفق زعمهم، في حين تكذب المعطيات الإحصائية هذا الإفتراء الهراء، بدليل أن إيران مجتمع مسالم، متجانس، متضامن، ومنفتح على الجميع، حيث تشكل القومية الفارسية نحو 47 في المائة فقط من السكان، في حين يشكل الأتراك والاكراد والعرب والتركمان والبلوش مجتمعين نحو 53 في المائة من سكان ايران، وما يشكل لحمة المجتمع هو الإيمان بالله والقرآن والإنسان وثوابت العيش المشترك لا لقومية العرقية، وفي إيران أقليات مسيحية ويهودية تعتز بوطنيتها وإنتمائها وتتمتع بكامل حقوقها غير منقوصة، وقد نظم طلاب ومواطنون يهودا وقفة إحتجاجية مؤخرا في طهران رفعوا خلالها لافتات تدافع عن حق إيران في التخصيب تحت شعار: “فردو قلبنا”.. فعن أي فرس ومجوس يتحدث الوهابيون الأشرار، إخوان الشياطين الذين خربوا الإسلام الجميل، وداسوا بالأقدام تعاليم السماء وكل المبادىء الأخلاقية السامية والقيم الإنسانية النبيلة بما زرعوه من إرهاب في سورية وغيرها من بلاد العرب والعجم؟..

صدمة الواقع العربي..

مشكلة العرب أيها السادة الكرام لا تكمن في أنظمتهم السياسية بل في المجتمعات التي لم تنضج بعد من حيث بنيتها العقلية والثقافية التي تؤهلها لممارسة حريتها وتقيم ديمقراطيتها وتتحكم في مصيرها ومستقبل عيالها بإرادتها لا بوصاية حكام جهلة فاسدين ومستبدين وعملاء يخدمون مصالح الغرب على حساب مصالح شعوبهم.

مشكلة العرب أنهم ما فتؤوا ينتظرون على هامش الحضارة زعماء ملهمين يقودوهم نحو الخلاص، وفي انتظار ذلك، يعيشون في كنف أنظمة فاسدة عميلة تسوقهم بخطى ثابتة نحو الخراب، ويثقون بوعود ساسة يحملون مشاريع أكبر من حجمهم، ويصدقون مثقفين يرفعون شعارات لا يفقهون مدلولها ويروجون لمقولات لا يفهمون معناها، من الوحدة العربية والحرية والحقيقة الإشتراكية وبقية السلالة من الشعارات التي ترجمت بأضدادها على أرض الواقع، كما يلاحظ الباحث ‘علي حرب’ في كتابه “الأختام الأصولية والشعائر التقدمية”.

أيـــن المشكلــــــة؟..

لكن، دعونا نسأل ببرائة الأطفال: لماذا لم ينصر الله العرب مجتمعين في كل حوربهم الكارثية ضد إسرائيل، من 48 إلى حرب تشرين الأول 73 مرورا بحرب حزيران 67 وما بينهما؟… أين كانت “العناية الإلهية” طوال هذا الزمن الأغبر الذي أسس للنكبة فالنكسة فالخديعة وكل مفردات العجز والذل والهوان والهزيمة النفسية القاسية؟.. حتى حرب 73 كانت هزيمة بكل المقاييس العسكرية بسبب خيانة السادات وجنوحه إلى السلام مع إسرائيل ما جعل من حرب 73 مجرد حرب تحريك لا حرب تحرير بشهادة قائد العبور الفريق ‘الشادلي’ رحمه الله الذي اتهمه السادت بالخيانة لأنه فضح المؤامرة.

ولماذا لم يستجب الله تعالى لرجاء أزيد من 800 مليون من السنة في العالم، مع أنهم كانوا حريصين على الدعاء عقب كل صلاة جمعة ضد اليهود طوال أزيد من 60 سنة، ويرددون بصوت واحد خلف الإمام “آميــن” كلما قال: “اللهم اهزم اليهود.. أمين. الهم احرق زرعهم.. آمين. اللهم اقطع نسلهم.. آمين. اللهم انصر المسلمين عليهم.. آمين… إلخ.؟… لكن الله لم ينزل من عليائه ليقتلع إسرائيل من الوجود ولم يبعث الملائكة لفعل ذلك، وما لم يفهمه المسلمون أن إسرائيل بحد ذاتها فتنة جعلها الله ليختبر بها صدق إيماننهم وعزيمتهم على القتال وهو كره لهم، وقدرتهم على الإعداد لحرب التحرير بما يستطيعون من قوة، عملا بقوله تعالى (وأعدو لهم ما استطعتهم من قوة…)، وهو الشعار الذي رفعه “الإخوان المسلمون” لأزيد من 80 سنة، لكنهم بمجرد أن مكّن لهم الله في أرض الكنانة المباركة، حتى انقلبوا على عهدهم لربهم وآثروا الدنيا على الآخرة، فخاطب ‘مرسي’ الرئيس الصهيوني بـ”صديقي العزيز” وبراك له الإحتلال وتمنى له ولشعبه السلام والإزدهار في أرض فلسطين المقدسة.. فكان أن شتت الله شملهم وانتقم منهم شر انتقام.

لكن، هل كلف المسلمون أنفسهم تقييم تجربتهم لمعرفة سبب هزيمتهم؟… مع أن الأمر واضح جلي، ومفاده أن الله لا ينصر المسلمين المتأسلمين والمستسلمين، بل فقط المؤمنين الصادقين الأقوياء.

بدليل، أنه نصر ثلة من عباده المخلصين والمسلحين بالإيمان الصادق والشجاعة وبعض من وسائل قتالية بسيطة لا ترقى لإمكانات وأسلحة أعتى جيش في المنطقة، ونقصد بذلك إنتصارات حزب الله سنة 2002 و 2006؟.. من بين انتصارات أخرى لا يفقهها إلا العارفون بالله المدركون لسنته في خلقه، المؤمنون بحكمته وقدرته، المصدّقون لوعده بنصر المؤمنين (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) الروم: 47.. ولم يقل “نصر المسلمين” الذين هم اليوم غُثاء كغثاء السيل.. وهذا أمر لا علاقة له بـ”السنة” أو “الشيعة”، بل بالإرادة والمنهج والطريقة. والفرق هو في معنى الإيمان الذي يعني عند حزب الله وإيران الإعتقاد المتبوع بالعمل وفق ما يرضي الله، في حين يعني عند الكثير غيرهم (إلا من رحم الله) التصديق باللسان والقعود مع الخوالف في انتظار أن يرحمهم الله بالموت أو التخلف العقلي.

مـــا الحـــــــــل إذن؟..

لا أريد أن أطيل في هذا المضمار برغم أن ما يختلج في قلبي لا تسعه صفحات هذا المقال، لكن من الواضح أننا اليوم أصبحنا نعرف سبب الأزمة التي أبدعنا في وصفها بالتفصيل المُمّل، وندرك جيدا مكامن العوائق التي تمنعها من تغيير هذا الواقع العربي الرديىء الذي نعيش فيه، وما نحتاجه هو فقط خطوة إلى الأمام تركز على تفكيك العوائق من خلال تصحيح فهمها للأمور وبلورة رؤية إستراتيجية للمستقبل، والعمل على تحقيقها بكل الوسائل والسبل من خلال أطوار ومراحل كمثقفين وشعوب لا كحكومات..

صحيح أن هناك رؤى مختلفة لمعالجة الأزمة، من منظور سياسي، وديني، وإقتصادي، ولكل منظور جانب من الحقيقة، لكن الحقيقة كاملة تكمن في هذه الجوانب مجتمعة، ما يتطلب بلورة بنية ثقافية جديدة، تقوم على أنماط مغايرة للتفكير وأدوات جديدة للمعرفة، وآليات مبتدعة للخلق والإبداع.

وحتى لا نضيع من الوقت أكثر مما ضاع، لدينا اليوم التجربة الإيرانية والتجربة السعودية، التجربة الإيرانية أثبتت نجاحها الباهر، والتجربة السعودية أثبتت فشلها الساحق. ونجاح الأولى يعني إنتصار ثقافة المقاومة، مقاومة الإستكبار والإحتلال الصهيوني، والهيمنة الإمبريالية على مقدرات الأمة واستعباد الشعوب المستضعفة، لأن انتصار إيران اليوم يعني إنتصار ثقافة المقاومة وهزيمة ثقافة العمالة والإستسلام والإنبطاح.

رؤيــة إيـــران للحـــل..

الحل يكمن في جملة واحدة قالت بها إيران قبل الإتفاق ولا تزال تصر عليها اليوم: “تحالف إيراني سعودي متين”.. هذا التحالف لو قدر له أن يتحقق على أساس الثوابت الإسلامية والمبادىء الأخلاقية والمصالح المشتركة، لتغير وجه المنطقة والعالم، ولأصبح المسلمون بما تمثله إيران والسعودية من قوة ورمزية ومقدرات ومؤهلات وطاقات أعظم أمة أخرجت للناس، لأن من شأن هذا التقارب الأخوي والشراكة الإستراتيجية أن تجمع كل شتات الأمة من إيران إلى المحيط الأطلسي وربما بلدان آسيا الإسلامية، وبذلك تتحقق رؤية الرسول الأعظم (ص) الذي وضع الأسس المتينة واللبنة الأولى لبناء “أمــــــــة” تحترم الإختلاف وتطمن الحرية والطرامة والعدالة الإجتماعية لكل أبنائها باختلاف اعلاقهم وثقافاتهم ومشاربهم وتوجهاتهم، لأن الله خلق الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا ويتقاربوا ويتعاونوا ويتشاركوا ويؤسسون معا مقومات القوة لإطانهم ويرسمون مستقبل شعوببهم.

لكن بدل ذلك، نجد السعودية تتحالف مع إسرائيل ضد إيران وحلف المقاومة خوفا وتوجسا من التشيع المذهبي والسياسي كما تقول، في حين أن إيران لا تهدد أحدا ولا تعمل على نشر مذهبها لأنها تعتبر العقيدة مسألة قناعة شخصية من منطلق لا إكراه في الدين، وبالتالي، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إن الله غني عن العالمين..

قد يكون الأمر صعبا وميؤوس منه اليوم بسبب وجود معارضة شديدة لهذا التوجه الإستراتيجي في القيادة السعودية التي لا تهتم لمستقبل شعبها وأمتها، لكن الأمر لن يكون مستحيلا غذا، لأن ما بعد الإتفاق النووي الإيراني ليس كما قبله.. والحلم هذه المرة قابل للتجسد بفضل “العناية الإلهية” التي نؤمن بها إيماننا بقدرة الله على صنع المعجزات متى تغيّرت النفوس واستعدّت القلوب والعقول لقبول التغيير.

28/5/131127  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو محمد
2013-11-30
لافض فوك بااستاذ احمد ادعوا من الله العلي القدير ان تتفتح العقول العربية لواقعها المرير ولاتاخذها القبلية الجاهلية التي هي المسيطرة عن طريق المال الوهابي والدين الحنيف ليس حكرا على العرب ولنا اسوة في نبينا الاكرم عليه واله افضل الصلاة والتسليم حيث قال سلمان منا ال البيت رغم وجود الصحابة من قريش فهل لنا فيه اسوة حسنة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك