دراسات

قراءة في مواقف الامام السيستاني.. ثالثاً:موقفه من الاقتصاد

3170 2016-08-05

بسمه تعالى:((أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ **أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ **لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ **إِنَّا لَمُغْرَمُونَ **بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ)).
العراق، اصبح قطاع مستهلك فقط، يعتمد على السلع المستوردة 90 بالمئة، ولا يوجد فيه انتاج سوى الثروة النفطية، وإذا ما تعرض السوق العالمي لاهتزاز، كسوء الادارة، أو كارثة طبيعية، أو حرب دولية كبرى، فحتماً ستكون النتيجة، مجاعة شديدة بالعراق، وذلك لغياب الناتج المحلي الذي شبه يكاد معدوماً، ان لم يكن معدوماً بالفعل!
المرجع الديني الأعلى الامام السيستاني-دام ظله الوارف- في أكثر من خطبة في صلاة الجمعه كرر القول، وانتقد فيها الحكومة-السابقة والحالية-والمسؤلين القائمين على إدارة اقتصاد البلد، لاعتمادهم على النفط، كمورد مالي وحيد للبلد، وطالبهم بتحسين القطاع الزراعي، والصناعي، والسياحي، لدعم المدخول والسوق المحلي.
يعترف كثير من الاقتصاديين، وصانعي السياسات في العالم، بأهمية تحسين النظام الزراعي في الصين، وقد أعلن زعماء الصين بأن على البلاد ان تكتفي ذاتياً من المواد الغذائية، للاستقرار الاجتماعي، والامن القومي.
فعلاً كما قال الزعماء الصينيون، فالصين بلد عدد سكانه، مليار واربعمائة مليون نسمة تقريباً(1،377،680،000)،ويشكل نسبة 20%من سكان العالم، انتاجه النفطي يقدّر ب(4،073،000)برميل نفط يومياً، ويستهلك من النفط مقدار (6،939،000)برميل يومياً-ضعف انتاج النفط العراقي- كما ترون لا يوجد توازن بين الانتاج والاستهلاك، فماذا يفعل الصينيون حتى يشبعون خبزاً !؟
الشعب الصيني، عرف انه لايوجد امامه سوى الزراعة، لانه يواجه تحديات وصعوبات، حتى قيل انه يزداد 14 مليون نسمة كل عام! وهذه كارثة ومصيبة، إلا انه استطاع ان يحافظ على ثباته وأستقراره، في انتاج الحبوب الزراعية، رغم ان الاراضي الصالحة للزراعة تشكل نسبة 13%من مساحة الصين الكلية، ويقدّر عدد المزارعين ب 300 مليون مزارع-عشرة اضعاف الشعب العراقي- حتى اصبحت الصين، المتصدر الأول لبلدان العالم في الانتاج الزراعي.
سؤال عارض للعلمانين، الذين يجعلون العقل بدل احكام الدين، والعلم بدل الايمان بالله:لماذا لم يصلح الصينيون الاراضي المتصحرة، وهي اضعاف الاراضي الصالحة للزراعة، وعندهم العقول الكبيرة، والتقدم العلمي الهائل؟! سبحان خالق الخلق ومدبر امورهم، سبحان الرحمن الرحيم!
الهند كذلك، عدد السكان( 1،292،340،000)، ينتج( 897،300)برميل نفط يومياً، ويستهلك( 86،290،000) برميل نفط يومياً، ويحتل المرتبة الثانية بعد الصين، فتصوروا معي لو ان الصين والهند، لم يوجد لديهما زراعة يكتفون بها، وهما يشكلان نسبة 40%من سكان العالم، فماذا يحدث، من المؤكد انه سيختل النظام الغذائي العالمي، وتزداد أسعار المواد الغذائية، والعراق بهكذا وضع عليه السلام( المقصود بالسلام هو اللبن الذي يضع على قبر الميت).
تصوروا معي أيضاً، لو حكم الصين، صدام، والحكومات العراقية ما بعد التغيير 2003، ماذا يفعلوا بالشعب الصيني؟ سيفعلون بهم كما فعل بهم الحاكم الصيني الشيوعي( ماوتسي تونگ)عام 1958، عندما حول الاراضي الزراعية الى جمعيات تعاونية( كوميونات)تضم الواحدة 4 الآف أسرة، وبالتالي ادت الكوميونات الى حرمان المزارعين من اراضيهم، فجلبت لهم الزراعة الجماعية كارثة، إذ قضى ما يقدر بثلاثين مليون صيني نحبهم، في الفترة 1959-1962 وتعتبر أسوء مجاعة عرفها العالم.
الانتاج الزراعي، يحتاج الى أربعة عناصر رئيسية:(الارض الصالحة، الايدي العاملة، المال، المياه)، وهذه كلها متوفرة في العراق، وفي اعتقادي ان الثروة النفطية ليست غاية بذاتها، بقدر ما هي وسيلة، وعامل مساعد ودعم للانتاج المحلي، من الصناعة والزراعة، فالاقتصاد ينبغي ان يكون منظومة متكاملة، فإذا كان النفط العمود الفقري للاقتصاد، فالزراعة نخاعه.
الشعب الذي يزرع لا يفتقر، وقد سمعت قولاً لأمير المؤمنين عليه السلام، يقول:( عجبت لمن عنده الماء والتراب كيف يفتقر).
زيدة الكلام:على الحكومة العراقية والمسؤلين، التمسك والأخذ بتوجيهات هذا الرجل العظيم( الامام السيستاني)، ولا سيما مسألة دعم الانتاج المحلي.
بان كي مون، الامين العام للأمم المتحدة، زار المرجع الأعلى السيد السيستاني"دام ظله"، مجرد ان يسلم عليه، وعندما خرج منه، قال للمسؤلين:(عليكم ان تحافظوا على هذا الرجل).
أقول: والله"خوش"حفاظ حافظوا عليه حكومات بعد التغيير !…

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك