دراسات

للمجتمع حدود لا يمكن تجاوزها..!


عبد الحسين الظالمي

 

تمهيد .....

 

على مر التاريخ هناك حدود وضوابط تحكم العقد الاجتماعي بين ابناء المجتمع الواحد او صنف من المجتمع بل قد تتعدى المجتمع لتعم البشرية .

خلال التطور البشري بقت حقيقة ماثلة وهي طبيعة الانسان الاجتماعية وميله الفطري لنظيره الانسان الاخر وحاجته الماسة لتطوير هذه العلاقة فالانسان ضعيف بطبعه منفردا قويا اذا اتحد مع غيره لمواجهة مصاعب وازمات اكبر من جهده الفردي لذلك وجد الانسان نفسه ملزما لتعايش مع الاخر والاستفادة منه في حياته لذلك سعى الى بناء المجتمعات ووضع لها ضوابط وحدود (قوانين عرفية كانت او مدنية) تنظم هذه العلاقة وتساعد على ادامتها والذي يتجاوزها يعد مجرما يستحق العقاب وفق القانون .

 وقد اشار القران الكريم الى تلك الغاية (وخلقناكم شعوب وقبائل لتعارفوا.) اذا غاية الخلق شعوب وقبائل  مجتمعات متجانسة) هي لغرض التعارف والتكامل لمتضي الحياة ولذلك اشار امير المومنين علي ( )الى هذه العلاقة ان لم يكن مثيل لك بالدين فهو شبيه لك في الخلق) اذا العلاقة مطلوبة واحترام حدودها واجب مفروض اذ تنتهي حرية الفرد عند بدء حدود حرية الاخر .

سوءاستخدام ...

عبر الانسان عن علاقتة بالاخر بمختلف وسائل التواصل بدءا بالاشاره والرسوم واللغة والمخاطبات ثم وسائل النشر ثم استخدم الاثير لتواصل، ومع التطور التكنلوجي اصبح العالم قريه بل واصبح اليوم بيتا واحدا ، ومع تلك الوسائل هناك قيم وحدود وقوانين تنظم كل ذلك وتمنع الفرد من سوء الاستخدام والتجاوز على حدود الاخر لفظا وكتابة وحتى الاشاره المقصوده المتعارف عليها عرفا انها اساءه بعض النظر عن الوسيلة التي تستخدم بها هذه الاساءة من قذف وذم وسب ونتهاك عرض وتشهير وقد افردت القوانين في كل دول العالم لهذه الموارد فصول في قوانين العقوبات تعاقب عليها باشد العقوبات.

ناهيك عن النهي الشرعي وفي كل الشرائع تقريبا والتي بلغت حد الحرمة كما حددها الدين الاسلامي الحنيف في موارد عدة بل وصل الى حد حتى جعل من سوء الظن اثم (ان بعض الظن اثم) (اذا جائكم فاسق بانبأ فتبينوا ان تصيبوا الناس بجهالة)وحتى العرف الاجتماعي قد اولى هذه القضية اهمية بالغة جدا واعتبر الاهانة والسب والشتم والتسقيط والاتهام الباطل وخدش كرامة الاخر ومكانتة الاجتماعية جرائم تستحق اشد العقوبات بل تصل في بعض الموارد الى القتل اذا مست العرض والشرف للانسان الاخر حتى قيل ان الرجل ليقتل (دون عرضه وماله) وقد وصف احد الاحاديث الاجتماعية المهمة لرسول الانسانية (ان حرمة المؤمن اشد من حرمة الكعبة) لذلك اصبح من يريد الاساءه للاخر عليه ان يحسب الف حساب لنتائج فعله. وان يضع نفسه عرضة للقانون وللعرف بل قد يجتمعان عليك في ان واحد.

قيل مثلا (من امن العقاب اساء الادب) جاءت هذه القاعدة الاجتماعية لتاكد حدود التصرف ودور العقاب في ذلك عقابا قانونيا او عرفيا او اخلاقيا، حتى عد العرف مصدر من مصادر التشريع.

مع تطور وسائل الاتصال وطرق التعبير التي اختلفت وتوسعت بشكل كبير ومع هذا التطور توسعة دائرة الاساءه وتجاوز حدود القيم والضوابط الاجتماعية مستغلة الثغرات الموجوة في هذه الوسائل والمساحات التي توفرها وسائل الاتصال البعيد وطرق التخفي التي تؤمنها هذه الوسائل ومنها وسائل التواصل الاجتماعي والتي بدأت مع اول ظهورها ثغرات خطرة وفرت جوا ملائم لضعاف النفوس من خلال الاسماء الوهمية وسرعة التغير في هذه الاسماء مما اتاح ممارسات لم يكن الفرد بالواقع المباشر قادرا عليها مما هيأ جوا مناسبا لمن نفسه ضعيفة ان يستغل ذلك او عبرت عن جوهر الطبيعية البشرية (من امن العقاب .......)

وامن عدم كشفه لذلك تطاول وتجاوز الحدود التي لم يتمكن من تجاوزها في الواقع المباشر خصوصا وان البعض لا يمتلك الوازع الاخلاقي والديني (ان لم تستح افعل ماشئت) وان لم تخاف (من امن العقاب .........) لذلك انتشر السباب والتسقيط والافتراء وابتزاز الاخر لتصبح امور شائعة دمرت اسر وانهت حياة افراد خصوصا مع توفر تقنية الفو توشوب والتصوير الحديث من خلال اجهزة الاتصال الحديثة وماوفرته من تقنيات تصوير حديثة جدا .

 وقد ذهب البعض اكثر من ذلك واعتبر تلك التصرفات حدود شخصية وحرية فردية متناسيا ان تلك الحرية اصتطدمة بحدود حرية الاخر وكرامته وقد شاعة هذه الظواهر تحت غطاء النقد السياسي وشجعت عليها الجيوش الاكترونيه الموجهه ا والكبت الاجتماعي مابين الجنسين والبطاله وضعف الوازع الاخلاقي والديني الصحيح وعدم وجود قوانين رادعة تعاقب على الجرائم الاكترونية ومنها التسقيط والابتزاز والافتراء وعدم التميز بين التعبير عن الراي ولاساءه المجرمة(والتي وصلت الى حد الالفاظ البذئية) .

الحلول

اولا : على المشرع الاسراع في اقرارقوانين رادعة لمرتكبي هذه الجرائم تظاهي نفس قوانين العقاب في حالة ارتكابها بشكل مباشر لان الغاية واحدةه والضرر اسوأ واسرع انتشارا.

ثانيا ايجاد وسائل الكترونية تساعد في كشف مرتكبي هذه الجرائم .

ثالثا : شن حملات تثقيف وتوعة خصوصا بين الشباب وتاكيد تجريم هذه الافعال .

رابعا : سد الثغرات في وسائل التواصل الاجتماعي.

خامسا : دعوة للكتل السياسية وبناء على ماورد في خطبة الجمعة وتوجيهات المرجعية بضرورة الحد من استخدام الجيوش الاكترونية التي ساهمت وغذت هذه السلوكيات . وكذلك الاعلام الاصفر .

سادسا : دعوة وسائل الاعلام كافة لمنع بث اي اساءه او تجاوز والغاء فكرة (الحق في الرد مكفو ) والتي جعلت بعض وسائل الاعلام تتنصل عن مسولياتها في منع بث الاساءة .

سابعا: على السادة القضاة الاخذ بروح القانون ومواده وعدم الجمود على الالفاظ لان الباعث واحدفي الجريمة المباشرة او الاكترونية .

ملاحظه مهمة جدا .....اشارة ممثل المرجعية لهذا الامر ليس للتذكير فقط بل لوضع الوقاية والعلاج لمرض ان غفلنا عنه سوف يتحول الى وباء يقضي على الكل وعندها لاتقولون المرجعية لم تفعل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك