دراسات

التأريخ المعاصر 3/ المـــــــــــــؤامــــــــرة الكـــــــبـــــــــــــرى  

2107 2020-04-29

عمار الجادر

 

اشرنا في الحلقة القادمة ان بداية تحلل الدولة الاسلامية بمنظور عام بدأ في عهد العباسيين, والغريب ان هذا العهد بدأ تدريجيا بخلط المفهوم المدني الحاكمية والمفهوم الديني, حتى طغت الصبغة المدنية بعهد هارون بني العباس ومنها كان انهيار تدريجي للحكم, مبتدأ باقتتال ولد هارون على الحكم, والوصايا التركية من بعد , حتى العصر العثماني, وحتى العصر العثماني كان الصراع قائما بين هيمنة اليهود وهيمنة الاتراك على اراضي الخلافة بعد سقوطها.

هنا نود الاشارة الى ان العصر العباسي كان منطلقا لقوة اليهود في العراق وبلاد فارس, وقد نسأل لماذا كان الهدف هذين المحورين؟!

الحقيقة ان اليهود الى اليوم يطمعون بقتل ذلك العربي من ولد فاطمة الذي غاب وسيظهر ليقض بنيانهم الذي بنوه طوال تلك الفترة, ففي العهد العثماني وما قبله بقليل ارتكزوا على ادعاء الظهور, ويذكر منهم التأريخ اسماء ادعت انها المسيح المنقذ وغير ذلك, لكن كان حائلا بينهم وبين ذلك الشيعة في العراق وشيعة بلاد فارس, لذا كان جل هم الاتراك آنذاك هو استئصال الشيعة من جذورها, فبدئوا بقتلهم من بلاد الهند حيث كانوا اقلية هربوا الى هناك من بطش الامويين واستقروا ونشروا الاسلام هناك بسلميتهم التي احبها الناس فاعتنقوا الاسلام فيه, ويذكر ان القائد العثماني ( محمود بن سبكتين الغزنوي) كان سفاحا بحق الشيعة في الهند عند احتلالها وما بعدها وصولا الى ايران, وهكذا فقد نال شيعة العراق ما ناله من ظلم وقتل وتشريد حيث اعلن ( سليم الاول) فتوى بكفر الشيعة وجواز قتلهم, هنا يحكى ان سليم الاول كان يهودي الاصل وسلم الادارة المالية الى اليهود بسك العملة وغيرها من الامور المهمة مصرفيا, كما اسند رئاسة الطب لليهودي( جوزيف هامون) ولك ان تربط بين الاطمئنان التام لليهود من جهة وقتل الشيعة من جهة اخرى.

في الحقيقة ان المعاملات المالية كانت حرفة اليهود بل اساس ملكهم, لذا كان انصياع الحكام لهم طبيعي, فلو تتبعنا سيرة سليم الاول سنجده محبا للمال والنساء, وليس له في الدين شأن! وهنا نستنتج ان تلك الفتوى بقتل الشيعة لم تأت من باعث السلطان الديني بل جاءت من واعز اليهود الديني, حيث يقول المؤرخ اسحاق الذي ترأس الكيان الصهيوني: ( ان اليهود في كافة الفترات يعتنقون الدين لتلك الفترات ظاهريا بينما هم من الداخل يحملون اليهودية حتى بلوغ ماربهم) وما تشير له التواريخ بان بداية قوة الكيان الصهيوني كانت بعهد العثمانيين, وتاسيس الكيان في فلسطين جاءت بعد ازدهار وقوة وتحكم بالقوى الخارجية وهي بعهد العثمانيين ايضا.

لقد كان نشوء الفكر الاسلامي المتطرف والذي يدعى بالوهابية نسبة ل ( محمد بن عبد الوهاب) في العهد العثماني, ومحمد بن عبد الوهاب هذا هو لقيط يهودي اتى للجزيرة العربية مع بداية حكم ( ال سعود), وكانت بداية قوتهم هي الغزوة البربرية الوحشة على مدينة ( كربلاء) عام 1882 م والتي كان العثمانيين مساهمين لها بمباركة الحاخام الماسوني, والتي كانت شرارة بدء القتل والظلم على الشيعة والتي ارادوا فيها محو الاثر الشيعي نهائيا, بتهديم مرقد الامام الحسين بن علي وقتل الشيعة والانتقال الى النجف لهدم مرقد علي امير المؤمنين, وهنا علينا ان نقف ونقول : ( ما هذا العداء الذي لم ينفك يطال الشيعة بالذات؟! العصر الاموي والعباسي وحتى العصور الوسطى والمعاصرة! ولماذا نجد اليهود خلف كل حكاية؟! لو سلمنا بان الامويين والعباسيين كان همهم استئصال بني فاطمة لكي لا يبارزهم احد على الملك, فما بال شيعتهم والبغض المتجذر الى يومنا هذا؟! ولماذا اليهود لديهم ذلك البغض للشيعة؟!)

اسئلة اتركها لك عزيزي القارئ لتنتظرنا في القادم من...

المــــــــــــــؤامـــــــــــــرة الكــــــــــبــــــــــــرى

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك