◾محمّد صادق الهاشمي
---------------------------
الاستراتيجية الامريكية في العراق في الجانب الأمني والسياديّ يتلخص بمايلي :
وفق المقدّمات التي ذكرت في الجزء الأول ، وهي المنجزات التي تمكّنت أمريكا تحقيقها، والتي ستجعل منها نقطة انطلاق لإكمال باقي مراحل الاستراتيجية الأمريكيّة للسنوات القادمة ستكون الخطوات القادمة في هذا الجانب ما يلي :
1. تحاول أمريكا أنْ لا تخرج من العراق مهما كلّف الثمن، وتستفيد من ظروفٍ متعددةٍ يمرّ بها العراق, وسوف تُسخّر أمريكا كلّ ظروف العراق القاهرة وأدوات ضغطها لإجبار المفاوض العراقيّ على القبول بإبقاء قوّات أمريكية بعنوان قوّات تحالف دولي محدودة وفق ما تريده أمريكا، وتراه يفي بالغرض، ويمنع التمدد الإيراني المنافس-- كما تدعي هي-- لها في العراق، وتحاول أنْ لا تجعل المفاوض العراقي يتأثّر بضغط المقاومة، ومن الأدوات التي تسخّرها الآن ومستقبلا كملفّات تمسك بها، الأزمة المالية، والصحّية، والأمنية، والتظاهرات، والتي يمرّ بها العراق ، والتي قد تمتدّ إلى أعوام. وأبرز وسائل الضغط الأمريكيّ هي:
(أ). ممارسة الضغط على الحكومة من الداخل من خلال التظاهرات، ومن خلال الموقف السنّي السياسيّ، والتهديد بالأقلمة، وغيره من مطالبات سنّية بالتسليح وبترحيل الحشد من مدنهم .
(ب). وأيضا تستفيد من الكرد، وارتفاع سقوف مطالبهم .
وبالتالي فإن العراق مقبل على انتخاباتٍ لذا لاتغادر العراق في هكذا ظرف بل لابد ان يكون لها حضور فاعل تؤثر من خلاله على العملية السياسية؛ لان مرحلة الكاظمي وانتقتال الحكم من الاسلاميين الى العلمانيين يراد له ان يستمر ، وأنّ أمريكا يتركّز في ذهنها أنّ العراق أضعف من أيّ وقتٍ مضي؛ كونها ترى أنّ ترك العراق كليا يحدث فراغاً تشغله إيران، وبالتالي تتسع مساحة المقاومة، ويكون الهدف الإسرائيليّ أقرب إلى المقاوم العراقي والإيرانيّ .
2. سوف تبقى أمريكا المحرّك الأساس لملفّ داعش لتبرر وجودها في العراق، وحتى تبرر للمفاوض العراقيّ حقّ اتخاذ القرار بإبقاء عدد من القوّات الأمريكيّة بصفة المدربين أو أيّ صفةٍ مّا, بل إنّ تكليف الكاظميّ - ووفق المقدّمات - يكون واضحاً أنّ المفاوضات الأمريكيّة العراقية ستكون عميقةً ومنتجةً لصالح أمريكا شراكة متينةً لفترات أطول, وهذا ما تريده أمريكا، وتبقى عليه لمراحل وعقود قادمة .
3. سوف ترسّخ أمريكا الهيمنة على المؤسسات الأمنية العراقية من أعلى الهرم إلى أسفله، ويتركّز هيمنتها على الأفواج الرئاسية الكردية؛ كونها تحتلّ قلب بغداد، وتحيط بالخضراء، وتعرف الخريطة البغدادية جيّداً، وتركّز أيضا على الأجهزة الرسمية.
4. سوف تستغلّ خروج ألوية العتبات لمزيد من الضغوط على الحشد لتحجيم دوره وتحديده، وتغيير سياسته الأمنية.
5. سوف تفتح أمريكا ثغراتٍ أمنية لاستنزاف الحشد وتكبيده مزيداً من الخسائر بالأنفس والأموال، وهي في الوقت الذي تقوم بدور تحجيم وتأطير الحشد الشعبيّ فإنها تخطط لاستئصال المقاومة.
6. سوف تدفع بالبعض من المكوّن السنّي للهجوم السياسيّ والشعبيّ والعشائريّ ضدّ تواجد الحشد في المدن السنّية، وسوف تدفع بهم لمطالبات كثيرةٍ، ستكون حاضرة في كلّ المراحل القادمة، بما فيها تشكيل الحكومة، وأبرزها أراضي جرف الصخر، وإعادة المهجّرين السنة إليها، والمطالبة بالمغيبين (الإرهابيين).
7. سوف تركّز أمريكا تحرّك الدواعش حول المناطق المهمّة والاستراتيجية، وهي الأراضي القريبة من بغداد وديالى وكركوك؛ لتكون ضرباتها موجعة لبغداد.
8. سوف تحاول أمريكا جاهدةً أنْ تمارس في المستقبل دورا في الانتخابات، وما ينتج عنها من واقع انتخابيّ يكون الدور كبير لأمريكا في تشكيل الحكومة، حتّى تتمكّن من ايصال عناصر مؤيّدة لأمريكا، وحتى تكون القيادة العامّة للقوّات المسلّحة بيد العلمانيين؛ لتتمكن أمريكا من إبقاء قواعدها زمناً أطول.
9. حال فعّلت المقاومة من ردّها وضرباتها فإنّها تمتلك أدوات أُخرى لضرب الداخل سياسيا، وتحريك الجوكر لقطع الشوارع وشلّ حركة المؤسسات الاقتصادية والمدنية، وتحريك الدواعش، أو عملائها.
10. يمكن لأمريكا أنْ ترد على أيّ ضربةٍ لاحقا بضرب أحد مؤسسات العتبات المدنية؛ لترفع من سقف مطالبات العتبات ضدّ سياسات الحشد والحدّ من قرار المقاومة, بعد أنْ نجحت في ضربة المطار الأولى في فصل ألويةٍ عن الحشدِ الشعبيّ.
إذن أمريكا عازمة على البقاء في العراق، وأنّها لم تحدد الآن رسميا حجم البقاء، وعدد القوّات، ومدّة البقاء، إلّا أنّها - وفق ما نتابعه من تصريحات المسؤولين الأمريكان، وما تعكسه مراكز دراساتهم - عازمةٌ على البقاء في العراق للأسباب التالية:
1. لقطع خطّ الحرير الصينيّ.
2. لقطع وتقطيع خطّ المقاومة وإيران، ولمنع إيران من الوصول إلى البحر المتوسّط اقتصاديا عبر العراق.
3. لفرض وجود مبكر يمنع الروس والصين من التمدد ضدّ مصالحهم .
4. لإرجاع إيران إلى جغرافيتها الطبيعية، وأنّ لا يكون لها جغرافيا سياسية خارج حدودها كما أعلن بومبيو صيف 2017.
.
5. منع وجود صحوة اسلامية.
6. توفير درع حامٍ عسكرياً لإسرائيل، فضلا عن إيجاد الأرضية لصفقة القرن.
7. السيطرة على أسواق النفط والغاز الأن ومستقبلا في ظلّ توجّه العالم إلى الطاقة النظيفة.
8. العمل على تطويع البعض من شيعة العراق للتحالف الطوعي معها.
9. لفرض وجودٍ عسكريّ أمريكيّ رادع ومهاجم ومتطوّر مجاور لإيران.
10. للتدخّل في الملفّ الأمني والسياسيّ العراقيّ .
11. لإضعاف المقاومة واستنزافها وايجاد نقاط تباين في المواقف الشيعية، وبين مراكز القرار السياسيّ والدينيّ والحكوميّ يمنع على الحشد أنْ يكون جزءً من مؤسسات الدولة، ويمنع عليه الاندماج في المجتمع قدر الإمكان.
12. لجعل هذه القواعد نقاط انطلاق لربط بعض الضبّاط بالقوّات الأمريكيّة.
13. لمراقبة المنطقة أمنيا والسيطرة على تحرّك الحشد والقوّات العراقية الأمنية والعسكرية.
14. لتفكيك العراق وأقلمته.
15. حتّى تتمكّن أمريكا من تحريك الجوكر داخل العراق متى أرادت، ولأي هدف تراه.
16. لإيجاد مظلّة حامية للبعثيين في العراق تسهّل عملية الانقلاب والتدريب والتحرّك متى أرادت.
17. لإيجاد مناطق عازلة بين الغرب والشمال والجنوب العراقيّ عسكرياً وأمنياً.
18. لخلق الارباك المستمرّ للدولة العراقية؛ ولإفراغها من قوّتها واستنزافها بغية السيطرة عليها.
19. لإيجاد الثغرات في المؤسسات الأمنية، وهي تعمل على تفكيك الحشد بقوّة , واستئصال المقاومة