دراسات

تاريخ الفكر السياسي الفكر السياسي الغربي4/ ديوجينيس الكلبي  

2269 2020-06-04

محمد البدر ||

 

نتيجة عدة ظروف ومنها بعض تنظيرات أرسطو التي منحت الإغريق مكانة خاصة وكأنهم الشعب المختار مثل حقهم في غزو الآخرين وإستعباد بقية البشر ونتيجة التزمت الشديد في تقاليد وعادات مجتمع أثينا ظهرت مدرسة فلسفية جديدة تسمى (المدرسة الكلبية).

تأسست التوجهات الفلسفية لهذه المدرسة على يد الفيلسوف الأثيني أنتيستنيس (445-365 ق.م) والذي كان أحد تلاميذ أرسطو.

تقوم فلسفة هذه المدرسة على رفض القيم والعادات والتقاليد التي كانت سائدة في المجتمع الأثيني حينها.

ومن أبرز آراءهم السياسية هو قولهم بالأممية بمعنى أن جميع البشر متساوون ويجب تجاوز الحدود القومية والطبقية التي تفرق البشر وفكرهم فكر أممي يدعو إلى المساواة بين جميع البشر لذلك كانوا ضد الاستعباد والرق وعارضوا أرسطو في تقنينه للرق والعبودية.

أبرز فلاسفة هذه المدرسة هو ديوجينيس الكلبي

ديوجينيس ولد في مدينة سينوب التركية عام (404 ق.م) وتوفي في مدينة كورنث اليونانية عام (322 ق.م) وبعد سجنه في مدينته سينوب بتهمة تزوير العملة اتجه إلى مدينة أثينا وعاش فيها متخلياً عن ثروته وحياته السابقة.

عاش في أثينا حياة التشرد وعدم المبالاة وكان يتعمد كسر النمط المألوف والخروج عن العادات والتقاليد في أثينا مثل النوم في برميل خشبي قديم والأكل في الشارع والتبول والإستمناء أمام الناس وأحياناً في المجالس العامة وحلقات الدروس.

وكان يحمل بيده فانوس في النهار ويمشي في الشوارع (يبحث عن رجلاً نزيه) أو (يبحث عن إنسان) كما كان يجيب على من يسأله لماذا يحمل فانوس في النهار.

كان ديوجينيس يدعو إلى العودة للعيش وفق الطبيعة دون الالتزام بقيود العرف والقانون والعادات والتقاليد وكان متسقاً مع فلسفته في سلوكه فقد طبقها هو على نفسه ولم يكتفي بالتنظير.

حينما فتح الأسكندر المقدوني أثينا كان ديوجينيس يعيش فيها داخل برميله الخشبي فالتقى به الإسكندر وبعد محاورة بينهما طلب منه الإسكندر أن يطلب ما يريد لينفذه له فكالن طلبه (ابتعد أنت تحجب أشعة الشمس عني).

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك