دراسات

العلمانية والمدنية وتوجهات الأغلبية.

2084 2020-11-15

  محمد البدر ||

العلمانية بحد ذاتها ليست شرط رفاهية وتطور وحداثة، ولاتقاس من إباحة الممنوعات والمرفوضات المجتمعية. مثلاً الفيلبين دولة علمانية تبيح الجنس وأكل الكلاب ومعاقرة الخمور وتفصل الدين عن الدولة لكن مئات الآلاف من نساءها ورجالها يعملون موظفي خدمة في بلدان انظمتها لا تفصل الدين عن الدولة. ويوم حكمها الديكتاتور الوحشي العلماني فرديناند ماركوس لم يجد الفيلبينيين من يخلصهم منه سوى دعوة اطلقها رجل دين وهو رئيس أساقفة مانيلا فتجمع بذلك سبعة ملايين شخص اطاحوا بالديكتاتور العلماني بما يعرف بالثورة الفيلبينية 1986. فتأمل.   المدنية أي دولة لا تميز (قوانينها) بين مواطنيها على أساس الدين أو القومية أو المذهب ولا تفرق بين مواطنيها ولا تمنع فئة من شعبها من ممارسة طقوسهم الدينية أو عاداتهم الإجتماعية وتنتقل فيها السلطة سلمياً ولا إقصاء فيها للآخر ولا يتحكم بها فئة أو أقلية وتحتكم مؤسساتها للقوانين الوضعية فهي دولة مدنية. نحن في العراق لسنا تحت حكم أقلية قومية أو دينية ولا تحت سلطة حكومة عسكرية وليس لدينا قانون يستمد شرعيته من الدين. نظام الحكم برلماني جمهوري والدستور اكتسب شرعيته من تصويت الشعب. لست هنا بصدد الكلام عن أخطاء ممارسة الحكم والثغرات في الدستور فهذه بحث آخر. أهم قانون في كل دولة هو قانون العقوبات. وقانون العقوبات العراقي قانون وضعي فلا جلد ولا رجم ولا تعزير. نعم قانون الأحوال الشخصية العراقي (مشتق) من الفقه الإسلامي لكنه يحفظ حقوق الأسرة وهو خاص بالمسلمين ولبقية الديانات قوانينها الخاصة بالأحوال الشخصية. نعم دين الدولة الرسمي هو الإسلام لانه دين أغلبية الشعب العراقي لكن ذلك لا يمنع ولا يضيق على أتباع باقي الديانات من ممارسة طقوسهم. ليس لدينا قانون يستمد شرعيته من الدين. نعم ليس هناك فصل للدين عن الدولة لكن بنفس الوقت ليس هناك تحكم للدين بالدولة. نعم هناك أحزاب سياسية تستقطب المناصرين بأدبيات دينية مثل ما هناك أحزاب علمانية تستقطب المناصرين بأدبيات علمانية وهذا موجود حتى في دول الإتحاد أوروبي فألمانيا حالياً يحكمها حزب (الاتحاد الديمقراطي المسيحي). وفي فرنسا حزب (الحركة الجمهورية الشعبية المسيحي) واحد من أكبر الأحزاب السياسية في البلد. بل إن حزب الشعب الأوروبي المسيحي هو أكبر تكتل سياسي في البرلمان الأوروبي ويضم أكثر من 40 حزب يتوزعون في كل دول الإتحاد الاوروبي. توجهات أغلبية الشعب وخياراته هي من لها الكلمة والفصل لا تنظيرات المنفصلين عن الواقع. فالقضية ليس فصل الدين عن الدولة بل المهم أن لا تكون هذه الدولة منحازة لطرف ضد آخر أو تتعامل مع مواطنيها حسب القومية والدين والمذهب.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك