محمد صادق الهاشمي||
الملاحظ في الواقع السياسي والميداني العراقي هو: ان حركة التمرد مازالت، وان التظاهرات مستمرة في الجنوب العراقي تنتقل من العمارة الى البصرة الى الناصرية، ثم واسط والفرات الاوسط، مع انها باعداد قليلة, وان امريكا مناجل تركيع العراقيين لقبولهم بمشروعها مارست ادوارا متعددة في العراق وهي :
1- الاحتلال
2- القاعدة
3- الحرب الاهلية
4- الاعتصامات
5- داعش
6- ضربها المقرات الحشدية بنفسها
7- اغتيال قادة النصر
8- افلاس الخزينة
9- اسقاط حكومة عبد المهدي
10- الحرب الشيعية – الشيعية بنقل التحديات من المكون السني الى جوكر من اعماق الوجود الشيعي في الجنوب , وهنا ياتي السوال عن الاسباب وراء استمرار التظاهرات وهي:
· اولا / اهداف التظاهرات القريبة .
1- كلما اقتربت مواعيد الانتخابات كلما تم تحشد الشارع بجمهور الجوكرية (( الخط المرتبط بالبعثيين وامريكا والخليج))؛ لصالح التذكير بثورة تشرين وشعاراتها واهدافها. تجدر الاشارة الى امر مهم وهو ((ان التحشيد يعني ان الجمهور المعارض مازال معارضا ولم تنتهي معارضته للطبقة السياسية والاحزاب الاسلامية ))، فكلما زاد تواجدهم كلما تم تكوين مجتمعا شيعيا معارضا، وهم بالنتيجة يريدون ان يتحولوا من مجاميع معارضة محدودة الى جمهور المعارضة الواسعة خصوصا ان الامكانات والاسناد المالي والعنوي مازال مستمرا , تستعملهم امريكا متى ارادت واليوم حركتهم ضد التظاهرات المليونية في سنوية قادة النصر .
2- حزب البعث وخلاياه التي تكونت في الجنوب والفرات الاوسط وبدعم وتوجيه اسرائيلي تجد في هولاء اليات التحرك والسيطرة على العراق والعملية السياسية، وبالفعل لقد غادر المخطط الغربي تحريك السنة ضد الشيعية وعاد ليرسم مستقبل الشيعية بضربهم من الداخل بواسطة خلايا حزب البعث التي تحرك المغفلين والمتمردين والفقراء والجائعين وغيرهم من المرتبطين بالسفارات العربية والاجنبية .
3- هذا الجمهورالمرابط في قلب المدن هدفه اسقاط الدولة (( الشيعية )) والعملية السياسية بعد اضعافها؛ لذا هو لم يغادر ممارساته والياته في المواجهة من العنف والحرق والخرق للقانون، وبتصعيد تدريجي انتقلوا فيه من حرق المقرات الى تجريفها ومن ثم الى اعلان المواجهة المسلحة من دون ردع مع ممارسة العنف والقتل .
4- هذه المجاميع تجد الامان والحرية في حركتها ولم تجد ردعا من الدولة مما شجعها اكثرعلى التمرد خصوصا ان البعض يرتبط عمله وحركته بمكتب رئيس الوزراء، وعموما ان فترة حكم الكاظمي هي مرحلة (( انتعاش لهم )) لتنظيم وجودهم امنيا وسياسيا .
5- وجدت الكثير من المجاميع الفقيرة من الشباب والمجرمين والمهندسين في هذا التمرد فرص العيش من الاموال التي اخذات تتدفق من الخليج الى التظاهرات لتنظيمها، وان الكثير منهم يصفي خصومه ويمارس العنف والاتاوات ونهب الاموال من خلال تلك التظاهرات المستمرة التي تشكل غطاء لهم وحماية لسلوكهم .
6- تواجد هولاء ومتبنياتهم تعتبر رسالة منهم وممن يخطط لهم الى المرجعية بان حركتهم حركة مستقلة خارجة عن ارادة المرجعية في تظاهرات مصححة ، سيما وهم الان يقودون حركة التمرد بشعارات واهداف وتمويل استجابة لمشروعهم الخاص وليس استجابة لمشروع المرجعية الذي يهدف الى ((ان يكون الحراك مصححا للعملية السياسية مع الحفاظ عليها))، بينما هم يريدون الانقضاض على اصل العملية السياسية برمتها.
7- هم يريدون الابقاء على تواجدهم حتى لايتم تذويبهم، أي ان الذي يخطط لهم ويمولهم يهدف من ((كرة الثلج)) هذه ان تكبر حتى لا يمكن للاحزاب الاسلامية تذويبها وتشتيت جهدها فكلما تحرك الجهد ضدهم اعلاميا وميدانيا وغيره، كلما نزلت هذه الجموع الى الشارع اكثر منعا للتذويب والاحتواء، وكلما تعرض احد الناشطين الى عملية اغتيال – تقوم بها نفس دول الخليج – كلما دفعت بهم نفس الدول الى الحركة من جديد، وعليه ان عملية الاغتيالات المنظمة من جهات خارجية تهدف الى استنفار واستفزاز هذه العناصر لابقائها في الميدان .
8- الخليج وخصوصا الامارات والسفارات يهمها ابقاء سيطرتهم على الشارع العراقي لاسباب عديدة ابرزها: منع الجهد السياسي الاسلامي من ان يعاود حريته في الجنوب تنظيميا وسياسيا وانتخابيا، وهذا يعني ان الهدف الاخر هو ابقاء هذه النماذج المتمردة في ذات الجغرافيا التي تتواجد فيها الاحزاب الاسلامية لشل حركتها ومنع الجمهور من التواصل معها بالقوة والمصادر الموكدة انتهت الى ارقام مهولة من الاموال الاماراتية تتدفق الى العراق لادامة التمرد .
9- ان مزيدا من التوتر المدفوع الثمن يعمق الهوة بين الجوكر وبين الاحزاب الاسلامية حينها يتعذر على أي جهة سياسية كانت اسلامية او غيرها ان تتكيف معهم وما يدعيه التيار الصدري او الحكمة والنصر بقدرتهم على احتواء هذه المجاميع او الانتماء لها او تبني حركتهم كلام لاصحة له الا بنسبة ما ، لانهم حركة لها قيادة وتمويل وارتباط بالخارج لا تسمح لهم باي نوع من الارتباط مع الاحزاب الموسسة للواقع الشيعي وعمليته السياسية. ومن خلال الرصد وجدنا : ان ثمة اصرار على ان تكون هذه المجاميع لها هوية خاصة حتى وان تواجد بداخلها تيارات شيعية من أي طرف كانت حتى يتم من خلالهم تنفيذ الهدف الخليجي الامريكي .
10- ابقاء صوت الرفض للعملية السياسية, والمقاومة والفتح والخط الاسلامي في الشارع الشيعي حتى تستغله وسائل الاعلام وتركز عليه وتثقف القواعد الشعبيه نحوه .
11- الاستمرار لهذه الحركة المتمردة يفرض واقع جديد لهم ينتقل بهم الى مرحلة المواجهة المسلحة على غرار ما حصل في تمرد البعض من المكون السني عام ٢٠١٢،والذي ادى استمراره الى انتاج داعش عام ٢٠١٤،وهذا ما يدل عليه دعوتهم الى حمل السلاح والتدريب خصوصا مع المعلومات الموكدة التي تفيد ان الدول العربية ومنها الامارات دخلت على الخط لتدريبهم على السلاح تحت اشراف شركات امريكية منها ((بلاك ووتر – وبلاك شيلد- وباي ابرشن )).
12- الملاحظ هو: كلما حسم الحشد الشعبي قدرته على فرض الامن في المدن الغربية كلما تصاعد التوتر في الجنوب، وكلما تصاعدت الضربات الصاروخية من المقاومة ضد القواعد الامريكية كلما نزل هولاء الى الشارع بحركة منظمة. وبالتالي هم اداة امريكية خليجية لصد الهجمات ضد التواجد الامريكي، ومن هذا نفهم انهم القوة المواجهة للمقاومة .سيماان ان الخارج و الخليج يهدف من هذا التمرد تقليص مساحة التواجد والدور الايراني في الجنوب وفي عموم العراق .
13- الهدف الاساس من حركة الجوكرية هو تفكيك الدولة وتقسيمها.
14- التاثير على الواقع الديني و الشعائر الحسينية من خلال استغلالها وتسخيرها لصالح ضرب المقدسات الشيعية حتى لا تكون الية لتقوية الوجود الشيعي الاسلامي، وبالتالي حركتهم هذه حركة تصادر الاحزاب الشيعية ابرز مقدساتهم واداوتهم في العمل والتعبئة .
· ثانيا – اهداف التظاهرات الاستراتيجية
1-اخضاع العراق لظروف قاهرة في الجنوب وارباك الامن بهدف ارغام العراق على ان يقبل بالاحتلال والتطبيع مع الكيان الصهيوني .
2-منع بناء الدولة العراقية وخصوصا الشيعة في الجنوب مالم يكون الحكم بيد الخط الامريكي وحال خروج الحكم عنهم سيكون الخيار هو احراق العراق والدفع باتجاه حرب بين الشيعة
3-منع أي دور لايران في العراق وجعلالجنوب يتحرك بامر خليجي
4-جر الحشد الشعبي الى مواقف حرجة يكون بين السكوت او الاستدراج الى مواجهات مسلحة مع الحشد الشعبي
5-قطع خط الحرير ومنعه ان يمر من العراق الى البحر المتوسط خصوصا اذا تمكن الطرف الامريكي منعه من الغربية ( المدن السنية) وايضا الشيعية
6-تفكيك العراق وابقاء الصراع في الجنوب لاضعاف القرار الشيعي السياسي من خلال تنمية بور النزاع والتي قد تنتقل الى العشائر
7-دخول الخليج على خط الفتن يوجد له ملاذات امنة ومساحات للتواجد من خلال العناصر المتمردة كورقة ضغط على القرار السياسي لاجباره ان يخضع لارادة الخليج
8-اعادة الحكم القومي البعثي الى الجنوب من خلال تنظيمات مسانخة تنتجها هذه التجمعات .
9-سيطرة الموسسة العسكرية الموالية لامريكا على الجنوب بدل الحشد الشعبي سيما ان الكاظمي قام بتغييرات جوهرية كبيرة في الموسسة العسكرية بما يضمن سيطرته عليها وسيطرة الموسسة على الامن في الجنوب .
10-عزل تاثير المرجعية على الجنوب
11-ربط العراق بمنظومة الخليج والاردن ومصر اقتصاديا وامنيا
12-اشغال العراق حتى لا يساند الحركات الشيعية والاسلامية التحررية في سورية ولبنان واليمن وفلسطين
13-توفير الفرصة الكبيرة الى الحكومات العلمانية ان تجري تغيير كبير في الموسسات الامنية والمدنية لصالح الخط الامريكي في العراق وبهذا سيكون تواجد المتمردين الية الى تغيير بنية الدولة ((كانقلاب ناعم تدريجي )).
· ثالثا - ماهي مطالب المتظاهرين الجديدة
حتى يستمر الجوكر الامريكي مرابطا في الشارع وحتى يكون تواجده يمتلك الصفة السياسية وحتى يحققوا اهدافهم في صفحة التظاهرات المستمرة والتي قد تتصاعد وضعوا عدد من الشروط الجديدة وهي استكمال لمخطط هدم الدولة والعميلة السياسية وبناء دولة بعثية جديدة لاجل هذا اصدروا بيانا بتاريخ 18/9-2020 تضمن مايلي
1- محاسبة قتلة المتظاهرين وتقديمهم الى القضاء
2- اكمال قانون الانتخابات
3- تفعيل قانون الاحزاب للحد من دور المليشيات في الانتخابات والحد من نفوذهم واموالهم وسلاحهم
4- تغيير المفوضية ومنع المحاصصة فيها واختيار عناصر مستقلة من نفس الخط المعارض
5- اجراء الانتخابات تحت اشراف الامم المتحدة
6- حل مشكلة السلاح المنفلت التابع للمليشيات
7- التعهد بان لايستخدم العنف ضد المتظاهرين
8- اقالة المحافظين في جميع المحافظات
9- فرض سيطرة الدولة على المنافذ المستغلة من المليشيات
· رابعا– الجهات التي تدعم التظاهرات
هذه التظاهرات والتي يراد منها ان تستمر للاسباب التي ذكرناها نجد انها مدعومة من :
1-السفارات البريطانية والامريكية والاتحاد الاوربي وممثلة الامم المتحدة بلاسخارت من خلال الدعم المعنوي سيما ان الاعلام ما زال يسمي هذه التحركات (ثورة تشرين ) وان الكاظمي يعزز من التعامل معها ويقويها وبصدد بناء متحف كبير باسم ((ثورة تشرين ))
2-تدفق مالي من القيادات البعثية في الامارات والسعودية باموال مهمة وان التحقيقات تفيد وصول مبالغ كبيرة قادة على تمويل جيوش للتمرد.
3-تمويل داخلي من خلال شركات واستثمارات لتجار بعثيين كبار في العراق ورجال مصارف كبيرة
· خامسا– التوصيات
1-توحيد البيت الشيعي على روية موحدة وهنا نقصد توحيد الجهات الممكنة لبناء تحالف شيعي قادر على مواجهة التحديات القادمة
2-نزول الاحزاب والقيادات الثورية الاسلامية والتشكيلات الى الجمهور بمنهج تربوي لتربية الامة والشباب من خلال الاعلام والمراكز الثقافية والتوعية والارشاد والتوجيه
3-الاستفادة من رجال المنبر الواعين والقادرين على ايصالخطاب الحوزوة الى الامة مستفيدين من الشعائر الحسينية والمناسبات الدينية
4-قيام الاحزاب الشيعية ببناء مشروع يتضمن 1- وحدتهم 2- برنامج خدمي ممكن 3- اعلام ناجح 4- محاربة الفساد 5- التحرك على المدن الفقيرة .
5-ضرورة تنشيط الجانب الامني العميق لمعرفة ما يدور في الخفاء من الخلايا التي تحرك هذه العناصر وتمولهم وتسندهم
6-ضرورة ان ان يكون هناك دور انتخابي يمكن الاسلاميين من العودة الى الحكم والا فان استمر الحكم بايديهم فان مزيد من التعقيد في الوضع ومزيد من التمرد وان الخلايا المتمردة سوف تنتعش اكثر وتتوسع لكننا سننتصر
https://telegram.me/buratha