دراسات

شذرات تنموية في فكر الامام علي (علية السلام)


الشيخ محمد الربيعي ||

 

اعظم الله اجركم بذكرى شهادة الامام علي بن ابي طالب ( عليه السلام )

الى /  كل سياسي و حاكم ومسؤول و صاحب سلطة ...

دعوة / للعودة الى الله تبارك وتعالى والدخول في طاعته من خلال باب مدينة العلم علي بن ابي طالب ( عليه السلام )

▪️حين نقرأ سيرة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أثناء توليه للخلافة والحكم ، ونتأمل رسائله للولاة و الموظفين ، وخطابه لجمهور الناس ، نجد أنه كان مهموماً بتطوير حياة أبناء الأمة ، و تنميتها في مختلف المجالات ، و حسب مصطلح اليوم كان مهتماً بالتنمية البشرية ، و لم يكن مجرد زعيم ديني يعنيه نشر العقيدة و تطبيق الشريعة فحسب ، و لا مجرد حاكم سياسي يهمه توطيد سلطته و حكمه، بل كان صاحب مشروع حضاري يستهدف إسعاد الإنسان و تفجير طاقاته و كفاءاته ، ليتمتع بحياة كريمة ، و يتجه إلى الفاعلية و الإنتاج ، و ذلك هو المقصد الأساس للعقيدة و الشريعة .

◼️التنمية السياسية

ففي مجال التنمية السياسية ، يشجع الإمام علي (عليه السلام) الناس على الجهر بآرائهم السياسية ، و أن لا يترددوا في الاعتراض على الخطأ أمام الحاكم ، و أن لا يتعاملوا مع الحاكم بمنطق التملق و التزلف . يقول : (فَلا تُكَلِّمُونِي بِمَا تُكَلَّمُ بِهِ الْجَبَابِرَةُ، ولا تَتَحَفَّظُوا مِنِّي بِمَا يُتَحَفَّظُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْبَادِرَةِ-أي عند أهل الغضب- ولا تُخَالِطُونِي بِالْمُصَانَعَةِ -أي بالمجاملة- ولا تَظُنُّوا بِي اسْتِثْقَالاً فِي حَقٍّ قِيلَ لِي ولا الْتِمَاسَ إِعْظَامٍ لِنَفْسِي فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَثْقَلَ الْحَقَّ أَنْ يُقَالَ لَهُ أَوِ الْعَدْلَ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْهِ كَانَ الْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَيْهِ فَلا تَكُفُّوا عَنْ مَقَالَةٍ بِحَقٍّ أَوْ مَشُورَةٍ بِعَدْلٍ فَإِنِّي لَسْتُ فِي نَفْسِي بِفَوْقِ أَنْ أُخْطِئَ ولا آمَنُ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِي) .

◼️ ضمان حقوق المعارضة :

وقد أعلن الإمام أمام الناس ضمانه لحقوق المعارضة ، وعدم مضايقتهم اجتماعياً ، و الضغط عليهم اقتصادياً ، و لا استخدام العنف ضدهم ، ما دامت معارضتهم سلمية لم يشهروا فيها السلاح.

جاء في دعائم الإسلام أنه خطب بالكوفة فقام رجل من الخوارج فقال: لا حكم إلا لله ، فسكت علي ، ثم قام آخر و آخر ، فلما أكثروا عليه قال : (كلمة حق يراد بها باطل، لكم عندنا ثلاث خصال:

▪️لا نمنعكم من مساجد الله أن تصلوا فيها .

▪️ ولا نمنعكم الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا .

 ▪️ولا نبدؤكم بحرب حتى تبدؤونا به .

◼️التنمية الاقتصادية

و في مجال التنمية الاقتصادية ، و توفير حاجات المواطنين، نجد نصاً منقولاً في أكثر من مصدر تاريخي ، أن علياً خاطب أهل الكوفة قائلاً: (ما أصبح في الكوفة أحد إلا ناعماً-أي مرفَّهاً-، و إن أدناهم منزلة ليأكل من البر، و يجلس في الظل -له مسكن-، و يشرب من ماء الفرات) .

 و الكوفة في ذلك الوقت ، كانت مصراً عظيماً ، ذات كثافة سكانية ، وتنوع في الأعراق، يقطنه أناس من مختلف الأمصار ، و من مختلف البقاع ، فيها عرب من مختلف قبائلهم ، و فيها موالي أي عجم ، و فيها عسكريون ، و فيها مدنيون ، و فيها أنواع من الناس بتوجهاتهم الفكرية المختلفة ، فيها من كان يحب الإمام ، و فيها من كان يناوئه.

محل الشاهد :

▪️ كانت الكوفة واسعة كبيرة تتصل قراها و جبّاناتها إلى الفرات الأصلي و قرى العذار فهي تبلغ ستة عشر ميلا و ثلثي الميل ، ذكر أن فيها من الدور خمسين ألف دار للعرب من ربيعة و مضر، و أربعة و عشرين ألف دار لسائر العرب ، و ستة آلاف دار لليمن.

▪️مع هذا التنوع يقول : (ما أصبح بالكوفة أحدٌ إلا ناعماً)، أي يعيش النعمة ، يتمتع بالنعم ، أو من النعومة بمعنى: الرخاء ، وهذا يعني أن كل ساكني الكوفة ، سواء من أهلها أو الآتين إليها ، لم يعد فيهم أحدٌ إلا و هو يتمتع بالنعم ، ثم يقول : (إنّ أدناهم مرتبة) الحد الأدنى في حياة أهل الكوفة (ليأكل من البرّ) و هذا يعني أنه لا يوجد جائع في الكوفة ، أقل الناس رتبة في وضعه الاجتماعي و الاقتصادي يتوفر له الطعام الكافي ، (و يجلس في الظل) يمتلك مسكنا يأوي إليه.

▪️فالطعام و السكن متوفر لكل أحد ، و كذا الماء (و يشرب من ماء الفرات).

▪️و لهذا النص تأكيدات جاءت في نصوص أخرى منها أنه مرَّ شيخٌ مكفوف كبير يسأل، فقال أمير المؤمنين ما هذا ؟

فقالوا: يا أمير المؤمنين، نصراني!.

فقال أمير المؤمنين : استعملتموه ، حتى إذا كبر و عجز منعتموه؟! أنفقوا عليه من بيت المال .

▪️لا يوجد فرق عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، بين أن يكون هذا الإنسان مسلماً أو نصرانياً ، يجب أن تتوفر لكل أحد سبل الحياة الكريمة ، و حاجاته الأساس.

وروي أنه: دخل الناس على أمير المؤمنين قبل أن يستشهد بيوم، فشهدوا جميعاً أنّه قد وفّر لهم فيئهم، وظَلَف عن دنياهم ، و لم يرتش في إجراء أحكامهم ، ولم يتناول من بيت مال المسلمين ما يساوي عقالاً ، ولم يأكل من مال نفسه إلا قدر البُلغة، و شهدوا جميعاً أن أبعد الناس منهم بمنزلة أقربهم منه .

▪️وكان الإمام علي (عليه السلام) يحمل قلقاً و همًّا لاحتمال وجود حالة فقر في المناطق البعيدة عن مقرّ خلافته ، يقول (ولَوْ شِئْتُ لاهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ إِلَى مُصَفَّى هَذَا الْعَسَلِ ، ولُبَابِ هَذَا الْقَمْحِ، ونَسَائِجِ هَذَا الْقَزِّ، ولَكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ، ويَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الأطْعِمَةِ ولَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ لا طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ، ولا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ) .

◼️اتجاهات التنمية:

و يمكننا أن نلحظ أن توجهات الإمام في تحقيق التنمية الإنسانية في أبعادها المختلفة، كانت تعتمد ثلاثة مناهج:

▪️الأول: استنهاض الإنسان ليمارس دوره الفاعل في الحياة، و ليفجر طاقاته الكامنة ، وليتسلح بالطموح و علو الهمة.. و في ما نقل من كلام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة و غيره من المصادر ثروة هائلة عظيمة على هذا الصعيد.

▪️الثاني: دعوة الناس للتعاون فيما بينهم ، و التطوع لخدمة بعضهم بعضاً ، والاهتمام بمناطق الضعف و الحاجة في المجتمع ، بما نطلق عليه الآن العمل الأهلي التطوعي ، كقوله في وصيته للحسنين: (أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللَّهِ، وأَلا تَبْغِيَا الدُّنْيَا وإِنْ بَغَتْكُمَا، ولا تَأْسَفَا عَلَى شَيْ‏ءٍ مِنْهَا زُوِيَ عَنْكُمَا، وقُولا بِالْحَقِّ، واعْمَلا لِلأجْر،ِ وكُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً، ولِلْمَظْلُومِ عَوْناً. أُوصِيكُمَا وجَمِيعَ وَلَدِي وأَهْلِي ومَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللَّهِ، ونَظْمِ أَمْرِكُمْ، وصَلاحِ ذَاتِ بَيْنِكُمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا يَقُولُ (صَلاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلاةِ والصِّيَامِ). اللَّهَ اللَّهَ فِي الأيْتَامِ، فَلا تُغِبُّوا أَفْوَاهَهُمْ، ولا يَضِيعُوا بِحَضْرَتِكُمْ) .

▪️الثالث: وضع سياسة الدولة في خدمة التنمية، وهذا ما تؤكده سيرة الإمام مع الشعب، وتوجيهاته للولاة و الموظفين، ومن أبرزها واشملها عهده لمالك الأشتر حين ولاه مصر.

▪️حيث يؤكد الإمام في فقرات هذا العهد على تطبيق العدل والمساواة بين المواطنين ، وحفظ حقوقهم المادية والمعنوية ، وإن اختلفت أديانهم وتوجهاتهم، يقول : (وأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ، وا لْمَحَبَّةَ لَهُمْ، واللُّطْفَ بِهِمْ، ولا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ، فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ: إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ).

▪️و يلفت الإمام نظر والِيه إلى أن مهمته لا تقتصر على أخذ الضرائب من الناس ، و هو ما يطلق عليه جباية الخراج ، بل إنه معني باستصلاح أمور أهل البلد في مختلف جوانبها الدينية و الدنيوية ، وعمارة البلاد ، و مواجهة أي عدوان عليها. يقول : (هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الأشْتَرَ فِي عَهْدِهِ إِلَيْهِ حِينَ وَلاهُ مِصْرَ جِبَايَةَ خَرَاجِهَا وجِهَادَ عَدُوِّهَا واسْتِصْلاحَ أَهْلِهَا وعِمَارَةَ بِلادِهَا) .

◼️التنمية الانتاجية

و يؤكد الإمام على أولوية التنمية وزيادة الإنتاج قائلاً: (ولْيَكُنْ نَظَرُكَ فِي عِمَارَةِ الأرْضِ أَبْلَغَ مِنْ نَظَرِكَ فِي اسْتِجْلابِ الْخَرَاجِ).

ويتحدث الإمام في هذا العهد حول دور كل طبقة من طبقات المجتمع، كالعسكريين والقضاة والموظفين والصناعيين والمزارعين والتجار، في صناعة التنمية، وتحقيق التقدم، محدداً واجبات الدولة في دعمهم والتعامل معهم.

يقول :(واعْلَمْ أَنَّ الرَّعِيَّةَ طَبَقَاتٌ لا يَصْلُحُ بَعْضُهَا إِلا بِبَعْضٍ ولا غِنَى بِبَعْضِهَا عَنْ بَعْضٍ).

▪️ويؤكد على اختيار موظفي الدولة بناءً على الكفاءة والخبرة، وليس بدافع المحسوبية والاستئثار الفئوي. ثم متابعة الإشراف والرقابة عليهم، حتى لا يقصروا في مهامهم، ولا يسيئوا استخدام مواقعهم.

يقول :(ثُمَّ انْظُرْ فِي أُمُورِ عُمَّالِكَ فَاسْتَعْمِلْهُمُ اخْتِبَاراً ولا تُوَلِّهِمْ مُحَابَاةً وأَثَرَةً ... ثُمَّ تَفَقَّدْ أَعْمَالَهُمْ وابْعَثِ الْعُيُونَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ والْوَفَاءِ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ تَعَاهُدَكَ فِي السِّرِّ لِأُمُورِهِمْ حَدْوَةٌ لَهُمْ عَلَى اسْتِعْمَالِ الأمَانَةِ والرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ).

▪️كما يوجّه الإمام الدولة إلى الاهتمام بالفقراء والمحتاجين وذوي الأمراض المزمنة، وأن عليها أن تبحث عن مواقع الضعف والحاجة في المجتمع، وأن تعتمد في رعايتهم على ذوي الثقة وحسن التعامل. يقول :(ثُمَّ اللَّهَ اللَّهَ فِي الطَّبَقَةِ السُّفْلَى مِنَ الَّذِينَ لا حِيلَةَ لَهُمْ مِنَ الْمَسَاكِينِ والْمُحْتَاجِينَ وأَهْلِ الْبُؤْسَى والزَّمْنَى... وتَفَقَّدْ أُمُورَ مَنْ لا يَصِلُ إِلَيْكَ مِنْهُمْ مِمَّنْ تَقْتَحِمُهُ الْعُيُونُ-أي تستصغره- وتَحْقِرُهُ الرِّجَالُ فَفَرِّغْ، لِأُولَئِكَ ثِقَتَكَ مِنْ أَهْلِ الْخَشْيَةِ والتَّوَاضُعِ فَلْيَرْفَعْ إِلَيْكَ أُمُورَهُمْ).

▪️إن عهد الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر يشكل وثيقة سياسية تربوية رائعة، ولا ينبغي أن نقرأه باعتباره برنامجاً للحاكم فقط، بل علينا أن نستلهم منه الرؤية لدور المجتمع في انجاز التنمية الشاملة.

اللهم احفظ الاسلام و اهله

اللهم احفظ العراق و شعبه

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك