حسن المياح ||
تبيان معاني حقائق وكيفية التعامل معه ومعها ...
كل نفس ذائقة الموت، لا إشكال ولا إعتراض ولا تكذيب لهذه الحقيقة الربانية العامة الحاكمة الشاملة، وأنها سنة من السنن الإلهية التي تحكم الكون والمخلوقات ..... ؛ ولكن الإختلاف والتنوع والإستقبال فيها ولها هو في تلقي هذا التذوق المحتم المفروغ من وقوعه الصارم الجازم.وما يكون هذا الإختلاف والتنوع والإستقبال إلا من الحرية في الإختيار والإرادة اللتين تدعوان الى إتخاذ الموقف الحازم الحاسم الجازم، وما يتلوها من تضحية معلومة مقصودة .... وذلك هو الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام الحر المريد، لما إتخذ موقفه الرسالي المؤمن الواعي التضحوي الهادف عندما إستقبل الموت بطيب عذب التذوق وعذوبة المذاق، لما قدم نفسه الزكية قربان تضحية رسالية إلهية لما هو الإصلاح، والعدل، والإستقامة، ومتطلبات ضريبة《عقيدة لا إله إلا الله 》الفاصلة لنوع الوجود الإنساني، والمميزة لمسلك المسيرة الحياتية البشرية.
كثيرآ ما كان الإمام الحسين يذكر الموت، ويترنمه أهزوجة طرب وغناء بموسيقى رنين جرس ألفاظه، الذي كان يتذوقه طعم عذب حقيقة حياة شريفة كريمة خالدة، وكان دائمآ يذكر ويوعظ ويمني لها ( للموت شهادة ) الناس أن يحسوها بوعي، ويفهموها فهم إرادة عزم حر مختار، ويشعروا بطعم ذوقها العذب اللذيذ، الذي لم يخطر تذوق طعم عذوبتها ولذاذتها ونعومة وسهولة ويسر إزدرادها وبلعها، على ذهن وحاسة بشر إلا الذي يقدم على الموت، ويعلم أنه الشهادة ...... وهذا هو الإمام الحسين عليه السلام.
لما خرج الإمام الحسين من مدينة جده رسول الله النبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، خطب بعالي صوته المؤمن الشجاع المضحي الهصور الحزين الشجي المألوم الجهور الصبور لما هي فريضة الجهاد، عندما يستفحل الباطل على الحق، والفساد على الإصلاح، وينحرف سلوك المسيرة الرسالية الإسلامية الصحيحة بفعل سلوك الحكام الطغاة، وتصرف المسؤولين السياسيين الفاسدين المتجبرين الصعاليك الهالكين المستهلكين سلطان تجبر حاكم ظالم مستبد مستأثر، مصرحآ تصريح الإقبال العزوم المستأسد المستبسل الجسور لما هي حركة نهضة إصلاح، وثورة عدل وإستقامة على أساس《 عقيدة لا إله إلا الله 》التي تتطلب إتخاذ موقف رجولي بطولي شجاع بين واضح، وتقديم التضحيات التي هي زاد ووقود فريضة الجهاد الحركي الداعي الى نجاح مسيرة الدعوة الرسالية الإصلاحية، لكل ما هو فاسد وحرام، وظلم وجور، وسلب ونهب، وصعلكة ومكيافيلية مادية نفعية مجرمة سارقة، ولكل ما هو إنحراف وإنحناء، وإنبطاح وإلتواء، وإستحمار وقبول جبان صاغر، وعمالة وخيانة، وما الى ذلك من دروب وشعب، وإنتصابات وجواذب هابطة مهانة، وسلوكات وصوليين إنتهازيين وتوسلات خبيثة مجرمة جبانة ....... وقد جهر القول بكل عنفوان شجاعة موقف حق، وشرف كلام البطولة الرسالية الواعية الحرة المختارة المريدة الذي يطلقه اللسان المؤمن الضرغام الجاهر، لما يلفظ وينطق ويقول ويعلن كلمة الحق والعدل، والإستقامة والإصلاح ....،حيث صرح معلنآ مقولته المؤمنة الطيبة الشجاعة الشهيرة الحزينة الشفيفة الطيبة الطاهرة الصادقة الشريفة ( خط الموت على ولد آدم، مخط القلادة على جيد الفتاة )، وهكذا هو الإمام الحسين الحر الطاهر الشجاع الثائر عندما يصور جمال ورونق وزينة الموت المحتم، كأنه القلادة المصنوعة من أفخر وأغلى وأحلى وأجمل معدن لما تطوق رقبة الفتاة العروس زينة بهاء ليلة عرسها التي تنتظره بفارغ صبرها الملهوف المشتاق لملاقاة الحبيب المعشوق .... لما يكون الموت شهادة في سبيل الله في أي خط من خطوط عدل وصلاح وإستقامة《عقيدة لا إله إلا الله 》لما تكون الهدف والغاية إنجازآ وتطبيقآ .
الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب --- المتخذ جده الرسول النبي محمد بن عبدالله، القدوة العالية المرتفعة السامية القمة، وأباه عليآ بن أبي طالب الأسوة البوصلة الهادية الضرورية المهمة --- يفضل الموت إستشهادآ في سبيل الله، لتصحيح مسيرة الإنحراف التي يفرضها الطغاة الحاكمون، والمسؤولون السياسيون الدكتاتوريون المستبدون الظالمون، مسيرة حياة واقعية بالبلطجة والتجويع، وبالظلم القاهر الفارض والتهديد المجرم الناقم .....، ويفضله شهادة شاهدة فيديوية صورة واضحة لا غبش عليها، وصوتآ صادحآ مبينآ لا غشاشة ضوضاء تعلوه زمجرة تشويش عن نقل واقع حادث معاش بالقوة والإرهاب المستعمر .....، على مسيرة صحبة مسؤول سياسي فاسد مجرم طاغية متفرد حاكم عميل جاهلي منقاد ذليل تبع، وعلى نوال زركشة غش وخداع لصوصية سرقات وصعلكة نهب سحت حرام باطل ظالم ناقم..
، ولذلك صرح وأعلن عن موقفه البطل الشجاع بكل وضوح وشفافية تبيان موقف حال مصلح عزوم مريد عنفوان، بقوله المعصوم الواضح الفاضح ( إني لا أرى الموت إلا شهادة، ولا الحياة مع الظالمين إلا برمآ )، والبرم هو السأم، واليأس، وحياة اللهو العاطل، والضجر، والخواء، والزبد الخبيث الذي يذهب جفاء .
ومسك القول الختام هو أن الإصلاح، لا يكون إلا بقيام دولة عدل، وتأسيس وتشكيل حكومة مؤمنة وطنية صالحة تنشد خط إستقامة عقيدة لا إله إلا الله، سلوك حاكمية طيبة نظيفة، وطاعة قيادة مؤمنة واعية صالحة رشيدة .. وهذا هو الرد القالع الناسف اللاغي لكل نظرية تفكير وأدلجة وتفسير، تقول بأن الإمام الحسين عليه السلام، لم ينهض بثورته الإصلاحية لإقامة دولة إلهية رسالية، وتأسيس حكومة إسلامية صالحة رشيدة راشدة ؛ وإنما خرج الإمام الحسين ثائرآ من أجل الإصلاح، وقتل شهيدآ ..فشهادته وتضحياته كلها من أجل الإصلاح .... ولم يوفق ... وكفى ..وما دروا، وقد غاب عن وعيهم السطحي الهزيل، أن الإصلاح لا يكون إلا إذا كانت هناك حكومة رشيدة عفيفة نظيفة صالحة، ولا ينتج الإصلاح إلا الإصلاح، ونقول لهم تردادآ لنفس كلمتهم الخاتمة، وهي《 وكفى، توضيحآ، وإرشادآ، لكم 》..
ولذلك إستصغر الإمام الحسين عليه السلام الموت بما هو موت طبيعي محتم ..... وأكبر الموت الذي هو الشهادة، تمهيدآ، وتقديمآ، وتضحية، وفداءآ، لهدفه الأساس الأكبر، والأعظم، والغاية، وهدفه ذلك هو : إقامة الحكومة الإسلامية الصالحة العادلة، التي هي أكبر، وأرفع، وأهم، وأسمى، وأرقى، وأوجب، وتحتاج الى التضحية بحياة ونفس ودم الإمام الحسين عليه السلام، وما يملك من عائلة، وأصحاب، وأنصار، وأحباب، وكل من يسير على خطى دربه، درب الشهادة الشجاعة الخالصة .... العذب المذاق، الجوهر اللباب، سلام الله عليهم جميعآ ..
فهل أنتم يا عراقيون الذين ترزحون تحت نير الظلم الحاكم والطغيان اللافح المستبد، والإرهاب والفساد، والحاكمية الحزبية الدكتاتورية المكيافيلية الصعلوكية المتفردة المستبدة، والذين تترنمون عذب لفظ جرس نغمات وموسيقى كلمات الإمام الحسين عليه السلام《 هيهات منا الذلة 》...صادقون، مضحون، تنشدون الموت عز جهاد شهادة بكرامة، وحرية عزم طهور جسور، وإرادة وعي شجاعة مستهامة، وبعنفوان بطولة رسالية وشهامة، لملاقاة الله الحبيب المعشوق بطيب خاطر وعز شوق وسلامة، معيشه حب وود وخلود إقامة.
https://telegram.me/buratha