دراسات

الوطنية الانتقائية...و مايلز غاينز يصفهم (بالسخرية) ...

1499 2023-08-26

كندي الزهيري ||

 

 أغرب من الغريب ، وأعجب من العجب ، يقف المرء على مأساة جيل ، يتحكم فيه من خلف الكيبورد ، بزر إرسال إلى السوشيل ميديا ، يتم التلاعب بالعقول ، وقولبة الحقيقة وصنع دمى بشرية يحركها تطبيق على شاشات الهواتف . أن تحب بلدك أمرًا طبيعي ، إن تدافع عنه هذا واجب مقدس ، إن تتمتع بثرواته هذا حق من حقوقك ، أن يكون هذا البلد أفضل البلدان هذا أملنا ومطلبنا جميعًا ، بالأعمال لا بالأقوال والشعارات . نسمع كثيرًا في هذه الحقبة ، من تهليل و التطبيل بأن أمريكا ستنهي المقاومة في العراق، أو ستحل الحشد الشعبي وغيرها . لنقف قليلًا من هم الذين يطلقون تلك الأخبار المفبركة ؟ ، مجموعة من مدعي الوطنية ، أين يجلسون ، خلف الكيبورد ، ما هدفهم ؟، إثارة المشاكل ببساطة ، وجعل العراق يحترق ، لمصلحة من !لمصلحة من يدفع لهم ، ومن هم ! مجموعة من سياسيين و بعض من الزعامات التي لها يد مع الأمريكي ، ومن مصلحتها أن يبقى العراق في الدائرة الحمراء ، والهدف دوام سلطتهم . نعود إلى العنوان (وطنية انتقائية) . تلك الوطنية التي يراها البعض في ٢٠٠٣م بأن الحكومة ما هي إلا حكومة أمريكية وواجب طردها وطرد الأمريكي ... في ٢٠١٠م الوطنيين يظهرون على الشاشات ويصفون الحكم الحالي حكم صفوي وواجب طرده من العراق ، و في ٢٠١٤ الوطنيين ينتقدون المجاهدين الذين لبوا الفتوى المباركة ،  ب ( لما تذهبون وتحررون أرض ليست بأرضكم )  كأنما العراق ليس واحدًا ، في ٢٠١٩م نريد وطن شلع قلع لا حكم للإسلاميين، نريد بلد علماني،  بإسم الدين باكونه الحرامية ، حتى أصبح شارب الخمر شهيد لديهم  وووو. في ٢٠٢٣م نعم للأمريكي ونحن من الداعمين له، هذا هو حال مدعي الوطنية الانتقائية المزيفة . أن يقيم العراق علاقات مع الجميع مقبول لديهم حتى وإن كانت مع الكيان الصهيوني ، لكن أن تقيم علاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذا مرفوض على سبيل المثال . توغل التركي في العراق ليس خرقا السيادة الوطنية ، قطع المياه ليست انتهاك وحرب على السيادة الوطنية ، الطائرات الحربية الأمريكية تتحرك كيف ما تريد مع الأرتال ، ليس خرقًا السيادة الوطنية قتل قيادات عسكرية في مطار بغداد الدُّوَليّ ليس خرقًا للسيادة ، ظرب القطعات العسكرية العراقية ليست خرقًا للسيادة ، سِفَارة تقيم مناورات عسكرية وإرعاب المواطنين هذا ليس خرقًا للسيادة وغيرها الكثير ، لكن أن تدعم إيران العراق في حربه ضد الإرهاب هذا خرقا السيادة ، أن تعطينه سلاح حتى نحرر أرضنا هذا خرقا السيادة ،أن تصبح هناك علاقات قوية ، هذا انتهاك للسيادة . واليوم يطبلون لدخول الأمريكي واحتلال العراق !، الأمريكي الذي حل الجيش العراقي وقتل الطيارين والعلماء ، الذي فجر بيوتكم وحول نهاركم إلى ليلًا حزين ، أنسيتم دعمهم للإرهابيين ، أنسيتم معتقلات (ابو غريب)، وما حدث فيها من جرائم ، من أدخل داعش ، من سلب خيرات العراق ، من دعم الصوص ، من سعى إلى تقسيم العراق ، من زرع الفتنة ، من أسس الحرب الطائفية ، والخطف والقتل على الهُوِيَّة، من أسقط ثلث العراق بيد المجاميع الإرهابية ، أوليست أمريكا . من الذي منع منذ ٢٠٠٣م إلى يومنا هذا أن يصبح للعراق قوة جوية لكي يحمي سمائه ، من الذي منع تطور العراق ،من الذي يدعم ويحمي الفساد والفاسدين! . بعد كل هذا التطبيل نسمع ويسمعون تصريح المتحدث السابق باسم التحالف الدُّوَليّ "مايلز غاينز " حيث قال ؛ بأن الحديث عن عَلاقة التحركات العسكرية ألأمريكية الأخيرة بسقاط النظام في العراق أو إيران "مثير للسخرية". صدقت فعلًا مثير للسخرية ، ومن يروج له مثير للشفقة فعلًا. الأمريكي يعلم خطورة ذلك ، إذما أقدم على فعلها ، وليس بمقدور تحمل التكاليف مثل هكذا حرب وحده ، ودول التحالف الكثير منها تعاني أزمات اقتصادية وسياسية ، وليست بصدد الدخول في حلف من أجل حرب لا يمكن التكهن بمدى ألانتصار فيها أو حجما لخسائرها . لكن السؤال المهم لما هؤلاء مدعي الوطنية المزيفة صوتهم أعلى !, لكون أقلية ناطقة سلط عليها الإعلام كامراته .. لتتحكم بصورة الاقلبية الصامتة هذا الحال وهذا الواقع ، الوطنية يظهرها هؤلاء ، الذين لم يدافعوا عن العراق يومًا وهم أشد المستفيدين مع الأسف من النظام الحالي ، عكس الوطنيين الذين يدافعون عن تراب هذا البلد ، ولا يقبلون أن يبعدوا اصبعهم عن الزناد ، حتى يتطهر تراب العراق بدمائهم الزكية ، هم أهله وهم الوطنيين ، هم الذين يسعون إلى أن يكون العراق بلد مقتدر متطور عزيز وقوي ، وليس للمدعين الذين يطالبون بدخول المحتل الأمريكي والصهيوني إلى بلدهم . هم أنفسهم الذين عدّ ذراعٍ الفوضوي للمحتل الأمريكي ، فكان لهم دور خسيس في خدمة المشاريع الدموية التخريبية الأمريكية ، صدقا الدولة التي لا تلجم أفواه المنافقين لا تستحق البقاء ، كما قلنا سابقًا الدولة التي لا تحمي مواطنيها ومستقبلهم لا تستحق أن يضحي المرء لأجلها . فلا تطور ولا دوام مع وجود بوق المنافقين والعملاء المحميين من قبل العميل الأكبر ...              

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك