وعن أمّ سلمة عن النبي صلى الله عليه وآله: (المهدي حقّ وهو من ولد فاطمة) (2).
وعن علي (عليه السلام)، عن النبي صلى الله عليه وآله: (المهدي منّا أهل البيت، يصلحه اللَّه في ليلة ) (3).
وعن حذيفة بن اليماني رضى الله عنه قال: خطبنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فذكّرنا بما هو كائن، ثم قال: (لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد، لطوّل اللَّه عزّ وجلّ ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من ولدي اسمه اسمي)، فقال سلمان الفارسي (رض): يا رسول اللَّه من أي ولدك؟ قال صلى الله عليه وآله: (من ولدي هذا) وضرب بيده على الحسين (عليه السلام) (4).
وعن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (أنا سيد النبيين، وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين، وإن أوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب، وآخرهم المهدي) (5).
وقال صاحب عون المعبود في شرح سنن أبي داوود: اعلم أن المشهور بين الكافّة من أهل الإسلام على ممر الأعصار، انه لابُدّفي آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت (عليهم السلام) يُؤيد الدين،ويظهر العدل ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلاميّة،ويُسمّى بالمهدي، ويكون خروج الدجال بعده، وإنّ عيسى (عليه السلام) ينزل بعد المهدي، أو ينزل معه فيساعده على قتل الدجال، ويأتّم بالمهديّ في صلاته، وخرّج أحاديث المهدي جماعة من الأئمة منهم أبو داوود، والترمذي، وابن ماجه، والبزاز، والحاكم، والطبراني وأبو يعلى وإسناد أحاديث هؤلاء بين الصحيح والحسن والضعيف (6).
هكذا نرى بأنَّ الأحاديث والروايات الواردة في المهدي (عج) قد بلغت حدّ التواتر كما صرّح بذلك الكثير من علماء مدرسة الخلفاء، منهم الشوكاني في كتاب عون المعبود وابن كثيرفي البداية والنهاية والحافظ الكتاني في كتاب نظم المتناثر في حديث المتواتر.
ـــــــــــ
(1) تذكرة الخواص: 363، منهاج السنّة لابن تيمية 4: 86.
(2) تاريخ البخاري 3: 363، مستدرك الحاكم 4: 557.
(3) سنن ابن ماجه 2: 1367 باب 34 ح4085 وصواعق ابن حجر: 163.
(4) مقتل الخوارزمي 1: 196، ينابيع المودة 3: 63 باب 93، السيرة الحلبية 1: 193.
(5) فرائد السمطين 2: 313 ح564، وراجع تفصيل ذلك، في الموسوعة أعلام الهداية، الجزء 14 خاتم الأوصياء المهدي المنتظر (عج).
(6) عون المعبود في شرح سنن أبي داوود 11: 362.
......
https://telegram.me/buratha