الصفحة الفكرية

بالفيديو مع ملخص/ محاضرة سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في ملتقى براثا الفكري (التفكك الاجتماعي عشية الظهور تحديات واستحقاقات)

4420 07:12:57 2016-05-10

     

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير     ملتقى براثا الفكري التفكك الاجتماعي عشية الظهور - تحديات واستحقاقات - 28 رجب 1437 هـ الموافق 6 /ايار - مايو /2016م ملخص محاضرة سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في ملتقى براثا الفكري - التفكك الاجتماعي عشية الظهور تحديات واستحقاقات    * تم تناول الكثير من الروايات التي اجمعت على حالة التفرق الاجتماعي ، حينما يرد في الروايات ان الفرج لا يكون حتى يتفل بعضكم في وجه بعض او يلعن بعضكم بعضا ، او حينما يُشار الى تغير جدي في المعايير الاخلاقية او الاجتماعية كما في تحول المنكر الى معروف والمعروف الى منكر وتكذيب الصادق وتصديق الكاذب واتخاذ الرجال الرجال بديلاً عن النساء والنساء النساء وما الى ذلك من مظاهر ، كله يعبر عن حالة التفكك الاجتماعي الذي يسم المجتمع.    * يمكن لنا من خلال الروايات ان نلاحظ ان التفكك على قسمين ، قسم عام وبلا رجعة ، وقسم خاص ولكنه قابل للرجوع والتوحد والتماسك والعودة الى الصفو الاجتماعي ، القسم العام هو الذي سيصيب المجتمعات التي لا علاقة لها بمذهب اهل البيت ص ، اما الخاص هو الذي سيجري في داخل المجتمع الموالي لائمة الهدى ص ، ويبدو ان مشكلة هذا المجتمع لا تكمن في الرغبة الذاتية للتفكك بقدر ما تكمن في مشكلة الصراع والتي تعمل على ضبابية الرؤية لدى هؤلاء .   * التفكك الاجتماعي في عشية الظهور الشريف سواء كان في المجتمع العام او في المجتمعات الخاصة سيفرزان الكثير من حالات الصراع والتجاذب ولربما الاقتتال حتى ، لإن تحدَّث الامام ص عن ظاهرة الشيصباني او ظاهرة البترية او الرايات التي تصطرع في الكوفة ، انما يشير الى حالة وجود التفكك الخاص ، وهذا التفكك معلل بعلل كثيرة ولكن الروايات عادةً ما تشير الى ان العلة الاولى في مثل هذه القضايا هو غياب الامام ص وهو في غاية الطبيعية ، كون الامم حينما لا تكون لها قيادة تتفرق وحينما لا تتبع راساً واحداً ستتبع سبل متعددة ، ومسألة غيبة الامام ص هي ايضاً ليست امراً طبيعياً في الامم ، وواحدة من الطاف الله سبحانه وتعالى بالمجتمع الموالي لاهل البيت ص ، ان هذا المجتمع في الغالب الاعظم سيبقى موالياً لهذا الامام الغائب وان دل على شيء فانما يدل على وجود بنية عقائدية ووجدانية اقوى من كل الوصف الذي ستصاب به مجتمعات التمحيص والغربلة الذي ورد في روايات عديدة.    * ان الائمة ص ركزوا على مفهوم الغربلة والتمحيص والامتحان والاستبدال وما الى ذلك بالشكل الذي وجدنا الامير ص يُمثل المجتمع كجامع بُر وهي الحنطة فينقيها ويصفيها ويشذبها ثم يضعها في خزانة حتى اذا ما عاد اليها رأى ان السوس قد ضر بها ، اي ان مجموعة من هؤلاء خرجوا خارج هذا الاطار ، ثم يعود ويصفيها ، من ازمة الى ازمة في المجتمع تؤدي الى استخراج الرديء من الحسن وهكذا ، هذه الحالة وإن اشاروا ص اليها مبكراً الا ان عصمة الولاء لاهل البيت ص جعلت عملية الغربلة تمر على هؤلاء مروراً خاصاً اكثر منه مروراً عاماً ، بمعنى انها ستتركز على نخبة هؤلاء ولا يكون على المجموع ، وهذا غير الازمات التي تتعرض لها المجموعات الاخرى والتي يلاحظ بها ان التزلزل يحصل على عموم المجتمع ، لذلك يطاح بذلك المجتمع ، اما في مجتمعات الولاء يكون التزلزل خاص بنخبة المجتمع وأصفياءه ، لذلك نسبة الانحراف تكون اضعف بكثير لان النخبة لديهم قابليات الوعي التي تحصنهم .    * مع كل ذلك ومع ان الانظمة السياسية اقترفت مع مدرسة اهل البيت ما من شأنه ان يفكك هذا المجتمع ، من العنف السياسي والقمع الطائفي والافقار الاقتصادي والاجتماعي حيث ان كل الانظمة لعبت على هذه القضية ، ولكن من فضل عصم الولاء التي تمسك بهذا المجتمع لم نراه يتقلص بل راينا احجامه كماً ونوعاً تزداد بشكل كبير ، لذلك حينما نتحدث عن التفكك نتحدث عن حالة طارئة في المجتمع وليست حالة متمادية ومستديمة فيه وتوجد شواهد على ذلك واولاها مايتحدث عنه المعصوم ص عن عميرة بنت نفيل قالت : سمعت الحسين بن علي(عليهما السلام) يقول: " لا يكون الامر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض، ويتفل بعضكم في وجوه بعض، ويشهد بعضكم على بعض بالكفر، ويلعن بعضكم بعضا، فقلت له: ما في ذلك الزمان من خير، فقال الحسين(عليه السلام): الخير كله في ذلك الزمان، يقوم قائمنا، ويدفع ذلك كله ". ايضاً في حديث الامام الباقر  (وذكر عليه السلام) المهدي فقال: (يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت وتصفو له ...) . وفي بعض الروايات يرد ان الامام ص يجد في الكوفة ثلاثة رايات تصطرع ولكن هذا الصراع ينتهي بمجرد مجيء الامام ص الى الكوفة ، يلاحظ ان هذا الاصطراع ينشأ من اختلاف القيادات .    * نجد ان الامام ص يفعل فعله في تصفية النفوس بشكل كبير جداً ، ويرد في الرواية ان هذا الذي يحصل يحصل بناءً على امور عارضة في هذا المجتمع ولكنها قاهرة وهي مما يجب ان ينتبه له ، في الرواية التي يرويها الشيخ النعماني رض يتحدث الامير ص : " يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا - وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض - فقلت: يا أميرالمؤمنين ما عند ذلك من خير، قال: الخير كله عند ذلك، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله وعلى رسوله(صلى الله عليه واله وسلم)،فيقتلهم، ثم يجمعهم الله على أمر واحد ".    * يلاحظ ان هؤلاء الذين يكذبون على الله ورسوله هم فئة قليلة ولكنها تحكمت في عقول وقلوب واهواء ومصالح منعت الناس ان يروا الحق كما هو لذلك اختلفت الشيعة ، واذا ما خرج الامام ص وازاح هذه العصبة عن الانظار عند ذلك سيرى الناس النور واحد ، فوجود ٧٠ رجلاً يكذبون على الله ورسوله هؤلاء ينصّبون انفسهم قادة ومحاور للناس ، لو كان اختلاف هذا المجتمع اختلاف حقيقي لما وجدنا ان ازاحة هؤلاء سيؤدي الى هدى الجميع ، وهذه الرواية لها اهمية ومغزى خاص ، واهميتها ان لا نتسامح في القيادات ابداً وان نيمم انظارنا دوماً الى قيادات لا يمكن ان يتسرب اليها الضلال باي شكل من الاشكال ، لذلك التركيز على مهمة القيادة من قبل المنتظِر واحدة من اصول حسن العاقبة ، من هو القائد ومن هو الذي ننقاد اليه امر في غاية الاهمية والجدية ، ونحتاج الى  الكثير من الحصافة والبصيرة والتدقيق حتى نقول بان هذا الشخص يوصلنا الى حسن العاقبة ولا يضلنا واذا أُقيمت قائمة الفتن لا يخرج بنا عن دائرة الصواب ويتقحم بنا بين هذا وذاك .     * من اين ينشأ الاختلاف على  الامام ص ؟ ، ولو اخذنا مثال بالبترية وانهم شيعة ولا شك كما ان الشيصباني وحركته ايضاً شيعية ، ولكن البترية هم النموذج الاخطر ، لمن اتبعوا فأضلهم عن السبيل اتبعوا اناس سيقولون للامام ص ارجع يا بن فاطمة لا حاجة لنا بك ، هؤلاء هم قيادات ، ومن وقف ضد الامام ص انصاع لهؤلاء ولم ينصاعوا الى الامام ص ، كذلك الخوارج من اي فريق كانوا وكيف تحولوا الى حالة الاستشراس في القتال ضد امير المؤمنين ص ، لاتباعهم قيادات ولوهم امرهم وسلموا عقولهم اليهم لذلك هذا الضلال الذي يسم الناس هو يتحدى المنتظرين وعقبة كئداء امام الظهور الشريف ، ولو ان الامة اتحدت على امر واحد لا يتخلى عنهم الامام ص .    * في واحدة من مسائل التفكك الذي سيبقى لفترة عصي على الامام ص ، اذا لاحظنا زوال المأزق الذي يكون في الكوفة بمجرد مجيء الامام ص ، توجد روايات اخرى تشير الى ان الامام ص لو قد خرج سيلاقي من الناس شدة اكثر مما لاقاه رسول الله ص ، يقول الامام الصادق ص يحدث الفضيل بن يسار رض " إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) من جهال الجاهلية، قلت: وكيف ذاك؟ قال: إن رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، يحتج عليه به، ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر ".  لذلك لا عجب اليوم ممن يشتم المراجع ويفتري على العلماء لكونهم سيفعلون ذلك مع نفس الامام ص ، وهذا الواقع ليس ببعيد عن الكثيرين ، يلاحظ مع خروج الامام ص ستُحل هذه المسألة ، لكن المشكلة في واقعنا الحالي والذي بعده ، فاستحقاقات الانتظار المتعلقة بنا هي ان كل استحقاقات البلاءات ستكون علينا كمنتظرين لذلك يجب بذل الجهود لتلافي التقصير.    * عليه نقول ان الانتظار ليس شعاراً وان حب الامام ص ليس احساساً فقط ، وتبني اطروحة الامام ص ليست مجرد عاطفة ، فهناك مسؤولية كبرى يجب ان ننوء بها حتى لو اصابنا من كَلَب الناس الشيء الكثير بل حتى  لو قُطعنا يجب ان نستمر ولا نهدأ ، والا كيف ترى من تستطيع ان ترشده ولا تقدم له الارشاد ومن تستطيع ان تستنقذه ولا تقدم له سبل الانقاذ ، كون طريق الهدى لا يسير فيه الكثيرين ، وقد يخرجون منه مع اول هزة وغربلة وتمحيص.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك