عندما بدأت الإمارات العربية المتحدة معركة الشهر الماضي للاستيلاء على مدينة الحديدة الاستراتيجية اليمنية، كان المسؤولون الإماراتيون واثقين من تحقيق انتصار سريع.
لكن دبلوماسيين إماراتيين ودوليين قالوا يوم الأحد إن تحديات حرب المدن أوقفت الهجوم، ووسط موجة من النشاط الدبلوماسي تهدف إلى وقف الحرب الأهلية المريرة أوقفت الإمارات القتال مؤقتا للمدينة، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
وأدت المعركة إلى غضب دبلوماسي دولي كبير بسبب القلق على سلامة سكان المدينة البالغ عددهم 600 ألف نسمة والتهديد الذي يمكن أن يؤدي به القتال إلى تعطيل خطوط الإمداد بالمساعدة الإنسانية العاجلة إلى ثمانية ملايين آخرين في اليمن، وفقا للصحيفة.
وأعلنت الأمم المتحدة أن اليمن أسوأ كارثة إنسانية في العالم. وتمثل المساعدات التي تصل إلى ميناء البحر الأحمر نحو 70 في المئة من الواردات في بلد يعتمد ثلثا سكانه البالغ عددهم 29 مليون نسمة على المساعدات الدولية.
وقال دبلوماسيون على دراية بالعملية إن الضغوط الدبلوماسية على الهجوم بما في ذلك من المسؤولين الأمريكيين ضخت حياة جديدة في اتفاق محتمل لوقف اطلاق النار والسلام.
ولم يُسمح للمسؤولين بالإفصاح إلى وسائل الإعلام عن مزيد من التفاصيل، بسبب حساسية المحادثات الجارية بين مسؤولي الأمم المتحدة والقيادة الحوثية والحكومات الإماراتية والسعودية والرئيس هادي المدعوم ماليا من السعودية، وفقا للصحيفة.
وقالت الصحيفة: "سبب آخر لبطء الهجوم هو أن المسؤولين الإماراتيين قالوا إنهم لا يريدون الدخول في حرب المدن، لأنهم ووكلائهم المحليين غير مجهزين للتعامل مع القتال من شارع إلى شارع.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، أعلن أن بلاده قررت وقف حملتها على مدينة الحديدة غرب اليمن مؤقتا، لإتاحة الوقت الكافي للمبعوث الأممي مارتن غريفيث للوصول إلى انسحاب غير مشروط للحوثيون من المدينة والميناء.
وكتب قرقاش، صباح الأحد، عبر حسابه على موقع "تويتر": "نرحب باستمرار الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث للوصول إلى انسحاب غير مشروط للحوثيين من المدينة والميناء، نحن أوقفنا حملتنا مؤقتا لإتاحة الوقت الكاف لاستكشاف هذا الخيار بشكل كامل، ونأمل أن ينجح".
https://telegram.me/buratha