نشر الإعلام الحربي التابع لجماعة "أنصار الله" اليمنية، مقطعا مصورا، لعسكري سوداني سلم نفسه لمسلحي الجماعة خلال المعارك الدائرة في جبهة جيزان.
وتحدث العسكري وهو رقيب سوداني، عن حيثيات مشاركته وجيش بلاده في القتال بين صفوف التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، مصرحا بأقوال خطيرة.
وقال المجند إن "مشروع السعودية هو مشروع صهيوني وإن كل السلاح والعتاد الذي يصل إليهم سلاح أمريكي". كما لفت إلى أن الجنود السودانيين يتعرضون للإهانات والاحتقار من زملائهم السعوديين في المتارس.
وقال إنه منذ قرر الفرار، تعرض لمحاولات اغتيال.
ونصح العسكري "زملاءه السودانيين بالانسحاب من اليمن لأن أهل اليمن يقاتلون على أرضهم وعرضهم"، شاكرا معاملة الجيش اليمني واللجان الشعبية التابعة للجماعة على كرمهم وحسن معاملتهم إياه.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير، أصدر توجيها حاسما بشأن التعاون بين القوات المسلحة السودانية والقوات المسلحة في المملكة العربية السعودية، اليوم الثلاثاء.
وجه البشير بضرورة تعزيز وتفعيل كل قنوات التعاون بين القوات المسلحة السودانية والقوات المسلحة في المملكة العربية السعودية، والعمل المشترك بينهما من خلال المشروعات الكبيرة والمناورة.
جاء ذلك خلال لقائه الفريق أول ركن طيار فياض بن حامد الرويلي، رئيس هيئة الأركان العامة بالقوات المسلحة السعودية، ببيت الضيافة بالخرطوم، اليوم، وفقا لوكالة السودان الرسمية للأنباء.
وأكد البشير أن "أمن الحرمين الشريفين خط أحمر وأن ما يقوم به السودان واجب مقدس وأخلاقي"، مبينا أن "القوات المسلحة السودانية ستظل موجودة بالتحالف وفقا للالتزام بين البلدين".
ومنذ 26 مارس/آذار 2015، ينفذ التحالف العربي (السودان عضو فيه وتقوده السعودية) عمليات عسكرية في اليمن دعما للقوات الحكومية، في مواجهة مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) المتهمين بتلقي دعم إيراني، والذين يسيطرون على محافظات يمنية بينها العاصمة صنعاء منذ عام 2014.
وأعلن الرئيس السوداني جاهزية بلاده للدفع بالمزيد من القوات العسكرية في إطار التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، "لأن استقرار السعودية يعزز جهود الأمة الإسلامية والعربية، ويدفع الشرور عن المنطقة العربية".
و أكد الفريق أول ركن كمال عبد المعروف، رئيس هيئة الأركان المشتركة السوداية، في تصريح صحفي عقب اللقاء أن العلاقات بين السودان والمملكة "أزلية وتاريخية ومتجذرة".
وأشار إلى أن "زيارة رئيس هيئة الأركان العامة السعودي للبلاد تأتي في ظروف بالغة التعقيد لما تتعرض له منطقة البحر الأحمر من تحديات كبيرة".
وقال إن "القوات المسلحة السودانية في مشروع التحالف تقوم بأدوار كبيرة والمملكة تقدر هذه الأدوار للقوات السودانية في التحالف من بسالة الجندي السوداني والسمعة الطيبة".
من جهته، امتدح رئيس أركان الجيش السعودي "بسالة قوات الجيش السوداني، والنجاحات الكبيرة التي حققتها في معارك الحد الجنوبي للمملكة".
وأكد الرويلي بحسب شبكة الشروق السودانية"حرصهم على تطوير التعاون بين القوات المسلحة السودانية والسعودية، ليشمل كافة المجالات التي تعزز القدرات الدفاعية للبلدين".
ووصل الفريق الرويلي إلى العاصمة الخرطوم، الاثنين، في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام.
وقال مصدر دبلوماسي في السفارة السعودية، إن زيارة الرويلي مجدولة منذ أكثر من شهرين، وحدد وقتها بالتزامن مع التدريب المشترك "نصرة الحق 1"، وتخريج ضباط سعوديين في دورة الأركان، بحسب شبكة الشروق السودانية.
ولم يعلن السودان رسميا تعداد قواته المشاركة في عمليات التحالف، لكنه سبق أن أبدى استعداده لإرسال ستة آلاف جندي إلى اليمن.
ومؤخرا، تزايدت دعوات أحزاب وبرلمانيين سودانيين لسحب قوات جيش البلاد من اليمن، حفاظا على أرواح جنوده، ولتأثير هذه المشاركة على العلاقات بين الشعبين اليمني والسوداني.
وفي أكثر من مناسبة، تمسك مسؤولون سودانيون، في مقدمتهم الرئيس عمر البشير وقادة الجيش، باستمرار مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن، "حماية للمقدسات الإسلامية" في السعودية.
https://telegram.me/buratha