هاشم علوي ||
امس الاول حضرت حلقة نقاشية علمية (سمنار) لزميلين طالبين في كلية الاداب برنامج الدكتوراة في التاريخ احدى الخطط بالتاريخ القديم والثانية بالتاريخ الاسلامي بحضور كوكبة من اساتذة التاريخ بجامعة إب وعددمن طلبة الدراسات العليا بالكلية.
سعدت كثيراً بالحضور والمداخلات والنقاش والردود حول الخطتين وكنت اتمنى ان تكون لي مداخلة فيهما لكني استحسنت المتابعة على ان اخوض في تخصص غير تخصصي وفي حضرة علماء التاريخ القديم والاسلامي والحديث والمعاصر وآثرت الصمت انطلاقا من قاعدة اذا وجدالماء بطل التيمم.
بقدرسعادتي بذلك الحضور بقدر ماخرجت ولدي احساس بالالم والوجع لما آلت اليه آثاروتاريخ وحضارة اليمن التي يصل عمرها الى سبعة آلالاف عام وبدأت الذاكرة تسترجع الاحداث وتستدعي التاريخ الشاهدعلى حضارة وتاريخ اليمن السعيد وما آلت اليه اوضاع الاثار والحضارة اليمنية قبل وبعد العدوان وكأني وصلت الى نتيجة ان تاريخ وحضارة وآثار اليمن مسروقة قبل وبعد العدوان ولكن السرقة ازدادت بعدالعدوان السعوصهيوامريكي وبوقاحة واعمال تستهدف تغييروتزوير التاريخ.على عيون العالم وبصره فالتحالف العدواني استهدف المواقع الاثرية والتاريخية بالقصف والتدمير باسلوب حاقد سواء في صنعاء عاصمة التاريخ ومدينة سام بن نوح او قلعة قاهرة المعز او سد مارب وعرش بلقيس بصرواح وبراقش وغيرها من الحصون والقلاع التي استهدفها طيران الحقد السعوصهيوامريكي هذا من جانب ومن جانب آخر سعت دول العدوان منذ ان وطئت اقدام بعرانها الارض اليمنية الى تغيير معالم التاريخ والجغرافيا الازلية فادعت دويلة الامارات تبعية ارخبيل جزر سوقطرة لها وسرقت منها اشجار دم الاخوين التي لاتوجد سوى بهذه الجزيرة اليمنية والمحمية ضمن قائمة التراث العالمي لدى المنظمات الدولية مثلها مثل صنعاء وزبيد وشهارة حضرموت وغيرها من المدن التاريخية العريقة. دويلة الامارات الطارئة على التاريخ والجغرافيا سرقت الطيور والنباتات النادرة والاحجار والشواطئ والتربة من هذه الجزيرة.
ودول العدوان وادواتها استغلت العدوان لنهب محتويات المتحف الوطني بمدينة تعز وسرقت التماثيل والمخطوطات وكل مافي المتحف وكما فعلت في متحف عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية المحتلة.
عمليات نهب الآثار اليمنية بالمحافظات المحتلة تسير على قدم وساق ويتم تهريب القطع الاثرية عبردول العدوان وسماسرة الداخل بائعي الاوطان والتاريخ حتى وصلت القطع الاثرية الى متاحف دول العدوان ومحلات ومراكز المزاد العلني في دول اوروبا وامريكا وهي معروفة ومعرفة على انها يمنية والمناطق التي نهبت منها والحقب الزمنية التي ترجع اليها.
آثار اليمن ليست وحدها المسروقة بل وصل النهب واللصوصية الى المخطوطات اليمنية النادرة والاصلية وشهدت تهريبا ونهبا وبيعا بالمزادات العالمية فكثيرة من المراكز المتخصصة بالتراث بدول اوروبا كبريطانيا وفرنسا وبلجيكا تحوي مخطوطات يمنية نادرة تم تهريبها عبر عصابات متخصصة وعبر ادوات العدوان السعوصهيوامريكي.
السرقات الفاضحة انتجت نزاعات فيما بين ادوات العدوان وتسهيل اعمال نبش المواقع الاثرية وكلا يقدم نفسه قوادا للتاريخ لدى اسياده الاجانب.
المراحل السابقة لم تكن افضل حالا من الان فمثلما انتج العدوان جماعات تتاجر بالوطن والتاريخ فنظام صالح العفاشي انتج تجار بصفات رسمية بجوازات دبلوماسية كانت تعمل من مواقعها الوظيفية الرسمية في تجارة الآثاروتهريبها ولا ادل على ذلك ماوجدفي بدرومات فلل مهدي مقولة احد المقربين من النظام السابق من مئات القطع الاثرية والتحف النادرة والمخطوطات القديمة والتي تعدالى حقب العصرالقديم السبئي والحميري وقبل سنوات تناولت وسائل اعلام سرقة قطع اثرية من المتحف الوطني بصنعاء لم يعرف من قام بها وهكذا فكثير من اللصوص العرب والاجانب والمحليين رأو في تهريب الاثار تجارة رابحة بلا وعي بانهم يتاجرون بتاريخ وحضارة وطنهم العريق الذي تظرب جذوره في اعماق التاريخ وآخر التقليعات الللصوصية ان يحمل احداليهود اليمنيين المهاجرين الى اسرائيل مخطوطة التوراة النادرة والتي لاتوجد لها مثيل سوى باليمن ويقدمها لرئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو.
الحرب على الاثار اليمنية بالتدمير والنهب والتهريب يحمل الجهات المعنية مسؤلية الحفاظ على تاريخ وحضارة اليمن ورفع مستوى الوعي باهمية الحفاظ عليها لدى المواطنين حال اكتشاف موقع اثري او تماثيل او مومياءات او غيرها من النقوش ومنع العبث بها وابلاغ الجهات الرسمية بمواقعها وتتطلب المرحلة فتح اقسام وتخصصات وكليات متخصصة بالاثار لتخريج الآثاريين الذين يعول عليهم البحث والتنقيب ودراسة المواقع والنقوش والقطع الاثرية واستخدام الاساليب الحديثة لحمايتها والتنقيب عنها وحماية المخطوطات من التلف والنهب والتهريب.
المرحلة تستدعي وعيا مجتمعيا باهمية الاثار فاليمن غني بآثاره وعريق بتاريخه ومحفوظ بجهود الشرفاء المخلصين العارفين بقدر التاريخ اليمني وعراقته فقد صارت الدويلات الطارئة تتطاول على التاريخ اليمني بالسرقة ونسبة الارض ومافي باطنها من آثار الى زمن البلاستيشن وبول البعير الخليجي.
كما ان اصدار الكتب والخرائط الجديدة لن تغير من معالم التاريخ شيئاً بقدر ماتفضح اللصوص من سرق آثار العراق وسوريا ومصر واليمن.
انها حرب من نوع آخر يحب الانتباه لها فالمتربصون كثر.
الله اكبر الموت لامريكا
امريكا ام الارهاب
https://telegram.me/buratha