اليمن

اليمن وبايدن..!


 

إكرام المحاقري ||

·        هل سيكون "بايدن" حمامة سلام!! أم أنه سيقود الحرب الباردة في المنطقة؟!

 

فليكن الماض القريب والحاضر المعاصر لكل شخص، هو واجهة لما يخفيه مستقبله من سلام أو مؤامرات، فعندما يكون المبعوث لإقامة السلام، هو ذاته من وقف بكل حفاوة في صف العدوان ويهدد بتصنيف (أنصار الله) كـ تنظيم إرهابي إذا لم يخضعوا للشروط الإمريكية، فـ على السلام ما كان على غيره.

لكن، ماذا عن من لبس قناع الإنسانية من جديد وهو من حتم بضرورة خلق "إسرائيل" من عدم الوجود؟! وماذا عن الديموقراطية التي لاتحترم الحقوق، ولا تقبل بحرية الشعوب.

أصبحت الساحة السياسية العربية محطة للعب قوى الإستكبار العالمي، بينما أصبحت جغرافية اليمن محض توجهات السياسة الأمريكية الجديدة، كما هو حال القديمة والتي أحرقها "ترامب" بصراحته الزائدة، والتي كان لابد منها.

وكأن المبعوث الأممي "مارتن غريفيث" قد فشل في تجسيد الإنسانية الأمريكية وتمثيل الدور المسرحي بالشكل المناسب، لذلك اتخذ الرئيس الأمريكي الجديد "بايدن" سياسة الصراحة سبيلا له لكن بطريقة أخرى، وليكن الماض المقيت للمبعوث الأمريكي "تيموثي" هو من يوضح حقيقة وظيفته في اليمن، كما يوضح حقيقة صراحة "بايدن"!!

بعيدا عن كل ماحدث في البلدان التي تدخلت فيها "أمريكا" سياسيا وعسكريا، وبعيدا عن التحركات السلبية للأنظمة الإرهابية في الرقعة العربية والتي مهدت السبيل لتغلغل الثقافات التكفيرية في المنطقة لصالح السياسة الأمريكية، وليكن الحديث هو عن جديد الجديد "بايدن" وعن مصير المعركة في اليمن.

حيث وقد بدأت الحرب الناعمة بتكشير أنيابها للعض من الداخل وتحريك ورقة التناقض مابين الشعب والقيادة تحت ذريعة "السلام الأمريكي" والرفض اليمني، وهكذا تريد السياسة الأمريكة مواصلة مشوار العدوان من جهة، ومن جهة أخرى التنصل عن مسؤولية ما حدث خلال ما يقارب الـ سبعة اعوام من العدوان والدمار.

واللقاء المسؤولية على عاتق المملكة السعودية، أما الإمارات فقد اتقنت لعبة الحبال بتصريحات "قرقاش" المتعاقبة عن الإنسحاب من اليمن وتحركهم الواسع بما يسمى "الإنتقالي" وقد فشلت السعودية في أن تخطوا هذه الخطوة، حين فشلت قوات شرعية العدوان بمواجهة قوات الإنتقالي وكل قوة محسوبة على طرف نزاع كما هي تصريحاتهم، والحقيقة أن جميعهم يخدم المصلحة "الصهيوأمريكية" في المنطقة.

أراد الرئيس "بايدن" أن يكون حمامة سلام عندما فتح الملف اليمني، لكن السلام الصهيوني هو الذي يريده بايدن للمنطقة، إستسلام وخنوع.. فكل ما قام به "بايدن" من خطوات للسلام تعتبر تناقضات لاغير، فالقضية ليست مجرد تجميد صفقات بيع الإسلحة للسعودية وغيرها، وليست قضية مصالحة وطنية.

فما يجب على "بايدن" عمله هو إعلان وقف العدوان على اليمن ومن واشنطن، العاصمة التي تم إعلان قرار العدوان منها، وتفعيل القرار قيد للتنفيذ في أرض الواقع، ورفع الحصار عن اليمن بشكل عام سواء في المنافذ الجوية أو البحرية، واعادة البنك للعاصمة صنعاء وصرف مرتبات الموظفين، وغير ذلك يبقى شكل من أشكال مواصلة العدوان واستنزاف مقدرات اليمن وثرواته لصالح المحتل.

لم تكن السياسة الأمريكية في يوم من الأيام منصفة للضحية، فـ هذه السياسة هي من خلقت النزاعات واشعلت الحروب في المنطفة، وهي من حصرت الأنظمة العربية في زاوية العمالة للوبي الصهيوني، وجندتهم جواسيس تابعين للموساد، لهذا تلاعبت أمريكا بورقة السلام والجمهورية.. ومؤخرا بورقة الديموقراطية في الجزيرة العربية.

لا ندري ما تحمله طيات الأيام القادمة في اليمن، لكن من نثق به هو الوعي الراسخ للشعب اليمني والقرارات الحكيمة للقيادة اليمنية، حتى وان كان خيار مواصلة الحرب لـ6 اعوام قادمة، فلا يجب المساومة على كرامة الوطن وثروات الشعب في الشمال والجنوب.

كما لا يجب أن تنطلي على القرارات اليمنية أُحجية الإنفصال، والتي تُمهد للعدو الصهيوني السيطرة الكاملة على باب المندب على طبق من ذهب، فنهاية العمالة السعودية والإمارتية ودول العدوان بشكل عام باتت واضحة، لكن ماذا عن نهاية المشروع الأمريكي في المنطقة؟! وماذا عن تواجد القوات الصهيونية في الأراضي اليمنية، لن نستبق الاحداث فالأيام القادمة حبلى بالمفاجأت، وإن غدا لناظره قريب.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك