عدنان علامه||
عادة نترقب جميعاً العميد يحيي سريع ليعطينا الخبر اليقين حول تقدم رجال الله في الميدان. ولكن من خلال متابعة مجريات الأحداث بتنا مؤخراً نستنتج أخبار الإنتصارات الإستراتيجية في الجبهات من خلال تحركات المبعوث الأممي مارتن غريفيث المشبوهة. فنلاحظه يتحرك بسرعة البرق في تلبية حاجات قادة العدوان بينما نلاحظ أن سرعته تتناقص إلى سرعة السلحفاة للتخفيف من معاناة اليمنيين التي أعترف بها بشكل جلي وواضح لا لبس فيه خلال زيارته المفاجئة إلى إيران. وآمل التركيز على ما قاله المتحدث الرسمي بإسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك:- “ناقش ظريف وغريفيث الحاجة الملحة لإحراز تقدم نحو وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وفتح مطار صنعاء وتخفيف القيود على موانئ الحديدة”.
وتصف الأمم المتحدة الوضع في اليمن بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج 80 في المئة من سكانه للمساعدات ويعيش الملايين على شفا المجاعة.
وهذا الإعتراف الخطير يثبت وبالدليل الملموس بأن الأمم المتحدة هي طرف رئيسي متآمر مع قادة دول العدوان لتنفيذ أهدافهم الذي يستعمل الحصار لتجويع الشعب اليمني لتحصيل تنازلات سياسية. وهذه جريمة حربم وصوفة وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي؛ بينما تقف الأمم المتحدة موقف المتفرج ومكتوفة الأيدي أَمام معاناة الملايين من الشعب اليمني؛ بحيث لم نلمس أي خطوة عملية لتنفيذ ما ذكره دوجاريك.
فغريفيث تحرك "لأول مرة" عندما شكل سقوط أحد المحاور أو المناطق خطراً وجودياً على قوات العدوان والإحتلال في المديريات والمحافظات اليمنية بشكل عام وفي مأرب بشكل خاص. فلنراجع كيفية تدخل غريفيث بقوة مستغلاً منصبه الدولي لإنقاذ ضباط، وجنود ومرتزقة دول العدوان من هزائم نكراء مذلة. وإن تكرار الأمر يؤكد بأن الأمم المتحدة هي طرف متآمر مع دول العدوان وتنسق معه في كل صغيرة وكبيرة.
فكان التدخل الأول لغريفيث بعد الهزائم الحديدة، الدريهمي والساحل الغربي. وقد شهدت مدينة الحديدة صد العديد من الزحوفات على عدة مراحل:-
v المرحلة الأولى: 13–22 يونيو 2018
v المرحلة الثانية: 9–16 سبتمبر 2018
v المرحلة الثالثة: 1–13 نوفمبر 2018
وانتهت بأتفاق ستوكهولم بتاريخ 13 كانون الأول/ ديسمبر 2018 وصدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2451 حول مدينة ومحافظة الحديدة بتاريخ 21 كانون الأول/ ديسمبر 2018. ونصّ القرار على وقف إطلاق النار في الحديدة فقط.
ونتيجة لتصرفات غريفيث المنحازة هاجم "أنصار الله"، المبعوث سلام الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث بشكل عنيف جداً حيث قال الناطق بإسم التنظيم رئيس وفدها التفاوضي محمد عبد السلام يوم الاثنين بتاريخ 04/03/2019 إن "مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، كما يبدو لنا، ليس مبعوثا للأمم المتحدة وإنما مبعوثا إنجليزيا يمثل بريطانيا خاصة بعد توضيح وزارة الخارجية البريطانية أهدافها وموقفها بوضوح والذي ينسجم مع عرقلة الاتفاق".
وكان التدخل الثاني عندما زار غريفيث "لأول مرة" مدينة مأرب للحد من إندفاع قوات أنصار الله نحو مأرب وتحريرها. وهذا ما قالته أخبار الأمم المتحدة عن أسباب الزيارة:-
أجرى المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن زيارة يوم السبت 7 آذار/مارس 2020 إلى مأرب شمالي اليمن، حيث التقى مع المحافظ وفريقه، مؤكدا أنه جاء ليلتقي بالسلطات المحلية وزعماء القبائل والمجتمع المدني والنساء والشباب والنازحين، للاستماع إلى مخاوفهم ونقلها إلى العالم.
وتأتي زيارة المبعوث الخاص إلى اليمن بعد أيام من سيطرة الحوثيين على مدينة الحزم في الجوف القريبة، مما يثير مخاوف من أن تكون مأرب هي الهدف التالي. وتُعدّ المدينة ملاذا لمئات الآلاف من اليمنيين الفارّين من القتال في الجوف وغيرها من المناطق الأخرى في اليمن، كما أنها غنية بالنفط.
وقال السيّد غريفيثس في مؤتمر صحفي من مأرب، "إن اليمن يمر بمنعطف حرج: إما إسكات البنادق واستئناف العملية السياسية، أو الانزلاق في نزاع واسع النطاق ومعاناة رأيتموها هنا في مأرب.
وكان التدخل الثالث مطلع هذا الإسبوع ويدو أن قادة تحالف العدوان طلبت منه على عجل السفر إلى إيران والعمل على وقف إطلاق النار فوراً في مأرب قبل سقوطها بيد الحوثيين آخذين بعين الإعتبار بأن الناطق الرسمي بإسم الجيش اليمني لم يعلن عن إي نشاط في جبهة مأرب. فصعّد من لهجة خطابه للمرة الأولى باتجاه "أنصار الله" بشكل خطير جداً معتبراً تحرير الأراضي المحتلة في اليمن أعمالاً عدائيةً فقال "إن التسوية السياسية التفاوضية التي تلبي تطلعات الشعب اليمني هي الحل الوحيد المستدام لإنهاء الصراع".
وغرّد غريفيث في صفحته على تويتر “قلق للغاية من استئناف للأعمال العدائية في محافظة مأرب خاصة في وقت تجدد فيه الزخم الدبلوماسي لإنهاء الحرب في اليمن واستئناف العملية السياسية”.
ان تصرفات غريفيت تثبت بأن الأمم المتحدة هي شريك متآمر مع تحالف العدوان وأن التدخلات الموثقة لغريفيث توثق بأنه ينفذ أوامر تحالف العدوان وينقل مطالبهم. وبناءاً عليه؛ فأن جمعية الأمم المتحدة شريكة أساسية لتحالف دول العدوان ومتآمرة معه ضد مصالح الشعب اليمني بدلاً من أن تقوم بواجبها ومهامها لتخفيف معاناة الشعب اليمني.
وسيتخذ قادة أنصار الله القرارت المناسبة للتعامل مع غريفيث والأمم المتحدة. فهم على مر التاريخ أهل الحكمة والإيمان.
وإن غداً لناظره قريب
10/02/2021
https://telegram.me/buratha