اليمن

التنظيمات الإرهابية..عدو في باكستان وصديق في اليمن !!


 

إكرام المحاقري ||

 

حين ما روجت السياسة الأمريكية للتنظيمات الإهاربية في المنطقة، كاد صداها أن يغزو العالم إجراما وعبثا، وما بين دعم معلن ومعارك وهمية، استطاعت السياسة الأمريكية أن تمرر المخططات الإرهابية في أي دولة تشاء، وحين يُستهدف الإرهابيين في افغانستان ويُدعمون في اليمن من أجل نصرة القضية الصهيونية، كان يجب على تلك السياسة المختبئة أن تقف خلف طاولة المساءلة القانونية، والمؤسف هو أن هذه السياسة أصبحت هي القانون بذاته!!

إبان تحركات بن لادن، قامت قيامة الجيوش الأمريكية، واستنفرت من أجل محاربة "الإرهاب"، وهكذا فعلوا في العراق، أما في سوريا فالحال فيها هو كالحال في اليمن، وبدأت المخططات الأمريكية تتكشف حتى باتت على قاب قوسين أو أدنى من السقوط في الهاوية، فالتحركات بالنسبة للتنظيمات الإرهابية المتمثلة بـ "القاعدة ـ و ـ داعش" باتت محط الشبهة للضحية نفسها، وما حدث في اليمن مؤخرا كان طامة بحق تلك التنظيمات التي فقدت هيبتها تحت لواء أمريكا، وما حدث لهم في محافظة (البيضاء) من التنكيل كان أكبر شاهد على وضعهم الضعيف الذي لا يقل عن وضع جيوش العدوان ومرتزقتهم.

فأمريكا مؤخرا قد حركت جميع أحجار الشطرنج قاصدة بذلك الكسب الغير العادل، لكنها تعثرت في تحريك حجر الملك والذي تمثل في التنظيمات الإرهابية، فتحريكها قد أزاح الستار عن مخططات العدو الصهيوني في المنطقة، وكشف حقيقة "القاعدة ـ و ـ داعش" لمن ينتمون اليها ومن يحاربون وماهية القضية التي يتحركون من أجلها، فهم ليسوا إلا أداة أمريكية قذرة، يتقمصون ثوب الإسلام وهم الد الخصام.

حين غاب الوعي عن المجتمعات المسلمة تبجحت السياسة الأمريكية في المنطقة كمنقذ للأمة الإسلامية من هلاك الإرهاب الذي صنعوه هم، لذلك قدمت التنظيمات الإرهابية كعدو لأمريكا، ومن أجل محاربتها فقد تغلغت الجيوش الأمريكية في تلك المناطق والدول التي تتواجد فيها، ليس بغية لتطهيرها بل من أجل احتلالها وهذا ما حدث في "باكستان"، لكن الواقع الراهن كما يقال هو زمن كشف الحقائق، وفيه وقعت تلك التنظيمات في هاوية ال الانكشاف الواضح وأصبحت تمثل أمريكا رأسا دون أي ستار، وأصبحت الشعوب في المنطقة تعي ذلك جيدا، وهذا ما أفسد اللعبة "الصهيو-أمريكية"، لكنه لم يردعهم تماما ولكنهم حاولوا المكابرة واللعب على المكشوف، لكن ليس لهم سبيل في اليمن !!

فالخطوة التي قام بها تحالف العدوان باشراف من العدو الصهيو-أمريكي، كانت خطوة للوراء، فالقاعدة وداعش لن يكونوا أولي قوة واولي بأس شديد مقارنة بالمرتزقة الأخرين، فالجميع قد ناله من الخزي ما نال أمريكا، والضربات اليمنية قد قصمت العمود الفقري للعدوان، حتى وإن جندوا كل من يحمل في يده سكين ومنشار، فالوضع في اليمن يختلف كليا عن الوضع في القنصلية السعودية في تركيا!! ولهذه الجملة حسابات تعرفها تلك التنظيمات الصهيونية كما يعرفها الساسة الأمريكيين من جمهوريين وديموقراطيين.

ختاما:

التنظيمات الإرهابية هي صنيعة أمريكا سواء بقيادة بن لادن أو البغدادي أو بلعيدي، فجميعهم عملاء ويخدمون المشروع الصهيوني وينفرون الإنسان عن الإسلام، كان ذلك هدفهم لكنهم وقعوا في شراك العنكبوت وأصبحوا واهنيين في مواجهة اليمنيين، فجميع المرتزقة قد تراجعوا للخلف في كل مواجهة، ومن ضمنهم القاعدة وداعش، فاليمن لا يوجد في سطحها أرض للمحتل ولا للمرتزقة قرار، بل أن في باطنها مقبرة واسعة للغزاة، وإذا أراد العدو الصهيوني استعراض عضلاته فعليه ألا يتراجع، لكن عليه أن يدرك أن الرصاصة التي ستردعه في اليمن لن تتوقف إلا عندما تطهر الاراضي الفلسطينية، فالقضية بالنسبة لليمنيين هي القضية، وإن غدا لناظره قريب.

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك