🖋 قاسم سلمان العبودي ||
بعد أن هدأ النفوس ، وأستبشرت خيراً للأنجازات الكبيرة التي حققتها المقاومة الأسلامية في محور فلسطين المحتلة ، ربما أنشغلت الأقلام عن محور اليمن الباسل ، بأيضاح منجزاته العسكرية الكبرى على أكثر من جبهه . في الوقت الذي تتواصل به الضربات الجوية والبرية اليمنية على مرتزقة ال سعود ، فأن الأمر بات محسوماً بالنصر ، وأن سعي الولايات المتحدة ، لألقاء طوق النجاة من خلال مبعوثها مارتن غريفيث الى اليمن ، ماهو ألا ترجمة علنية وواضحة للأنجاز الكبير الذي قدمته اللجان في جبهة مأرب ، وتضييق الخناق على المرتزقة الذين حاولوا التسلل عبر الطرق النيسمية .
نجاح المحور المقاوم في فلسطين ، أعطى زخماً كبير للمقاوم اليمني ، الذي لم يتأثر أدائه العسكري طوال السنوات المنصرمة . لذلك أسرعت واشنطن بأرسال مبعوثها الى اليمن في محاولة لأنقاذ ما تبقى من هيبة آل سعود التي سحقت تحت أقدام الشباب اليمني . حمل مبعوث واشنطن مذكرة تفاهم تقضي بأنسحاب المرتزقة السعوديين ، وأيقاف الحرب ، مقابل تقسيم اليمن على على أساس وحدات أدارية تتمتع بحكم ذاتي ، في محاولة مكشوفه لعودة الذيل السعودي هادي الى واجهة الحكم مرة أخرى .
المتابع للشأن اليمني يعي جيداً أن هذا المشروع ليس جديداً ، بل هو قديم جداً ويعود لبداية سنوات الحرب المفروضة على الشعب اليمني المستضعف ، وكان مقترحاً قطرياً وقتها ، وجوبه برفض شديد من قبل أبطال الشعب اليمني الذين لبسو القلوب على الدروع . فما هو الشيء الجديد الذي جاء به غريفيث ؟
التسريبات التي رافقت المبعوث الأمريكي تقول فضلاً عن ذلك المشروع المذل ، هناك بعض الأمتيازات التي حملها غريفيث للقيادة اليمنية برفع بعض الأسماء التي أندرجت على قائمة ( الأرهاب ) الأمريكي من تلك القائمة ! نعتقد أن التضليل السعودي لازال يرسل معلب الى واشنطن . وكأن القيادة اليمنية في محل صراع نفسي مع تلك العقوبات الأمريكية والتي لم يعبأ بها اليمنيون على مدار السنوات الماضية من النزال العسكري الذي أذل العدوان السعودي . محور المقاومة اليمني في أعلى جهوزيته للرد على أي مشروع تقسيمي للشعب اليمني ، الذي أذاقته تلك الحرب الويلات ، وتجرعها بصبر أذهل الأعداء قبل الأصدقاء . نجاح اللجان بأستهداف القواعد في نجران وخميس مشيط وبعض القواعد العسكرية السعودية وأحكام قبضتها على تلك القواعد غير من أوراق اللعب السعودي والأمريكي .
اليوم محور المقاومة اليمني هو من يتحكم بقرار أيقاف الحرب من عدمه ، وذلك لأمتلاكه سلاح الردع الذي غير المعادلة العسكرية ، من خلال خلق ساحات أشتباك متعددة مع المرتزقة السعوديون المدعومين من واشنطن . يبدو خيبات الأمل تترى على الخارجية الأمريكية ، فا بالأمس غزة أنتصرت واليوم اليمن يمسك بزمام المبادرة ، ومحاولة زج الحشد الشعبي في العراق بمواجهة الأجهزة الأمنية الأخرى قد بائت بفشل ذريع، كلها تداعيات قد أثقلت دماغ السيد غريفيث الذي عاد بخفي حنين ، بعد أن أبدى المقاوم اليمني شراسة قل نظيرها في وضع شرط أنهاء الحرب بتلك النفس الأبية التي تحفظ الشعب اليمني من مؤامرات التقسيم المذل .