اليمن

تفنيد وتعقيب .. أين الحل ؟!

2225 2021-08-29

 

عبدالملك سام ||

 

مبرر النظام السعودي للتدخل في اليمن هو دعم "الشرعية" ضد "الإنقلاب" ، وعودة اليمن للحضن العربي ! وبغض النظر عن مناقشة هذه الحجج الواهنة والتي لا يمكن أن تصمد أمام نقاش منطقي ، فإن هذا النظام قد أعطى الآخرين الحق في أن يفعلوا ذات الشيء معه ، ونحن هنا نقبل بحججه شريطة المعاملة بالمثل !

فلو سلمنا بأن حجة "الشرعية" مقبولة ، فهذا يعني أن هذه الشرعية يحق لها أن تتدخل في شئوون السعودية كونها شرعية مقبولة لديهم ! فإذا رفضوا هذا لأن حدود هذه الشرعية هي اليمن ، فمعنى هذا أنهم ناقضوا أنفسهم وتدخلوا فيما لا يعنيهم ، أي أن الدور الذي كان يجب عليهم تأديته لا يتعدى أن يكونوا وسيط خير بين الأطراف اليمنية المعنية بتحديد وإعطاء الشرعية لمن يتولى شئوونهم .

أما حجة العودة إلى الحضن العربي فمصطلح كاذب ، فحتى لو سلمنا بأن هناك من يتعامل لمصلحة بلد أجنبي فهذا لا يعني نفي صفة العروبة عنه ، وليس بقدرة السعودية ولا غيرها أن تفرض رأيها أو أن تقر أو تنفي صفة جينية عن أي شعب آخر ، فما بالكم بالشعب اليمني الذي يعتبر أصل العرب جميعا ؟!!

ولنفترض أن بإمكانهم ذلك ، فكما أعطوا نفسهم حق تمثيل العرب ، كان يجب عليهم أن يكونوا أحرص الناس على مصلحة العرب ، لا أن يكونوا أول من يهرول بإتجاه التنازل عن حقوق العرب ومقدساتهم ، وتولي اليهود الذين لا يخفون كرههم وحقدهم على العرب في كل مناسبة ، ولا أن يكونوا أكثر الأنظمة محاربة للأحزاب القومية ، وأكثر الأنظمة عمالة وطاعة لأمريكا التي لا توجد مشكلة ولا مصيبة تحدث للعرب إلا ولها الدور الأبرز والأوحد في وجودها !

أما لليمنيين فأقول : فلتكونوا ما تشاءون ، ولكن فكروا .. التنافس الحاصل - بفرض حسن النوايا - هو من أجل خدمة الشعب ، فما موقعكم بعد أن يفرض النظام السعودي نفسه لو أستطاع ؟! وأين مصلحة الشعب في تسليم سيادته وثروته للنظام السعودي ؟! وكما رأينا فالحجج التي فندناها لا تعتبر إلا قناع تختفي وراءه أطماع النظام السعودي ومن يقف وراءه لمصالحهم الخاصة ! فهل تظنون حقا أنهم يمكن أن يسلموا لكم شيئا بعد أن يزيحوا خصومكم الذين هم مثلكم أبناء لهذا البلد ؟!

من الأشرف لكم أن تصلوا إلى أقصى مخاوفكم ، وأن تقروا بعدم شرعية تدخل أي طرف خارجي في شئوون بلدكم ، وأن تجلسوا بحرية مع خصومكم لتقرروا ما تشاءون دون تدخل من أحد ، وأن تفرضوا رؤيتكم لمستقبل بلدكم ، وبالضمانات التي ترونها مناسبة ، أو فلتعتزلوا الأمر كله بدل أن تحملوا المزيد من دماء أبناء شعبكم على عاتقكم ، وأنا أكيد أن الجميع محتاجون ليجتمعوا ، وتواقين للحل ، طبعا بإستثناء العملاء الأنتهازيين الخونة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك