اليمن

تفنيد وتعقيب .. أين الحل ؟!

1994 2021-08-29

 

عبدالملك سام ||

 

مبرر النظام السعودي للتدخل في اليمن هو دعم "الشرعية" ضد "الإنقلاب" ، وعودة اليمن للحضن العربي ! وبغض النظر عن مناقشة هذه الحجج الواهنة والتي لا يمكن أن تصمد أمام نقاش منطقي ، فإن هذا النظام قد أعطى الآخرين الحق في أن يفعلوا ذات الشيء معه ، ونحن هنا نقبل بحججه شريطة المعاملة بالمثل !

فلو سلمنا بأن حجة "الشرعية" مقبولة ، فهذا يعني أن هذه الشرعية يحق لها أن تتدخل في شئوون السعودية كونها شرعية مقبولة لديهم ! فإذا رفضوا هذا لأن حدود هذه الشرعية هي اليمن ، فمعنى هذا أنهم ناقضوا أنفسهم وتدخلوا فيما لا يعنيهم ، أي أن الدور الذي كان يجب عليهم تأديته لا يتعدى أن يكونوا وسيط خير بين الأطراف اليمنية المعنية بتحديد وإعطاء الشرعية لمن يتولى شئوونهم .

أما حجة العودة إلى الحضن العربي فمصطلح كاذب ، فحتى لو سلمنا بأن هناك من يتعامل لمصلحة بلد أجنبي فهذا لا يعني نفي صفة العروبة عنه ، وليس بقدرة السعودية ولا غيرها أن تفرض رأيها أو أن تقر أو تنفي صفة جينية عن أي شعب آخر ، فما بالكم بالشعب اليمني الذي يعتبر أصل العرب جميعا ؟!!

ولنفترض أن بإمكانهم ذلك ، فكما أعطوا نفسهم حق تمثيل العرب ، كان يجب عليهم أن يكونوا أحرص الناس على مصلحة العرب ، لا أن يكونوا أول من يهرول بإتجاه التنازل عن حقوق العرب ومقدساتهم ، وتولي اليهود الذين لا يخفون كرههم وحقدهم على العرب في كل مناسبة ، ولا أن يكونوا أكثر الأنظمة محاربة للأحزاب القومية ، وأكثر الأنظمة عمالة وطاعة لأمريكا التي لا توجد مشكلة ولا مصيبة تحدث للعرب إلا ولها الدور الأبرز والأوحد في وجودها !

أما لليمنيين فأقول : فلتكونوا ما تشاءون ، ولكن فكروا .. التنافس الحاصل - بفرض حسن النوايا - هو من أجل خدمة الشعب ، فما موقعكم بعد أن يفرض النظام السعودي نفسه لو أستطاع ؟! وأين مصلحة الشعب في تسليم سيادته وثروته للنظام السعودي ؟! وكما رأينا فالحجج التي فندناها لا تعتبر إلا قناع تختفي وراءه أطماع النظام السعودي ومن يقف وراءه لمصالحهم الخاصة ! فهل تظنون حقا أنهم يمكن أن يسلموا لكم شيئا بعد أن يزيحوا خصومكم الذين هم مثلكم أبناء لهذا البلد ؟!

من الأشرف لكم أن تصلوا إلى أقصى مخاوفكم ، وأن تقروا بعدم شرعية تدخل أي طرف خارجي في شئوون بلدكم ، وأن تجلسوا بحرية مع خصومكم لتقرروا ما تشاءون دون تدخل من أحد ، وأن تفرضوا رؤيتكم لمستقبل بلدكم ، وبالضمانات التي ترونها مناسبة ، أو فلتعتزلوا الأمر كله بدل أن تحملوا المزيد من دماء أبناء شعبكم على عاتقكم ، وأنا أكيد أن الجميع محتاجون ليجتمعوا ، وتواقين للحل ، طبعا بإستثناء العملاء الأنتهازيين الخونة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك