محمد صالح حاتم ||
سألني أحدهم.. ماذا عملت ثورة ٢١سبتمبر، التي جاءت لاسقاط جرعة البترول، وتخفيض الاسعار؟!.
ماذا كسب من ورائها المواطن؟!. ومن استفاد من هذه الثورة؟!. قلت له :دعني أذكرك بما كانت قد آلت إليه الاوضاع قبل ٢١سبتمبر، كانت اليمن قد تحولت لما يشبه الاقطاعيات، ومؤسساتها تحولت الى ملكية خاصة، وثرواتها مخصصة لشخصيات معدودة.. هذا ما قبل ٢١سبتمبر ٢٠١٤م.
قال: والآن ماذا تغير؟
فبدأت اشرح وأوضح له بطريقتي الخاصة : هناك توجهات جادة لبناء دولة نظام ومؤسسات وقانون، ومنها مشروع الشهيد الصماد(يدٌ تحمي ويد ٌتبني)، وكذلك الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، هكذا مشاريع لم تحصل في تاريخ اليمن، كذلك نسمع موجهات قائد الثورة التي يحث على ضرورة تنظيف مؤسسات الدولة من الفاسدين، وخطابات رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط الذي دائما ًما يقول يجب أن نعمل من اجل المواطن فنحن خدام له، كما يجب ان يعمل الوزراء والمحافظين وكافة المسؤولين على التخفيف من هموم المواطن، والعمل على راحة المواطن وتوفير الخدمات للمواطن الصابر والصامد الذي يواجه العدوان ويتحدى الصواريخ والطيران، فيجب أن يكافأ هذا المواطن الذي يقدم روحه وماله وفلذات كبده دفاعا ًعن الوطن والشرف والعرض والكرامة، وإن المكافأة التي ينتظرها هذا المواطن، هي توفير أبسط مقومات الحياة، ضبط الأسعار، توفير الغاز المنزلي، والمشتقات النفطية، العدالة في توزيع التيار الكهربائي الحكومي، وإن كان السعر مرتفع، عمل حلّ لأصحاب المولدات الخاصة الذين يتاجرون بمعاناة المواطن الذي يضطر للاشتراك في الكهرباء الخاصة، المواطن يريد خدمات طبية وضمير انساني عند التعامل مع المريض، يريد أن يسمع أنه تم محاكمة طبيب ارتكب خطأ طبي، المواطن ينتظر من ثورة ٢١سبتمبر أن تحاكم الفاسدين الذين سمعنا عنهم وتم فصلهم من اعمالهم بسبب الفساد، رغم حساسية المرحلة، إلاّ إن هذا لايمنع من تطبيق القانون، والضرب بيد من حديد ضد الفاسدين ، والناهبين للمال العام، يجب أن يلمس المواطن صدق التوجهات، وحقيقة الأوامر، لانريد تكرار اخطاء الماضي، من خلال التعيينات والاقصاءات، والاهمال والتهميش للشخصيات الوطنية، التي يجب أن تعمل بصمت بدون ضجيج ومنّة .
فترجمت اهداف ثورة ٢١سبتمبر على أرض الواقع لابد أن يلمس أثرها المواطن، لا نجعل من العدوان شماعة ومبرر للفشل، وعدم محاسبة الفاسدين.
المواطن يشكو من الغلاء، ويشتكي من لجان التفتيش، وارتفاع الضرائب والجمارك، والأتاوات من هذه الجهة أو تلك، ولا تورد لخزينة الدولة، وثورة ٢١سبتمبر قامت ضد هؤلاء!.
فالسيد والرئيس من خلال خطاباتهم ومحاضراتهم وتوجيهاتهم عازمون على اجتثاث هذه البؤر، وقطع منابعها، وردم مفتعليها، فعلينا التفاعل معهم والتحرك إلى جنبهم ومساعدتهم في ذلك، وأن يكون المواطن عونا ًفي ذلك، ورفض دفع الرشوة او الاتاوات او غيرها من الاموال بدون سند رسمي، والابلاغ عن أي شخص يبتز او يستغل اي شخص، او يستغل منصبه لتحقيق مكاسب مادية من وراء ذلك.
فتحقيق أهداف ثورة ٢١سبتمبر مسؤولية جماعية، وإن تحقيقها يبدأ من الآن ، والأمل بعد الله سبحانه وتعالى في القيادة الثورية الحكيمة والقيادة السياسية التي دائما ًما تقف إلى صف المواطن، وتعمل على تحقيق أحلامه، فقيادة كهذه واجهت العالم وتحدت دول الاستكبار العالمي ولم تخضع ولم تستسلم لمخططاتهم وتنفيذ مشاريعهم الاستعمارية ، لن تعجز أن تبني دولة نظام ومؤسسات وقانون، لأنها مستمدة قوتها من الله، ومن الشعب.