رجاء اليمني ||
إن الإسلام يوجب معاملة الأسرى معاملة إنسانية ، تحفظ كرامتهم، وترعى حقوقهم ، وتصون إنسانيتهم. ويعتبر القرآن الأسير من الفئات الضعيفة التي تستحق الشفقة والإحسان والرعاية ، مثل المسكين واليتيم في المجتمع . يقول تعالى في وصف الأبرار المرضيين من عباده ، المستحقين لدخول جنته، والفوز بمرضاته ومثوبته، {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورا إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً} (الانسان:8-10) .
ويخاطب الله نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام في شأن أسرى بدر فيقول: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (الأنفال:70). فهو يأمره أن يخاطبهم بما يلين قلوبهم، ويجذبهم نحو الإسلام.
القرآن هنا يخيرنا بين أمرين في التعامل معهم ، وهما : المنّ والفداء ولم يذكر غيرهما، ومعنى "المنّ": إطلاق سراح الأسير لوجه الله تعالى ، ليتألف قلبه، ونحبب إليه الإسلام ، حيث فككنا أسره دون مقابل. ومعنى "الفداء": أن نفدي الأسرى بأسرى مثلهم في العدد أو أقل أو أكثر، حسب المصلحة ، فرب أسير منا له وزن وقيمة ، نفديه بأكثر من أسير لنا عندهم، والعكس يحدث أيضا، وقد يكون الفداء بمال ، كما فعل الرسول والصحابة معه في أسرى بدر ، حيث طلبوا الفداء بالمال لمسيس حاجتهم إليهم وقدرة أهليهم من قريش عليه.
فباب فداء المشركين في معركة بدر قد سن الرسول صلى الله عليه وسلم في فداء الأسرى سنة مهمة ، وهي : أن يؤدي من ليس لديه مال خدمة مناسبة للمجتمع المسلم ، يقدر عليها الأسير، ويحتاج إليها المسلمون .
ومن أجل هذا شرع الرسول الكريم لمن كان يعرف الكتابة من أسرى المشركين: أن يكون فداؤه "تعليم عشرة" من أولاد المسلمين الكتابة.
هذا هي الأخلاق التي سرنا عليها ونجدها ملموسة لدي انصار الله في كل التعامل مع الأسرى؛ فنجد منهم من تراجع عن الظلم والغي والتحق باللجان الشعبيه وجاهد وخير دليل على ذلك المجاهد الشهيد الإماراتي الذي التحق بالمجاهدين فكان له بصمة ودليل قوي بأن قائدنا على خلق عظيم مثله كمثل آبائه وسائر آل البيت. في حين أن الفريق الآخر من بني سلول وتحالفهم فقد أقدموا
على قتل الأسرى دون اي سبب. فمن منا هو على دين محمد ابن عبد الله نحن أو من يقتل الأسرى ويعذبهم أشد العذاب؟ بل ويفتخر بذلك. نفس سياسة الدواعش والقاعدة. كيف لا وهم من مدرسة واحدة ويصب حقدهم في وعاء واحد وهو كره الاسلام والمسلمين والموالاة لليهود والنصارى فهم صناعة أمريكية، يهودية وماسونية.
ما زالت الإدانات والإستنكارات متواصلة من قبل المنظمات الدولية وقادة الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والكتل السياسية على خلفية إقدام مرتزقة العدوان تصفية الأسرى. وهذا يسجل في قائمة سلسلة الجرائم والانتهاكات التي يمارسها مرتزقة قوى العدوان ومن خلفهم قوى الاستكبار العالمي منذ بداية العدوان العسكري على اليمن من واشنطن واذنابها في ظل صمت أممي مطبق من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والعالم المنافق فإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على قرب النهاية وانتصار الحق رغم انف المستكبرين. وان دل على شى فإنما يدل على وقع الهزيمة المذلة فأصبحوا كمثل من يتخبط به الموج فهم أضلُّ من إبليس نفسه.
وإن غدًا لناظره قريب
والعاقبة للمتقين
https://telegram.me/buratha