محمد صالح حاتم
يواجه الصيادون اليمنيون الكثير من المعاناة، والمشاكل ، والصعوبات، فإلى جانب مايتعرضون له من قصف ٍ وقتل ٍمن قبل طيران تحالف العدوان، وتدمير لقواربهم، واختطاف وسجن ٍ في سجون الاحتلال السعودي الاماراتي، والسجون الارتيرية والاثيوبية والصومالية، توجد معاناة أشد وأفتك من هذه .. وهي الاستغلال والابتزاز من قبل حيتان البحر البشرية.
عشرات الآلاف من الصيادين اليمنيين الفقراء الذين يحرمون خيرات ونعم البحر الكثيرة، رغم أنهم يعشقون البحر، ومهنة الصيد، لكنهم لايملكون قوارب وأدوات الاصطياد، فيلجأون إلى أسماك القرش، وهوامير البحر الذين لايملكون في قلوبهم ذرة رحمة أو إنسانية، ليعطوهم قوارب للاصطياد بالتقسيط مقابل أن يبيعوا لهم مايصطادون من الاسماك كل يوم، وهنا تبدأ المعاناة الحقيقية !!.
فهؤلاء من يسمون أنفسهم بالوكلاء (حيتان البحر ) هم من يحتكر البيع والشراء من الصيادين، يشترون منهم بأبخس الاثمان، يستغلون فقرهم وعوزهم، وحاجتهم للقمة العيش، فيظل الصياد عشرات السنين لا يستطيع تسديد ثمن القارب الذي اشتراه من الوكيل، وقد يموت وهو مديون للوكيل، ويقوم أبناؤه يواصلون المعاناة ويبقون يعملون ليل نهار في اصطياد الاسماك وبيعها من الوكيل المحتكر لهم..
وهكذا تمضي الأيام والسنون، ولايجد الصياد اليمني الفقير من ينصفه، أو ينقذه من بطش وجبروت الوكلاء (هوامير البحر)!!.
هذه إحدى معاناة الصياد اليمني التي سمعناها في ميناء اللحية، وهي نفسها في جميع موانئ الاصطياد في اليمن.
وجدناهم يشكون كثيرا ً، وكلهم آمل أن تنظر اليهم القيادة الثورية والسياسية بعين الاهتمام و الرحمة، والانسانية، وأن ترفع عن كاهلهم الظلم والقهر الذي يتعرضون له منذ عقود.
وكم فرحوا واستبشروا بنا عندما التقيناهم في ميناء اللحية المهمل والمهجور والذي لا توجد فيه أدنى الخدمات أو المقومات كميناء صيد يمني قديم وتاريخي.
ونحن بدورنا نتساءل: أين دور وزارة الثروة السمكية، وهيئة مصائد البحر الأحمر مما يعانيه الصيادون، ومايتعرضون له من حرمان وبطش واستغلال الوكلاء؟!.
https://telegram.me/buratha