عبدالملك سام ||
الجزء الأكشن .. شاهدت مقطع فيديو لأربعة شباب واقفين في الشارع (قيل أنهم يمنيين في أمريكا) ، وفجأة ظهرت سيارة رياضية على متنها عصابة مسلحة أمطرت الشباب الواقفين بوابل من الرصاص ، ثم أبتعدت قليلا عنهم لتتوقف في ناصية الشارع في إنتظار سيارة أخرى مساندة جائت من طريق جانبي ، ثم نزل جميع أفراد العصابة ليكملوا المهمة حيث أجهزوا على الشباب الملقيين والمضرجين بدمائهم ، وقد أستخدم أفراد العصابة (المنظمين والمدربين جيدا) جميع أنواع الأسلحة الرشاشة والمسدسات ليمزقوا جثث الجرحى بشكل وحشي ، وفي خلفية المشهد أرتفعت أصوات صراخ بعض النسوة المفجوعات بهذا المشهد الوحشي !
الجزء الكوميدي .. رغم وحشية المشاهد إلا إنك لا يمكن أن تمنع نفسك من السخرية على التعليقات التي أوردها البعض ! قيل أن المجني عليهم هم يمنيين (وهذا أمر لا يمكن نفيه أو اثباته دون تأكيد) ، وقيل أنهم قتلوا لأنهم كانوا يبيعون المخدرات (؟!؟!؟) في حي تابع لعصابة من الزنوج (رغم أني لم أشاهد زنجيا واحدا في المشهد ، وهذا دليل على أننا تأثرنا بالأفلام الأمريكية المليئة بالعنصرية) ، بل أن بعض المأزومين الأغبياء قالوا أن هذا حدث كجزاء لشعار "الموت لأمريكا" الذي نطلقه ضد ما تفعله أمريكا ببلداننا وشعوبنا ، وتمادوا للتشفي باليمنيين القتلى من باب "جلد الذات" وهو موقف يحاول فيه الجبناء فقط أن يخفوا خوفهم بأن يتخذوا موقفا شاذا يقف مع الجلاد ضد الضحية حتى يتجنبوا إتخاذ موقف شجاع ضد الظلم
الجزء التراجيدي .. عندما ترى ما حدث وتستمع للتعليقات تتساءل : كم من الجرائم حدثت بحق يمنيين في الخارج دون أن تجد موقفا منصفا حتى من اليمنيين أنفسهم ؟! لماذا وصلنا لهذا الهوان حتى لم نعد قادرين على إتخاذ موقف محق لإنصاف أبناء جلدتنا ولو بموقف إمتعاض ؟! بل أن الأشد إيلاما هو أن نطلق إستنتاجات قبل التحقق من حقيقة ما حدث لندين الضحية ونبرر للجلاد ما فعل ؟! والأهم من هذا كله هو أين السفارة والسفير مما يحدث لمواطنينا في الخارج ؟! إذا صح ما قيل عن هذا المشهد فالمصيبة عظيمة ، لأن ما جرى لو حدث لجالية أخرى لكان كفيل بأن يحدث زلزال من المواقف لمعرفة الحقيقة والضغط لمحاسبة المجرمين .
حتى لا أطيل عليكم .. المفترض أن نطالب بكشف حقيقة ما جرى ، وأن تنطلق المواقف الساخطة على المستوى الرسمي والشعبي لمحاسبة المجرمين حتى نحافظ على حياة وكرامة مواطنينا ، وهو موقف قوي وعادل لا يمكن لأحد أن يقف أمام مشروعيته ، فلا يمكن أن نجعل الآخرين يحترموننا إذا كنا نحن لا نحترم أنفسنا بل ونسيء لأنفسنا ! مواقف الذل يجب أن تتوقف ، والصمت عن الجريمة أبشع من الجريمة نفسها ، والسفير مع فريقه الذين يتقاضون مرتبات باهظة ولا يقومون بدورهم يجب أن يعزلوا ، ويجب على الجميع أن يقفوا مع اليمني مهما كان الموقف ، فمن المعيب أن تكون دماء اليمنيين رخيصة ونحن نتفرج مهما كانت مواقفه مغايرة لمواقفنا ، ففي الأخير كرامتنا واحدة ، وأنا لا أجد غضاضة بأن أقول بأني سأقف مع أي يمني مهما كان مسيئا ، فله حق حتى في محاكمة عادلة .. أليس كذلك ؟!
ما فعلته هذه العصابة لا يختلف عما تفعله داعش الكبرى (السعودية) والمنظمات الإرهابية في بلداننا وشعوبنا ، ولولا الخنوع والصمت الذي بتنا نحترفهما ما صار دم العربي والمسلم أرخص دم على وجه الأرض ، فحتى بعض الزواحف والعضايا المهددة بالإنقراض تتم حمايتها أفضل منا !! هو الخوف الذي تم تربيتنا عليه من قبل أنظمة العمالة ما جر علينا كل هذه المصائب ، ولو أننا تربينا على تعاليم الدين الحقيقي ما كنا أقل شعوب العالم شأنا وأحطها قدرا ! ولنخرج من هذه الوضعية يجب أن نعيد التفكير في كل الهراء الذي وصلنا عبر مشائخ ومناهج مزيفة شوهت الدين وضربت الشعوب في كرامتها وثقتها بربها وبدينها .. يجب أن يكون لنا موقف .
ــــــ
https://telegram.me/buratha