إكرام المحاقري *||
ما زال العالم في إنبهار مما يحدث في اليمن من ردع واسع ونوعي غير مسبوق لقوى العدوان في العمق ومابعد الحدود، أما في عمق البحر الاحمر وعلى مشارف باب المندب فقد لاحظنا متغيرات استراتيجية كبيرة اظهرت هشاشة دويلة الإمارات وما فوقهم من دول الاستكبار، ما أدى إلى تهاوي المواقع التابعة لهم، حتى أبواق الإعلام الخاصة بهم، يكثرون من الثرثرة ولا يجدون ما يؤثرون به على الرآي العام في العالم، حيث وقد كشفت أوراق اللعبة أخيرا.
على مشارف باب المندب وقعت العنكبوت في شراكها وتوسعت الحفرة قليلا لمن حفرها للشعب اليمني، وتبينت حقيقة عدوانية الإمارات رغما عن أنف مكايدات "الأمم المتحدة"، والتي هي الأخرى تؤدي واجبها بشكل متقن في تفتيش وتأخير وعرقلة للسفن الخاصة بـ حكومة صنعاء، ويتجاهلون ويتغاضون عن الدور العسكري الذي تقوم به الإمارات في البحر الأحمر وترك السفن المحملة بالاسلحة تصول وتجول في المنطقة دون أي رادع، لكن عندما جاء الردع من الجيش اليمني حينها تحول السلاح إلى دواء والوحشية إلى إنسانية وهكذا ..!
هناك مغازلات وتلميحات عدوانية عن استهداف ميناء الحديدة وخلق أزمة إنسانية خانقة للشعب اليمني وكانت السفينة الإمارتية هي الذريعة هذه المرة، لكن لماذا لم تكن حمولة تلك السفينة سببا لتحرك الأمم المتحدة لإدانة الإمارات حتى تحترم سيادة الدول في الجوار؟! والجواب معروف !! فـ السياسة الصهيونية هي من تحرك الادوات في المنطقة.
نعم، ما نلاحظة هو انتصار يمني واسع، لكن دول العدوان ما زالت تستخدم السياسة القذرة في عدوانها على اليمن ومن موقع الضعف والوهن لاغيره، فما يحدث اليوم من تطورات عسكرية يمنية لم يعد بامكان دول العدوان تحملها، لذلك اصبحت الهستيريا العسكرية والسياسية هي سبيلهم الوحيد لمواجهة التقدم العسكري اليمني ليس في إطار العمليات البحرية والتي كانت المفاجأة العظيمة والتي دشنت بها القوات المسلحة اليمنية العام الجديد، بل على مستوى ما يحدث في محافظة "شبوة " جنوب اليمن والذي تعد معركة حساسة بـ النسبة لدول العدوان من حيث النطاق والموقع ومن حيث كشف حقيقة العدوان للشعب في الجنوب اليمني.
فـ اليمن اليوم اصبح يمتلك خيارات عدة لموجهة غطرسة العدوان وافشال المشروع الصهيوني في المنطقة والذي ركز على إحكام السيطرة على المنافذ البحرية التجارية في باب المندب، وستستمر العمليات العسكرية اليمنية رغم هستيرية العدوان ونفاق "الأمم المتحدة" ومغالطات المجتمع الدولي، فهنا شعب لم يعد يعول على من تم ذكرهم حتى وان تنوعت عناوينهم الإنسانية الكاذبة، فقوة السلاح والمنطق والموقف هي من ستحسم المعركة حتى وإن طال أمدها، فما النصر إلا صبر ساعة، وعل ساعة إندحار قوات العدوان من اليمن اصبحت قريبة، وهذا وارد والاحداث هي من ستؤكد حتمية حدوث ذلك، وإن غدا لناظره قريب.
*كاتبة صحافية ـ اليمن