عدنان علامه *||
الأمم المتحدة تتآمر مع تحالف العدوان وتستعمل المساعدات الإنسانية ورقة ابتزاز سياسية
حقق رجال الله الإنتصارات الباهرة في جبهات القتال بحيث اصبحوا على الحدود الدولية مع السعودية؛ وعصفت أعاصير اليمن الصاروخية والمسيّرة دبي وابو ظبي والسعودية الأمر الذي وضع تحالف العدوان في مازق حقيقي. لذا قرروا الإستعانة بأمريكا لزيادة الضغوطات على انصار الله بمختلف الوسائل لتحصيل تنازلات سياسية. ووجدت امريكا ضالتها بسرعة البرق فكلفت الأمم المتحدة لتنفيذ المؤامرة. فمهدت الأمم المتحدة لتقليص المساعدات تدريجيًا وبفاصل زمني قصير جدًا.
فأعلنت الأمم المتحدة بتاريخ الثلاثاء 4 يناير / كانون الثاني 2022 إيقاف أو تقليص برامج إغاثية حيوية في اليمن، جراء نقص التمويل.
وجاء ذلك في تغريدة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) باليمن، في حسابه على تويتر.
وأفادت وكالة أ ف ب من مقر الامم المتحدة في أمريكا بأن الأمم المتحدة تحتاج هذا العام إلى نحو 3,9 مليارات دولار لمساعدة ملايين الأشخاص في اليمن، وفق ما أعلن الأربعاء 12 يناير / كانون الثاني 2022 مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ونائب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ راميش راجا سينغهام.
وقالت الأمم المتحدة في مطلع الشهر الحالي :"التمويل يهدد بقطع مساعداتنا الإنسانية باليمن" واعتبارًا من يناير/كانون الثاني الماضي، تم بالفعل تقليص أو إغلاق ما يقرب من ثلثي برامج المساعدات الرئيسية للأمم المتحدة بسبب فجوات التمويل.
وتقول تقارير الأمم المتحدة إن 24 مليون ، من أصل 30 مليونا عدد سكان البلاد، هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية
وبالتالي تكون الامم المتحدة قد تخلت كليًا عن َمهامها في جمع الاموال اللازمة لإغاثة متضرري العدوان؛ لترمي معاناة ملايين النساء والأطفال اليمنيين بوجه قيادة انصار الله في ظل فرض تحالف العدوان حصارًا جائرًا على كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية. وإنعدام الموارد الداخلية والخارجية بسبب العدوان.
وهنا لا بد من العودة إلى أصل الموضوع وسبب العدوان؛ فالسعودية والإمارات وأمريكا والكيان الغاصب إختلقوا بدعة دعم الشرعية للإستيلاء على ثروات اليمن. والأهم من ذلك تأمين حرية ملاحة سفن الكيان الغاصب في البحر الأحمر وخاصة في باب الَمندب وخليج عدن ولهذا السبب تم احتلال جزيرتي ميون (بريم) وسط باب الَمندب، وجزيرة سقطرى وانشأوا قواعد عسكرية ومطار في كل منهما.
فدعم الشرعية هو خداع وإدعاء باطل لأنه لا يوجد أية صلاحية للرئيس هادي ليطلب الغوث بسبب إنتهاء ولايته؛ ولا صاحيات لديه بإعتراف هادي نفسه.
فبحسب تقرير لوكالة أ ف ب بتاريخ 27/02/2012 فقد تسلم عبد ربه منصور هادي الرئاسة رسميا من علي عبد الله صالح.
ومن جهته، اعتبر الرئيس اليمني الجديد ان هذه المناسبة تضع "قواعد جديدة لتبادل السلطة في اليمن".
واعرب هادي عن الامل في "ان نجتمع بعد عامين في هذه القاعة لنودع قيادة ونستقبل قيادة جديدة".
واضاف "اتمنى ان اقف بعد عامين محل الرئيس علي عبدالله صالح ورئيس جديد يقف مكاني"، مع العلم ان مدة الفترة الانتقالية التي انتخب هادي لاجلها هي سنتان.
واشار هادي الذي شغل طوال سنوات منصب نائب الرئيس الى ان "الازمة التي كانت وما زالت، معقدة وبحاجة لتعاون الشعب مع القيادة الجديدة وحكومة الوفاق الوطني للخروج بالبلد خلال العامين المقبلين" من هذه الازمة.
أذا، فسبب الإحتلال هو تكريس السعودية لهادي المنتهية صلاحياته كرئيس قانونيأأ. رئيسًا بالقوة ودون أي غطا شرعي أو قانوني ودون موافقة الأطراف التي انتخبته رئيسًا توافقيًا لمدة سنتين. ولذا ثار أنصار الله في وجه الجميع واستلموا زمام الأمور.
وبناءً عليه فإن العدوان وتبعاته تتحمله السعودية والإمارات من النواحي القانونية والشرعية والأخلاقًية والإنسانية؛ وأيضًا يتحمله كل من عاونهم وزودهم بالسلاح والعتاد ودعمهم سياسيًا ومنع محاكمتهم لإرتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وفي العودة إلى ايقاف الأمم المتحدة المساعدات الدولية عن 24 مليون شخصًا من الشعب اليمني فإن ذلك يعني التسبب في قتلهم جوعًا ومرضًا؛ وسيعد ذلك اكبر وأفظع إبادة جماعية في التاريخ ستقترفها أمريكا والسعودية والإمارات والأمم المتحدة ودول تحالف العدوان بحق الشعب اليمني ويشترك فيها دول العالم أجمع.
فقادة أنصار الله أهل إيمان وتقوى وحكمة وشجاعة وإقدام وسيجدون الحلول المناسبة؛ فلن يتركوا شعبهم يعاني الموت جوعًا وحده. فقد خبرناهم في ساحات الوغى كيف جعلوا قادة دول العدوان يألمون كما كانوا يتألمون. وقد وصل صراخهم وعويلهم نتيجة الأعاصير الصاروخية اليمنية أقصى المعمورة.
*/ عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
https://telegram.me/buratha