عبدالملك سام ||
أنا والأخوة المواطنون الأكارم لسنا ضد زيادة ما تحصله الحكومة من إيرادات ، فالمعركة التي نخوضها تحتاج إلى تمويل ودعم . ولكننا ضد أن يكون هذا التحصيل مركز فقط على جباية الضرائب والرسوم ! هناك إيرادات متنوعة تنتظر من يعمل على تنميتها ، وهناك إيرادات يتم التواطؤ حتى لا يتم تحقيقها ، وهناك أيضا جانب ترشيد المدفوعات ، والإصلاحات التي ما تزال حلما عزيزا ، وجوانب أخرى يمكن أن تحقق نتائج باهرة ، وجوانب لم يتطرق لها متخذي القرار اليوم كانت كفيلة بحل المشاكل (كلها) وأكثر !
المشكلة - القديمة الجديدة - تكمن في العقول التي تتولى القطاعات الإيرادية ، ونحن بأمس الحاجة إلى عقول نيرة تمتلك حس الإبداع ، وتمتلك - وهذا أهم - الضمير ، والإعتماد على أشخاص ذوي خلفيات عقلية متشابهة هي المصيبة بحد ذاتها ؛ لأننا سنضطر للتجريب ثم عندما نجد أن الأمور أزدادت سوءا سنضطر للتغيير ، وطبعا الوجه الجديد يحتاج فترة ليفهم ويجرب ويفشل ..... وهكذا نظل ندور مثل جمل المعصرة !
يجب أن تغير الحكومة أولا طريقتها في حل المشاكل وأختيار الأشخاص وإلا سنظل ننصدم بالنتائج السلبية مع كل قرار ، فمثلا في عام 1990م وصلت نسبة التضخم في الأرجنتين إلى 2300% وهي الأعلى عالميا في العصر الحديث ، ولكن عندما غيرت الحكومة طريقة تفكيرها بتغيير لجنة المستشارين وطريقة التعيين وصلت النسبة إلى 3,4% خلال عام واحد فقط ، وهناك تجارب أخرى حدثت حول العالم لم تؤدي فقط لحل المشاكل ، بل أنها أدت لحدوث نتائج لم تكن في الحسبان !
هناك حلول لكل المشاكل لو تم تغيير طريقة التفكير واتخاذ القرارات من خلال التخطيط السليم ، وبالإمكان إنعاش قطاعات كاملة إذا ما فكرنا بمن وكيف ومتى وكم ؟! وما خاب من إستشار . ضع الشخص المناسب في المكان المناسب ، ثم فعل الأدوات الإدارية بشكل سليم ، ونم بعدها قرير العين وأنت تشاهد النتائج ! بالطبع العدوان والحصار مؤثر ، وهناك صعوبات قائمة ، ولكن الإدارة الجيدة قادرة على تحقيق ما يظنه البعض مستحيلا ، فقط ألتمسوا الناصح الأمين وسترون معنى التغيير والإنجاز .