د. إسماعيل النجار||
كادت السنة الثامنة تغلقُ نوافذها وأبوابها على حرب اليَمن، والسنة التاسعة من العدوان تكادُ تطرق أبواب صنعاء، والحصار مستمر، ولعبَة الميدان لَم تنتهي بعد.
الجيش اليمني البطل أمسَكَ بزمام المبادرة ولا عودَة للوراء، والقيادة اليمنية وضعت حُزمَة شروطها على الطاولة ولا مجال للتغيير، ما تغيَّرَ هو مزاج العالم المتشدق بالحريات وأصبح يسعى كأفاعي السحَرَة خلف وقف إطلاق النار، لكن بالشروط الأميركية السعودية، مع العلم أنهم يعرفون جيداً أن الأمر ليسَ بهذه البساطة، ويدركون تماماً أن قيادة صنعاء غير مستعجلة هذا الحَل لطالما لم يتركوا لها شيئاً تخافُ عليه وتحتاجه، فالبلاد دُمِّرَت من بابها لمحرابها، ولم يبقىَ فيها شيء،
لقد إستوَى الحَي والمَيت في اليمن جَرَّاء القصف المجنون والمجازر المهولة وقساوة الحصار،
لذلك أقَلُّها أن يرفض اليمن وقفاً لإطلاق النار، قبل أن تدفع السعودية والإمارات وحلفائهم ثمناً يوازي ما دفعه اليمنيون وإن لم تكن الحرب متكافئة، والجيش اليمني تعاملَ فيها بأخلاق عربية أصيلة ولم يقصف أحياء ومُدُن المملكة ألتي يقطنها المدنيون، لكن الشروط الأميركية السعودية منتهية الصلاحية، والحل يكون بشروط القيادة اليمنية التي تسعى لتحقيق الإستقرار بين الجوار على أساس السيادة وعدم التدخل في شؤون اليمن،
والمقولة السائدة في أذهان أؤلَئِكَ البعران أن عز المملكة في ذُل اليَمَن، فإنها قد أصبحَت من الماضي، وأصبحَت المملكة ذليلة تتوسَل القاصي والداني لوقف تدفق الصواريخ والأبابيل اليمنية فوق رأسها،
لذلك على حكام السعودية أن ينزلوا عن عرشهم العاجي، ويعترفوا بهزيمتهم وبقوة اليمن الى الجنوب منهم وأن يعتذروا للشعب اليمني ويدفعوا التعويضات ويتعهدون بعدم التدخل بشؤون الحكومة اليمنية،
وإلَّا ستستمر الحرب ولم يَعُد لليمن شيء ليخسره، بينما السعودية لديها الكثير.
بيروت في...
7/4/2022