إكرام المحاقري ||
عُرجت روحه إلى السماء، وبقي أثره تاريخ تتعلم منه الأجيال معنى الوطنية والحرية، عاش مجاهدا كريما، وارتقى إلى جوار ربه عزيزا شامخا، إنه ذاك الرئيس الذي لم يشبه يوما من الأيام في صفاته، ودماثة أخلاقه، وتحركاته، وتواضعه، ولين قلبه وسعة صدره، وعظيم صبره، وحبه وإخلاصه لشعبه، أولئك الرؤساء الذين قدموا شعوبهم قربان للعدو، وفرطوا في سيادة واستقلال أوطانهم.. بل فرطوا في قضية الدين بشكل عام.
ومن مثله ذاك الشهيد الرئيس صالح الصماد، من يمتلك من الماضي والحاضر ما يبني به أمة مجاهدة عظيمة، فماضيه كان علم وجهاد وارتباط بالله تعالى واولياءه الصادقون، ومواقف انتصرت للدين وللمستضعفين في أرض تبنت المشروع القرآني وأنقذت الأمة بتضحياتها من الهلاك ، أما الحاضر فقد تحدثت عنه اللسنة الصادقين في العالمين، فقد تحمل مسؤولية الدولة كـ رجل مجاهد في سبيل الله وضرب أروع الأمثلة في الرجل السياسي المحنك، الذي يحمي شعبه ويحافظ على سيادة وقرار وطنه، وأهتم للم شعث الأحزاب والمكونات السياسية وحقق نصرا سياسيا أبطل كيد الخائنين والمرجفين في الداخل اليمني.
”يد تبني ويد تحمي“، شعار يدل على عظمة من أطلقه كشعار ينهض بالوطن من مستنقع الذل والإنكسار، إلى خط العالمية ومواجهة دول الإستكبار والتحرك من أجل القضية المركزية للأمة الإسلامية (القدس)، فتحركات الرئيس الصماد كانت ضمن خطط قرآنية رسمها الله لعباده المؤمنين، لذلك ناله من التوفيق والسداد ما لم يناله احد غيره في منصب رئيس الجمهورية، ولذلك فقد تعمدت دول العدوان إغتاله وإزاحته من واجهة الصراع السياسي لتستهدف الوطن والشعب بذلك، حيث ولم يترك الشهيد الرئيس أي حجة للمكونات الأخرى للجدل والحنق والتنصل عن تحمل المسؤولية، حين قال : لا يوجد شيء نختلف عليه.
فمنذ لحظة توليه منصب الرئاسة واليمن يخطوا باتجاه التمكين العسكري والدبلوماسي، إلا أن الدول الحاقدة أرادت بعبثية غير مسؤولة أن تعود باليمن إلى ماقبل الحضارة في العصر الحديث، وذلك بعدوان شامل استهدف كرامة الشعب وسيادة الوطن ونهب الثروات مواصلون ما قاموا به إبان حكم صالح وهكذا، إلا أن الصماد لم يقف مكتوف الأيدي وكان تحركه ملموسا للشعب، وما زال حتى اليوم، حيث والشعب اليمني جميعهم يقولون كلنا صماد وإن استهداف اليمن قد خلق وعيا ولحمة شعبية، واستهداف الرئيس الصماد أوجد شعبا صماديا بكل ما للكلمة من معنى، بل وكان بديل وجود شخص الصماد طائرات تهدد إستقرار العدو ليلا ونهارا، فاستهداف الشخصية لا يحقق شيء في وجود المنهج حيث يبقى الأثر باقيا مابقيت عقارب الساعة دائرة.
ختاما: يقول سبحانه وتعالى: {ورفعناهم مقاما عليا} وليكن الصماد أحد أولئك العظماء القرآنيون الصادقون مع الله ورسوله ومع الإمام علي، فلم يخذل الدين ولا القضية ولا الشعب اليمني، بل كان نبراسا تُضرب به الأمثال في الشجاعة والكياسة، فماذا جنت "أمريكا" من هذا الاستهداف غير ما جنوه بني أمية من استهداف آل البيت عليهم السلام؟! التيه والضياع، والتخبط والخسران المبين، وهذا هو إرثهم من بني إسرائيل على مر الأزمنة، ولا نامت أعين الجبناء، والعاقبة للمتقين.
كاتبةصحافية ـ اليمن
https://telegram.me/buratha