عبدالملك سام ||
يخطئ البعض عندما يسمع عن اليمنيين عبر شاشات التلفزة والجرائد؛ فالحقيقة مختلفة جدا بين ما يسمعه وبين الواقع! فنحن شعب مستضعف فعلا، ولكن بزيارة واحدة لجبهات القتال سيرى الزائر المعدن الحقيقي لأهل اليمن، فنحن قد كتبت عنا العديد من الكتب، وسيتفاجأ الزائر بأن الواقع مختلف تماما عما قيل له أو سمع به، بل ويفوق الوصف. لدينا الكرم والشموخ والإباء، ولا يغرنك ما ترى من خضوع العملاء، فذلك مجرد الخبث ولم ترى المعدن الحقيقي لليمنيين بعد!
نعم، هناك مآس كبيرة تعرض على شاشات التلفزة، وربما لو كانت هذه المآسي حدثت لشعب آخر لكانت كفيلة بإندثاره، ولكن دعني عزيزي القارئ وأسمح لي أن أفاجئك، فلو حدثت هذه المآسي مضروبة في ألف ألف فلا يمكن أن يندثر اليمنيون أبدا، وعبر التاريخ مررنا بنكبات وهزات فوق ما يمكن لخيالك أن يصل إليه، ولكننا رغم هذا كله لم نتغير أو نتزحزح أو نندثر! بل ستجد أن اليمني هو الإنسان الوحيد على الكوكب الذي يبتسم ويضحك في أشد الظروف قسوة! بل أننا الوحيدون الذين نبتسم في حضرة الموت! والحرب بالنسبة لنا لعبة وأسلوب حياة، وفي جيناتنا ستجد صفات المحاربين الذين يخوضون الحرب بحنكة ورغبة، وهي صفات تطغى على باقي الصفات.
يظن البعض أن الحرب - وإن طالت - تعتبر من سوء طالعنا، ودعني هنا يا عزيزي أؤكد لك أنك مخطئ تماما! فنحن نعتبر الحرب مناسبة لنختبر أنفسنا، ولا نشعر بالحياة إلا في ميادين الموت. واليمني يقامر بحياته أمام ملك الموت، ولا يقبل بأنصاف الحلول أبدا. أطفالنا يفرحون عندما يلعبون بالذخيرة الحية، وحتى بناتنا الصغيرات يعتبرن لعبة تضميد الجراح ومشاركة الفن لعبة الحرب من الألعاب المفضلة! أما الكبار فقد أخبرتك أنك لن تفهمهم حقا إلا لو ذهبت لزيارتهم في ساحات القتال.
يعتقد بعض الحمقى أنهم يخدعوننا عندما يعقدون معنا أتفاقا أو صلحا ثم يحاولون خداعنا، ويخطئ المبعوث الغبي عندما يظن أنه يمكن لتصريحاته أن تجعلنا نضعف ونسارع في لقاءه وطلب الصفح منه! كل السياسيين الأوغاد يخطئون عندما يعاملوننا كما يعاملون الآخرين! وأنا هنا لا أدعي كذبا أننا نراهم على هذه الحالة نشعر بالسعادة لا بالقلق؛ فبهذا فقط سنشعر بإرتياح شديد ونحن ندوسهم قريبا، فقد بينوا لنا كم هم أوغاد وحقراء ويستحقون مقتنا وبغضنا! ونصيحتي ألا يتمادوا ويفكروا بما قد مر، وما هو محتمل القدوم؟!
اليمني يا حمقى يعيش حياته ينتظر فرصة ليختبر قدرته، وإذا ما وجد طريقا فلن يتوقف حتى لو وصل الطريق إلى نهايته، واسألوا التاريخ عنا.. وأنا لا أعرف حقا ماذا أصاب عقول آل سعود ومن سار بعدهم ليقترفوا هذا الخطأ الفادح عندما قرروا أن يعادوا اليمنيين؟!! ربما هي كثرة ذنوبهم التي جعلتهم يصعدون هذا المنحنى الصعب، أو ربما هي نفسياتهم المتكبرة الشريرة؟! المهم أنهم سيلاقون جزاءهم العادل نهاية الأمر، وسيأخذ اليمنيون بثأر كل من أساء آل سعود لهم، خاصة من نعتبرهم إخوان لنا في فلسطين.
بلغوا عنا بأننا قادمون، ولو توقفنا قليلا لنلتقط أنفاسنا فذلك لكي نصبح أقوى وأكثر، ونبتلع أكثر! وليعدوا أنفسهم ليواجهوا ما لم يخطر بأبشع كوابيسهم. لسنا من يضعف أو يخضع بمرور ثمانية أعوام، أو ثمانون عام، بل ستجدون أننا سنشعر بالحسرة لو قامت القيامة ونحن نشتاظ غيضا لأن الوقت لم يسعفنا لنكمل ما بدأناه! صدقوني أنا لا أكذب أو أبالغ، وهذا لأنني متأكد بأنكم ستشاهدون بعض ما أخبرتكم به عما قريب. نحن غضب الله على العصاة والمتجبرين، ولعنة حلت بكم بما كسبت أيديكم، فأنتظرونا فنحن على أحر من الجمر لتأديبكم أنتم ومن يقف ورائكم.