عبدالملك سام ||
من كان مستطيعا للخروج وخرج فجزاه الله خيرا، ومن لم يكن مستطيعا للخروج ولم يخرج فقد علم الله بما في قلبه، ومن كان مستطيعا للخروج ولم يخرج لأنه كان يشعر كما يشعر المنافقون حين يفرحون إذا ما أصاب الشعب مصيبة، ويحزن إذا فرح الشعب فالله قد كفانا رؤية وجوههم القبيحة هؤلاء مرضى القلوب، وقد سمعت بعضهم اليوم يحرض الناس على عدم الخروج كالعادة، ومبرراتهم لئيمة كالعادة أيضا، بينما الموضوع لم يكن يحتمل كل هذا اللؤم!!
فليموتوا بغيظهم؛ فالقحط ليس دليلا على شيء، وقد سمعنا بعض التلميحات التي أظن أن رسول الله نفسه سمعها من المنافقين يوم حصل جفاف في المدينة أدى لهلاك المزروعات والمواشي، ولكن إرجاف المنافقين لم يمنع النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) من دعوة الناس ليصلوا صلاة الاستسقاء، ونحن مطالبون بالعودة لله في جميع أمورنا، بل أن والدي رحمه الله كان يتضرع الله في جميع أموره، وكان يقول: "أفوض أمري لله" في كل مسألة، وهذا دليل على الثقة بالله لا كما يظن بعض المنافقين.
الأنبياء أيضا أستسقوا لأقوامهم، وعدم سقوط الأمطار يحدث لأسباب عدة، والدين يجعل من أي حدث مناسبة لنرتبط بالله أكثر، ولنعدل من تصرفاتنا لنكون أفضل. أما الشخص المنافق فهذه الأحداث تتحول إلى مناسبة لديه ليصبح أكثر دناءة وإنحطاط؛ وإلا قولوا لي ماذا كان سيفعل لو أن المطر أقبل بعد الصلاة التي حضرها شعبنا اليوم؟! ألن يحزن ويشعر بالسوء؟! إذا فموقفه معاد لمصلحة الناس الذين يعيش بينهم والذي كان يفترض أن يشاركهم سعادتهم وحزنهم! أليس موقفه هذا يعبر عن عدوانية تشابه عدوانية من يقاتلنا ويحاصرنا من صهاينة ومرتزقة؟!
دوام الحال من المحال، وأذكر أننا قبل أعوام قليلة - وخلال العدوان - عانينا من كثرة الأمطار التي هطلت بمعدلات كانت تهدد بعض المناطق بالفيضانات، ولكن أجدها اليوم مناسبة أيضا لنعدل من أنفسنا ونلتجئ إلى الله سبحانه، وليس هناك ما يمنعنا من أن نسعى لنكون أكثر إيمانا وأن نسعى لنشر الخير والوئام فيما بيننا.. ما جاء في القرآن الكريم هو رحمة، ولذلك كان يخاطب العصاة ليتوبوا ويغريهم بنزول الرحمة والبركات لعلهم يرجعون لبارئهم، والمؤمن متهم لنفسه بالتقصير دوما في حق الله؛ فلنرجع إلى الله ونسأله الهداية والمغفرة.. ودمتم بخير.
https://telegram.me/buratha