محمد صالح حاتم ||
العودة للماضي ليس عيبا، والتمسك بالعادات والتقاليد القديمة ليس تخلفا ً، والحفاظ على التراث والموروث الشعبي ليس جهلاً، فمن لاماضي له . . لا حاضر ولا مستقبل ينتظره!
ومن الموروث والتراث الشعبي اليمني الأصيل في جانب الأكلات الشعبية الصحية والمفيده للجسم، والتي حرص الأباء والأجداد على اكلها، واوصوا بها ابنائهم، والحفاظ عليها ضروري ومهم جدا، والتوعية بأهميتها الصحية والاقتصادية مسؤولية الاعلام.
فقديما وإلى وقت قريب ليس ببعيد، كان الشعب اليمني يأكل من خيرات أرضه ومنتجات الثروة الحيوانية،فكان يأكل حبوب الذرة بأنواعها البيضاء والصفراء والحمراء واللحماني، والذرة الشامية وغيرها من الاصناف، والشعير، والدخن، والبر وله عده اصناف وانواعها السمراء والجعراء والبوني والسقلة، والعلس،، والعدس والبقوليات الدجرة اللوبيا، والفول،ويصنع( الملوج، والحوح، والفطير، القفوع، والقرم، والذمول، والجحين، والعصيد، والهريش، والفته، والشفوت، والمعصوب، وانواع كثيرة من الأكلات الشعبية الصحية، واللبن والحليب والسمن البلدي، واللحم البلدي،والعسل والبيض، والأسمك الطازجة في المناطق الساحلية، وزيت الجلجان السمسم،إلى جانب الفواكهة، والزبيب واللوز البلدي، والقهوة اليمنية المحضره من البن والقشر، الخالي من السكر الابيض، فكانت اجسامهم صحيحة، وابدانهم قوية، خالية من الامراض والعاهات، والامراض المزمنة،لايوجد سكري، وامراض الضغط ولا جلطات، ولا مرض الشلل، ولا امراض سرطان، ولا شيئ مما هو موجود الآن، والسبب التغذية الجيدة والصحية، الخالية من المواد الكيمائية والمسرطانات، والمواد الحافظة، حتى بدأت المنظمات تتدخل في شؤوننا ومعها بداء الغزو الغذائي، وظهرت أكلات غربية دخيلة على شعبنا وثقافتنا، ودخل( السم الأبيض )الدقيق الأبيض (الروتي ) في النمط الغذائي، والقمح المستورد، والدجاج المستورد، والمجمد،والمعلبات الغذائية، والزيوت النباتية، والشاهي، والمشروبات الغازية، والعصائر،والحليب المجفف، والبودرة، وحليب الاطفال، النيدو وغيرها كثير، وحتى الأرز لم يكن موجود قديما في اليمن، واليوم وللاسف اصبح من الآكلات الرئيسية، ويتم استيراده بكميات كبيرة، وكل عام في تزايد.
اليوم وامام مابتنا نسمعه عن حدوث ازمة غذائية عالمية، بسبب تداعيات الحرب بين روسيا واوكرانيا، وتأثيرها على السلع الغذائية وواردات القمح من هاتين الدولتين، يتوجب علينا العودة للماضي، من خلال زراعة الارض، والأكل من خيراتها، وكذا العودة للنمط الغذائي اليمني الذي تكلمنا عليه،وذلك عن طريق الدقيق المركب الذي يحتوي على كميات ومقادير محدده من انواع الحبوب المحلية تخلط مع القمح المستورد، عندها ممكن نخفض فاتورة استيراد القمح بنسبة قد تصل إلى 20%،وهنا دعمنا الاقتصاد الوطني، والمنتج المحلي، وكذا حافظنا على صحتنا وصحة اجيالنا القادمه، وهذه مسؤولية جماعية الكل معني بها، دولة ومجتمع وقطاع خاص، ووسائل اعلامية، لانها مرتبطه بحياة وصحة ابناء شعبنا، ونهضة وبناء اقتصادنا الوطني.
فالماضي الجميل لابد أن نستعيده، لنواكب به الحاضر ونستشرف معه المستقبل القادم.
ـــــــ
https://telegram.me/buratha