عبدالملك سام ||
كما يقول الأخوة المصريين "ماصورة ستات وإنكسرت"، وهذا تعبير يقال عند كثرة النسوة، ولكن عندنا هذه الماصورة أنكسرت في الفيسبوك فجأة، وبات من الطبيعي أن تجد أسماء كـ (سوسو - شوشو - توتو) وهي تحاضر وتنظر بينما الرجال فاغري الأفواه (المقعيين) الذين يستمعون لهن ويبتسمون ويعلقون بالموافقة على كل ما قلنه دون أعتراض وكأنهم يستمعون لنابغة أو عالم جهبذ!
الموضوع ليس أن اليمنيات تخلين عن حيائهن فجأة وبدأن يناقشن مواضيع مثيرة للجدل، أو أنني أقف حائلا بين "حرية التعبير" والمرأة اليمنية، بل أن الموضوع يتعدى هذا كله.. نحن نتحدث عن أجهزة مخابرات وخبراء في الحروب النفسية يقودون هذه القطعان للفتك بالجبهة الداخلية الصامدة منذ أكثر من سبعة أعوام، ومستغلين سذاجة البعض ليتخذوا من الأنوثة سلاحا لتمرير مخططاتهم وكذبهم طالما وأستخدامهم للأدوات القديمة لم ينفع!
اليوم تجد حسابات في مواقع التواصل الإجتماعي باسماء أنثوية لديها من المتابعين ما يفوق عدد المتابعين لقنوات إعلامية رسمية، وهذه الحسابات تنشر السم في العسل، وقد أحصيت في منشور واحد أكثر من أربعة (خوازيق)، في حين أن عدد الكلمات في المنشور لم تتعدى العشرين كلمة فقط!! ولما قرأت تعليقات المتابعين المحترمين لم أجد من يرد على حضرة الأستاذة ولو بكلمة أعتراض، بل أن البعض شكرها على كلامها الرائع!! والمصيبة الأكبر أن بعض هؤلاء من الوجوه الإعلامية المعروفة!!!
هنا يجب أن نتوقف للحظة، ولنراجع بعض الأمور الهامة، فأولا نحن ما نزال في خضم صراع مع عدو حقير وغير شريف لن يتورع عن إستخدام كل أساليب الخداع والكذب لتحقيق أهدافه، خاصة وهو عاجز تماما عن تحقيقها عسكريا رغم ما يملك من دعم وإمكانات.. أما ثانيا فلا يغر البعض أستخدام الأسماء الأنثوية فنحن نعلم أن معظم هؤلاء ليسو سوى ضباط مخابرات أو مرتزقة بدليل الإمكانيات وعدم مضايقتهم من قبل مديري المنصات كما يحدث للناشطين الإعلاميين اليمنيين، فأنت قد تتحدث مع "فوفو" في حين أنها في الحقيقة "مشعل" أو "تركي"!
أيضا من حيث مضمون هذه المنشورات، فنجد أنها تتنوع بين منشور يستهدف شخصا أو جهة رسمية نشاطها يضايق العدوان كهيئة الزكاة او مؤسسة الشهداء مثلا، أو تستغل ظرفا معينا كما يحدث في وقت الأزمات التي يسببها العدوان لنا بتوجيه الإتهامات لجهات وشخصيات في الداخل! ومنشورات أخرى ظاهرها تافه ولكن هدفها خبيث كتلك التي تستهدف زكاء النفس والحياء مثل تلك التي تقوم بإظهار صورة لليد أو القدم (أعزكم الله)، أو تلك التي تثير الخيال بتصوير جلسة مقيل أو حتى منشور يتحدث عن رغبات مخلوطة بمشاعر لإثارة غرائز البعض، فـ "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
أما النوع الآخر من هذه المنشورات الملعونة فهو ذلك الذي يستهدف كل من يظهر جانبا مشرقا أو يبرز دور شخص شريف أنجز عملا جيدا، فتستهدف هذه المنشورات صاحب المنشور ومن في المنشور بأتهامه بالتطبيل مثلا! أو بالتقليل من أهمية العمل أو بنفي ما نشر تماما!! والملاحظ أن كل هذه المنشورات تؤدي نفس الدور اللعين الذي تؤديه أجهزة الإعلام التابعة لدول العدوان بالضبط، وإن اختلف الأسلوب.
الخلاصة أننا يجب أن نكون واعين، وألا نكون ممن يمكن خداعهم بسهولة، حتى لا يظن هؤلاء أننا سذج وحمقى.. يجب أن نعي أن الكلمة موقف وسيحاسبنا الله عنها، وأن ندرك أننا في خضم معركة مع أشر الناس طرا، وأن نتائج هذه المعركة ستؤسس لمستقبل بلدنا وشعبنا.. يجب أن نحفظ دماء الشهداء ومعاناة أبطالنا، وألا نسمح بتمرير مخططات الأعداء وأن نكف عن الجري وراء كل ما ينشر، بل يجب أن يكون لدينا مشروع لما سنقوله وفقا لما يرضي الله وما نتحمله من مسئولية تجاه أنفسنا وأمتنا، وأن ندرك أن هناك فرقا بين مصطلح (حرية التعبير) وبين الصدق، والفرق كبير جدا.. والله من وراء القصد.
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha